عيار 21 يتراجع الآن لأدنى مستوياته.. سعر الذهب والسبائك بالمصنعية اليوم في الصاغة    بورصة الدواجن اليوم.. أسعار الفراخ والبيض اليوم الإثنين 29 أبريل 2024    انخفاض جديد.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الإثنين 29 إبريل 2024 في المصانع والأسواق    خسائر فادحة.. القوات الأوكرانية تنسحب من 3 مواقع أمام الجيش الروسي |تفاصيل    صحف السعودية| مطار الملك خالد الدولي يعلن تعطل طائرة وخروجها عن مسارها.. وبن فرحان يترأس اجتماع اللجنة الوزارية العربية بشأن غزة    أمير هشام: تصرف مصطفى شلبي أمام دريمز الغاني ساذج وحركته سيئة    بعد موقعته مع كلوب.. ليفربول يفرط في خدمات محمد صلاح مقابل هذا المبلغ    مواعيد مباريات برشلونة المتبقية في الدوري الإسباني 2023-2024    ميدو: هذا المهاجم أكثر لاعب تعرض للظلم في الزمالك    «أمطار رعدية وتقلبات جوية».. الأرصاد تحذر من حالة الطقس اليوم الإثنين في مصر    بعد وفاة والدتها.. رانيا فريد شوقي فى زيارة للسيدة نفسية    مصنعو السيارات: الاتحاد الأوروبي بحاجة لمزيد من محطات شحن المركبات الكهربائية    إصابة 13 شخصا بحالة اختناق بعد استنشاق غاز الكلور في قنا    مصرع شخص وإصابة 16 آخرين في حادث تصادم بالمنيا    علييف يبلغ بلينكن ببدء عملية ترسيم الحدود بين أذربيجان وأرمينيا    أسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة.. روجينا تنعى المخرج عصام الشماع    ختام فعاليات مبادرة «دوّي» بكفر الشيخ    خالد الغندور يوجه انتقادات حادة ل محمد عبد المنعم ومصطفى شلبي (فيديو)    عمره 3 أعوام.. أمن قنا ينجح في تحرير طفل خطفه جاره لطلب فدية    هيثم فاروق يوجه رسالة لحمزة المثلوثي بعد التأهل لنهائي الكونفدرالية| تفاصيل    مجتمع رقمي شامل.. نواب الشعب يكشفون أهمية مركز الحوسبة السحابية    سامي مغاوري يكشف سبب استمراره في الفن 50 عامًا    رابطة العالم الإسلامي تعرب عن بالغ قلقها جراء تصاعد التوتر في منطقة الفاشر شمال دارفور    «مسلم»: إسرائيل تسودها الصراعات الداخلية.. وهناك توافق فلسطيني لحل الأزمة    نتنياهو يعيش في رعب.. هل تصدر محكمة العدل الدولية مذكرة باعتقاله؟    شاهد صور زواج مصطفى شعبان وهدى الناظر تثير السوشيال ميديا    شقيقة الفلسطيني باسم خندقجي ل«الوطن»: أخي تعرض للتعذيب بعد ترشحه لجائزة البوكر    سامي مغاوري عن صلاح السعدني: «فنان موسوعي واستفدت من أفكاره»    بعد عامين من انطلاقه.. برلماني: الحوار الوطني خلق حالة من التلاحم    تموين الإسكندرية: توريد نحو 5427 طن قمح إلى الصوامع والشون    برلمانية: افتتاح مركز البيانات والحوسبة يؤكد اهتمام الدولة بمواكبة التقدم التكنولوجي    التهديد الإرهابي العالمي 2024.. داعش يتراجع.. واليمين المتطرف يهدد أمريكا وأوروبا    بعد طرح برومو الحلقة القادمة.. صاحبة السعادة تتصدر ترند مواقع التواصل الاجتماعي    فراس ياغى: ضغوط تمارس على الأطراف الفلسطينية والإسرائيلية للوصول لهدنة في غزة    تحرك عاجل من الخطيب ضد السولية والشحات.. مدحت شلبي يكشف التفاصيل    أيمن يونس يشيد بتأهل الأهلي والزمالك.. ويحذر من صناع الفتن    إخلاء سبيل سائق سيارة الزفاف المتسبب في مصرع عروسين ومصور ب قنا    الأرصاد الجوية تكشف حالة الطقس اليوم الإثنين وتُحذر: ظاهرة جوية «خطيرة»    السفيه يواصل الهذيان :بلاش كليات تجارة وآداب وحقوق.. ومغردون : ترهات السيسي كلام مصاطب لا تصدر عن رئيس    فيديو.. سامي مغاوري: أنا اتظلمت.. وجلينا مأخدش حقه    من أرشيفنا | ذهبت لزيارة أمها دون إذنه.. فعاقبها بالطلاق    هل مشروبات الطاقة تزيد جلطات القلب والمخ؟ أستاذ مخ وأعصاب يجيب    فهم حساسية العين وخطوات الوقاية الفعّالة    العناية بصحة الرموش.. وصفات طبيعية ونصائح فعّالة لتعزيز النمو والحفاظ على جمالها    «حياة كريمة».. جامعة كفر الشيخ تكرم الفريق الطبي المشارك بالقوافل الطبية    ضربة للمحتكرين.. ضبط 135 ألف عبوة سجائر مخبأة لرفع الأسعار    ربان الكنيسة السريانية الأرثوذكسية في مصر يحتفل بعيد الشعانين ورتبة الناهيرة    البابا ثيودروس الثاني يحتفل بأحد الشعانين في الإسكندرية    الإفتاء توضح حكم تخصيص جزء من الزكاة لمساعدة الغارمين وخدمة المجتمع    دعاء في جوف الليل: اللهم جُد علينا بكرمك وأنعم علينا بغفرانك    3 حالات لا يجوز فيها الإرث شرعًا.. يوضحها أمين الفتوى    وزير الاتصالات: 170 خدمة رقمية على بوابة مصر الرقمية    الاستعداد للعريس السماوي أبرز احتفالات الرهبان    بالصور.. الوادي الجديد تستقبل 120 طالبًا وطالبة من كلية آداب جامعة حلوان    مصرع شاب في انقلاب سيارة نقل بالوادي الجديد    طريقة تحضير بودينج الشوكولاتة    محمد أبو هاشم: حجاج كثر يقعون في هذا الخطأ أثناء المناسك    في أحد الشعانين.. أول قداس بكنيسة "البشارة" بسوهاج الجديدة |صور    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أحمد أبوالغيط في حوار مع الأخبار رؤية مصرية أمام القمة الأفريقية للتحديات التي تواجه القارة في الصحة والتنمية
قمة أوغندا تبحث دفع العمل المشترك والأوضاع بالسودان والصومال والبحيرات العظمي
نشر في الأخبار يوم 23 - 07 - 2010


نتحرك في أفريقيا وفقا لسياسة مدروسة لضمان
مصالحنا القومية في المياة والتجارة وتحقيق الاستقرار
أفريقيا ستظل دائما قاعدة ارتكاز رئيسية للسياسة الخارجية المصرية
مصر تستضيف مقر »لواء شمال« القوة الافريقية لحفظ السلم والأمن
مباحثات مع وزراء خارجية دول حوض النيل لتصحيح مسار التفاوض علي اتفاق المبادرة
تأتي القمة الأفريقية في العاصمة الاوغندية كمبالا يوم الأحد القادم، وسط متغيرات عالمية وإقليمية وتطورات متلاحقة تفرض أهمية كبيرة علي اجتماعات القادة والملفات المطروحة أمامهم. ملفات عديدة ومتنوعة.. مابين قضايا عالمية لها تأثيرات مباشرة علي التنمية بالقارة، مثل تغير المناخ والأزمة المالية والاقتصادية العالمية وقضايا اقليمية افريقية في مقدمتها تحقيق الأمن والاستقرار ومجالات التنمية. وقضايا سياسية تفرض نفسها مثل الوضع بالسودان والصومال ومنطقة البحيرات العظمي، بالاضافة الي اهتمام قادة القارة بالقضية الفلسطينية وتطورات الاوضاع بمنطقة الشرق الأوسط.
وفي خضم كل هذه الملفات تقوم مصر بدور فاعل علي الساحة الاقليمية والدولية في جميع القضايا المطروحة. كما تسهم في اجتماعات القمة ومايسبقها من اجتماعات تحضيرية بمشاركة فاعلة.
وقد توجه أحمد ابوالغيط وزير الخارجية الي كمبالا لرئاسة وفد مصر في مؤتمر وزراء الخارجية للاعداد للقمة ومناقشة مشروعات القرارات والتوصيات والوثائق قبل رفعها لرؤساء الدول والحكومات ولهذا كان لابد من اللقاء مع وزير الخارجية في حوار شامل حول القمة والقضايا الساخنة المطروحة أمامها، وموقف مصر منها، حيث أكد الوزير ان مصر سوف تعرض رؤية متكاملة شاملة امام القمة للتحديات التي تواجه القارة في مجالي الصحة والتنمية الشاملة. وهما المجالان اللذان لهما صلة بالموضوع الرئيسي للقمة في دورتها العادية الخامسة عشرة . وأكد الوزير ان القمة سوف تبحث سبل دفع العمل الافريقي المشترك وتطورات الاوضاع بالصومال ودول البحيرات العظمي. وكذلك سبل تحقيق الأمن والاستقرار، وموقف التحرك المصري في هذه القضايا في اطار الحفاظ علي الأمن القومي المصري. حيث أكد وزير الخارجية ان مصر تتحرك في افريقيا وفقا لسياسة مدروسة لضمان مصالحنا القومية وخاصة في قضايا المياه والبيئة والتجارة. مشيرا الي أن مصر قادرة وفاعلة في افريقيا وتتصدر الدفاع عن مصالح القارة.
وفي نفس الوقت تأتي القمة فرصة لمشاورات سوف يجريها الوزير ابوالغيط مع وزراء خارجية دول حوض النيل، لبحث القضية الملحة التي تشغل بال الرأي العام المصري وهي قضية اتفاق مياه النيل. حيث يؤكد أنه لاخطر علي الأمن المائي المصري والذي يرتكز علي ضمانات قانونية وتاريخية وسياسية راسخة وان مصر تواصل المشاورات مع دول الحوض لتصحيح مسار التفاوض علي اتفاق مبادرة حوض النيل.
وزير الخارجية أحمد ابوالغيط يكشف »للأخبار« في هذا الحوار عن جميع الموضوعات والمواقف والي تفاصيل الحوار
تعقد القمة الأفريقية المقبلة في كمبالا اعتبارا من 52 يوليو الحالي فما هي ابرز ملامحها وتقييمنا لما ستحققه؟
نشارك في القمة الافريقية المقبلة وموضوعها الرئيسي صحة الأمهات والأطفال ويشارك معنا كذلك وزير الصحة وتقدم مصر للقمة رؤية متكاملة للتحديات الماثلة أمام القارة وسبل تطوير هذا القطاع الحيوي للتنمية الافريقية وكيفية تجاوز معضلة هل الصحة ألزم للتنمية من غيرها أم التنمية أولاً واتصال ذلك بمفاهيم التنمية الإنسانية بمعناها الأشمل اي ان يكون الإنسان هو محور التنمية وتعرض مصر تجربتها الخاصة في تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية علي صعيد صحة الأمهات والأطفال والتي تضعها في صدارة دول القارة.
ويأتي انعقاد القمة تطبيقاً لدورية انعقاد القمة الأفريقية مرتين في العام ولقد تأخر انعقاد القمة هذا العام عن موعدها المعتاد في الأول من يوليو لتعقد في الفترة من 52 الي 72 يوليو وذلك لحشد المساندة والدعم لجنوب أفريقيا في استضافتها لأول بطولة لكأس العالم لكرة القدم تقام في القارة الأفريقية وهو الحدث الذي نجح بامتياز وهنأنا الجانب الجنوب الافريقي عليه كما لم يفتني توجيه التهنئة لغانا علي مستواها الراقي وستواصل القمة بحث سبل دفع العمل الأفريقي المشترك ورفع مستويات التعاون بين الدول الأفريقية وتأكيد أهمية نشر السلام وتسوية الصراعات في القارة الأفريقية حتي تتمكن القارة من تحقيق انطلاقة جديدة علي صعيد الرفاهية والتقدم والازدهار. وتبحث القمة بطبيعة الحال القضايا المعروفة علي جدول الأعمال وتتصدره أوضاع السلم والأمن في أفريقيا والتي يراجع خلالها القادة الأفارقة مستجدات الأوضاع في كل من السودان والصومال والبحيرات العظمي وسبل تعزيز جهود استعادة الاستقرار والحفاظ علي الشرعية الدستورية في ضوء الموقف الافريقي المناهض للتغيير غير الدستوري لأنظمة الحكم بالإضافة الي موضوع إصلاح الأمم المتحدة وتوسيع مجلس الامن الدولي
ملاحقة الرئيس البشير
وفي نفس السياق تتعامل القمة مع مسألة المحكمة الجنائية الدولية علي خلفية انعقاد مؤتمر المراجعة الأول في شهر مايو الماضي وقضية ملاحقة الرئيس السوداني، بالإضافة الي مسألة الولاية القضائية العالمية حيث لاحظنا كأفارقة تطبيق ومد الولاية القضائية في بعض الدول الأوروبية لملاحقة مسئولين أفارقة وهو امر غير مقبول حال تطبيقه بصورة أحادية ودون الرجوع لأي سلطة دولية كالأمم المتحدة مثلا.
وتدلي مصر بدلوها في كافة القضايا المتعلقة بالمصالح الأفريقية خلال القمة ومن ابرز ما يحوز الاهتمام حاليا مسألة الموقف الافريقي من تغير المناخ وما حدث خلال قمة كوبنهاجن من ضغوط غربية علي الجانب الافريقي حيث تسعي الدول المتقدمة لاتفاق عالمي حول المناخ بما يراعي مصالحها ويخفف من التزاماتها بأكثر مما يراعي مصالحنا كأفارقة ودول نامية ومواقفنا ونتشبث في مصر بالإسهام الفعال في الحفاظ علي وصياغة مواقف افريقية مشتركة تراعي انشغالاتنا في افريقيا حيث دفعنا ثمن الاسراف الدولي في استنزاف الموارد البيئية ويبقي ضروريا لنا ان نتمتع بنفس الحقوق في التنمية التي أتيحت لغيرنا.
السلم والأمن بالقارة
ذكرتم ان موضوع السلم والأمن في القارة هو موضوع ذو أولوية علي جدول أعمال القمة وكما نعلم فإن لمصر دورا محوريا في تعزيز جهود السلم والأمن في القارة فما هي أهم أبعاد الموقف المصري من حالة السلم والأمن في القارة؟
كما تعلمون فإن مصر من أكثر الدول إسهاماً في دعم جهود صنع السلم والأمن في القارة حيث شاركت مصر في 32 عملية حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة منذ العملية الأولي بالكونغو عام 0691 وحتي عملية حفظ السلام الهجين في دارفور وتحتل مصر حالياً المرتبة الخامسة عالمياً من حيث حجم إسهاماتها في عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة حيث بلغ حجم القوات المصرية التي تشارك حالياً في خمس عشرة عملية لحفظ السلام علي المستوي الدولي بما في ذلك عمليات حفظ السلام في أفريقيا حوالي 0055 ضابط وجندي وهذه الإسهامات المصرية هي محل تقدير من الدول الأفريقية التي تعي تماماً الدور المصري في حفظ السلام في القارة وتتمسك مصر بأهمية تدعيم قدرات الاتحاد الأفريقي والمقدرات العملياتية والمؤسساتية لمجلس السلم والأمن الأفريقي من أجل صيانة السلم والاستقرار في القارة الافريقية وتدعو مصر في هذا الخصوص الي الإسرع باستكمال أركان منظومة السلم والأمن في القارة وذلك باستكمال إنشاء آلية الإنذار المبكر القارية وتفعيل القوة الأفريقية الجاهزة خلال العام المقبل علما بان مصر ستستضيف مقر لواء الشمال بالقوة الافريقية الجاهزة لتتمكن القارة من زيادة الاعتماد علي مقدراتها الذاتية في الحفاظ علي السلم والأمن في ربوعها.
الأمن القومي المصري
نعلم تماماً ان معضلات قلاقل الأمن وعدم الاستقرار في القارة تطل برأسها من مواقع كثيرة في القارة التي لا تزال تعاني من تفجر النزاعات والصراعات وندرك ان لمصر رؤيتها في سبل التعامل مع قضايا النزاعات ذات الأهمية لمصر في القارة الأفريقية فما هي أهم النزاعات ذات الصلة المباشرة بالأمن القومي المصري في القارة؟
كما تعلمون ان أفريقيا كانت وستظل جزءاً لا يتجزأ من قلب وعقل الدبلوماسية المصرية وهي امتداد طبيعي للأمن القومي المصري.. فمصر بحكم موقعها تقع في بؤرة تقاطع عدة دوائر لكل منها أعباؤه ومشكلاته فالأحداث في فلسطين والعراق، وعملية توسيع الاتحاد الأوروبي، والتطورات علي الساحة الدولية، كلها عوامل جذب واستقطاب للجهد الدبلوماسي ولكن تظل مصر دولة أفريقية لا يمكن ان تنفصل عن جذورها فإن هناك قضايا بعينها ذات حساسية خاصة لمصر وتحرص مصر دوماً علي تأكيد مواقفها الثابتة ازاءها وأهم هذه القضايا والمواقف المصرية منها هي:
السودان: حيث تؤكد مصر دوماً علي حرصها علي أمن واستقرار السودان وتشير الي ما تستشعره من ان السودان يواجه لحظة الحقيقة في تاريخه الحديث حيث تشهد الفترة المقبلة استحقاقاً غاية في الأهمية وهو الاستفتاء حول حق تقرير المصير في الجنوب في يناير 1102 وتؤكد مصر علي مواصلة دورها جاهدة من أجل رأب الفجوة بين شريكي الحكم في السودان وحسم الخلافات ونزع فتيل أية أزمات بين الطرفين بغية التوصل الي رؤية مشتركة بينهما لجعل خيار الوحدة جاذباً بما يضمن للجنوبيين حقوقهم كاملة ويحفظ للسودان وحدته وتدعو مصر الي تضافر الجهود الدولية والأفريقية لدعم المسعي المصري لضمان الا يقود الاستفتاء الي انزلاق الجنوب في صراعات داخلية أو تجدد الصراعات مع الشمال أو مع أي من دول الجوار وهناك صيغ مطروحة حاليا من الفريق الافريقي رفيع المستوي لدارفور برئاسة تابو مبيكي تتعلق بخيارات الكونفيدرالية والفيدرالية وسبل حسم قضايا ما بعد اتفاق السلام الشامل مثل الحدود وتقاسم الثروة والأعباء السيادية كالديون.
السلام في دارفور
مشكلة دارفور: وترحب مصر بالتطورات الإيجابية التي شهدتها الفترة الأخيرة لتسوية قضية دارفور وفي مقدمتها اتخاذ خطوات عملية جادة علي صعيد تحقيق المصالحة بين السودان وتشاد وتبني مجموعة من الترتيبات الأمنية علي الحدود بينهما وتؤكد مصر علي أهمية التنمية كمدخل للسلام والاستقرار في دارفور ومن هنا جاءت استضافة مصر للمؤتمر الدولي للمانحين لإعادة إعمار وتنمية دارفور في 12 مارس 0102 برئاسة مشتركة بين مصر وتركيا كما ستدعو مصر خلال قمة كمبالا لدور افريقي مبادر لتحقيق السلام في دارفور حيث نلاحظ تعدد جهود الوساطة دون تنسيق كاف مع مراعاة ما انتهت اليه لجنة الحكماء الأفارقة برئاسة تابو مبيكي والتي أكدت علي ضرورة ايجاد تمثيل كاف لأهالي دارفور ذاتهم ليعبروا عن أنفسهم ومطالبهم في العملية التفاوضية
الصومال: يقوم الموقف المصري علي الاهتمام بإعادة الاستقرار وإنهاء الحرب الأهلية في الصومال وإعادة بناء الدولة الصومالية الموحدة ودعم الحكومة الاتحادية الانتقالية وتم بحث كل ذلك خلال الزيارة التي قام بها الرئيس الصومالي/ شيخ شريف شيخ احمد لمصر هذا الاسبوع والتي تشرف خلالها بلقاء الرئيس حيث تم دعوة الحكومة الانتقالية الي تكثيف جهودها الرامية الي تشجيع المصالحة الوطنية وتثبيت أسس الاتفاق الوطني والالتزام باتفاق جيبوتي وإطلاق عملية سياسية تشمل الجميع وتكفل مصالحة وطنية حقيقية تنهي كافة مظاهر غياب الدولة الصومالية وبحث أوجه الدعم المصري للأشقاء في الصومال في ذلك الإطار.
إصلاح مجلس الأمن
أشرتم الي ان القمة ستواصل بحث موضوع اصلاح مجلس الامن والتأكيد علي أهمية تمثيل أفريقيا بشكل عادل في مجلس الامن الموسع فما هي أهم أبعاد الموقف المصري من هذه المسألة؟
يؤكد أبو الغيط: سنستمر خلال قمة كمبالا في الموقف المصري الذي يتأسس علي الموقف الافريقي الثابت المتضمن في توافق أوزوليني وإعلان سرت بشأن المطالبة بمقعدين دائمين علي الاقل لأفريقيا في مجلس الامن الموسع يتمتعان بكافة المزايا والحقوق بما فيها حق النقض ومقعدين غير دائمين إضافيين وستؤكد مصر ان أفريقيا تطالب في الأساس بإلغاء حق النقض الا انه طالما ظل ذلك الحق قائماً فإنه يتعين من منطلق العدالة والمساواة منحه للأعضاء الدائمين الجدد مثلهم في ذلك مثل الاعضاء الدائمين الحاليين وتتمسك مصر بأن حق النقض هو القضية الرئيسية في عملية توسيع مجلس الامن وان التوسع في فئة المقاعد غير الدائمة وحدها لا يمثل خياراً مطروحاً بالنسبة للقارة لأنه لا يغير من هيكل القوي في المجلس أو يصحح الظلم التاريخي الواقع علي أفريقيا التي تمثل وحدها ربع حجم المجتمع الدولي تقريبا.
الآثار السلبية لتغير المناخ
ستبحث القمة موضوع تغير المناخ بكل تأثيراته السلبية علي القارة الأفريقية التي تواصل مساعيها للحصول علي تعويضات عادلة من الدول المتقدمة لتخفيف آثار هذه الظاهرة التي تعاني من تداعياتها في الوقت الذي تعد فيه القارة أقل قارات العالم تسبباً في نشوء ظاهرة التغير المناخي؟
يقول الوزير أحمد أبو الغيط: تري مصر ضرورة مواصلة الضغط علي الدول المتقدمة خلال مؤتمر كانكون المقبل للحصول علي التمويل والمعرفة العلمية اللازمة من الدول المتقدمة لمكافحة الاثار السلبية لتغير المناخ في القارة الأفريقية وللمساعدة علي المشاركة في الجهد الدولي لتحويل أنماط الانتاج والاستهلاك الي أنماط قليلة الانبعاثات متسقة مع البيئة والمناخ ونجد مع الأسف ان الدول المتقدمة التي تتباطأ في توفير التمويل الدولي اللازم لمواجهة آثار ظاهرة تغير المناخ علي القارة الأفريقية تتسارع لتوفير أموال ضخمة تقدر بالمليارات لمواجهة أثار الأزمة المالية وفي الوقت الذي تؤكد فيه مصر علي العناصر الايجابية التي يتضمنها توافق كوبنهاجن (قمة تغير المناخ في كوبنهاجن في ديسمبر في عام 9002) من الناحية النظرية والتي لو نفذت ستعتبر خطوات جيدة في الاتجاه الصحيح فإن مصر تود التأكيد علي ضرورة تحرك الدول المتقدمة لتنفيذ ما تضمنه توافق كوبنهاجن بشأن خفض الانبعاثات وتوفير التمويل اللازم لذلك وإنشاء آلية لمكافحة تدهور الغابات والتربة وإنشاء آلية لنقل التكنولوجيا وذلك لجعل توافق كوبنهاجن جاذباً لدول القارة والدول النامية بصفة عامة.
الوحدة الافريقية
موضوع تسريع وتيرة التكامل والاندماج في القارة له أهمية خاصة ويعكس إدراك القادة الأفارقة لأهمية التحرك نحو إنجاز هدف الوحدة الذي طالما داعب خيال وعقول القادة الأفارقة الأوائل، فما هو رأيكم كوزير خارجية مصر؟
كانت مصر علي الدوام من الدول الداعمة لتحقيق الوحدة الأفريقية وتدرك مصر ان طريق الوحدة ليس سهلاً حيث ان التحرك نحو الوحدة يجب ان يكون متدرجا ومن خلال خطوات مدروسة جيداً وتحظي بالإجماع الأفريقي وتكون قابلة للتطبيق العملي حتي لا تظل حبيسة مقررات القمة ووثائقها ومن المعروف ان تحويل المفوضية الي سلطة الاتحاد وهي خطوة مهمة نحو تفعيل دور الاتحاد الافريقي كقاطرة لقيادة حركة الوحدة والاندماج في القارة من الموضوعات المطروحة علي أجندة القمة الافريقية منذ أكثر من عامين ولقد شهد العام الماضي 9002 مناقشات مستفيضة حول شكل وهيكل سلطة الاتحاد الجديدة المقترحة وبرغم إدراك الجميع لأهمية التحرك البناء نحو إنشاء هذا الكيان الجديد فإن الاختلاف حول طرق التنفيذ وهيكل السلطة وطبيعة دورها كان واضحاً ولقد سعت مصر علي الدوام وستواصل ذلك في القمة المقبلة من اجل تحقيق توافق أفريقي حول موضوع سلطة الاتحاد يسمح بإنشاء هذه السلطة في أقرب وقت لكي تقود قطار الوحدة الأفريقية بأقصي سرعة ممكنة.
التحرك المصري بأفريقيا
هل تراجعون في وزارة الخارجية أولويات التحرك في افريقيا حاليا؟
أود في البداية ودون رغبة في اي تنظير ان أشير الي ان تواصل حركة التاريخ يؤدي بنا الي ادراك صعوبة رسم خط فاصل بين ما هو قائم وما هو قادم ونحن ندرك في وزارة الخارجية ان ملامح المستقبل تقوم علي أسس ومعطيات كل من الحاضر والماضي وماضينا وتاريخنا بافريقيا بالذات مشرف ومؤثر وينطلق تعاملنا مع اولويات سياستنا الخارجية بافريقيا كما في غيرها من دوائر التحرك من استقراء الواقعين الدولي والاقليمي في افريقيا حاليا وكم التغير الذي حل بقارتنا السمراء بعدما اصبح نيل الاستقلال ماضيا والسعي للتنمية واقعا قبل ان نسعي لاستكشاف المستقبل بمتغيراته واحتمالاته لتحديد تأثيراته علي دوائر اهتمامنا واولوياتنا ومصالحنا.
ومن هنا دعني أؤكد لك حقيقتين أولهما ان الدولة المصرية تتحرك كأي دولة وفقاً لمفاهيم المصلحة ولكن مع فهم عميق لحقائق التاريخ والجغرافيا وقراءة واعية للمسرحين الاقليمي والدولي وثانيهما ان الدولة المصرية لا تتحرك بعشوائية إنما تتحرك في أفريقيا وفي غيرها من دوائر التحرك وفقاً لسياسة مدروسة ومقننة فعلي سبيل المثال لدينا خطة واضحة لما نسعي له في أفريقيا سواء لخلق المصالح المشتركة تجاريا واستثماريا وتتابع سفاراتنا في أفريقيا كل شاردة وواردة وذلك لضمان مصالحنا القومية العليا في قضايا كالمياه والبيئة والتجارة الدولية او لتحقيق السلم والأمن انطلاقا من قاعدة افريقية صلبة وبناءة ومن خلال العمل الافريقي المشترك في الاتحاد الافريقي والتجمعات الاقتصادية الاقليمية مثل الكوميسا وتجمع الساحل والصحراء الي المحافل الدولية الدولية متعددة الاطراف وانتهاء بتعزيز كافة الروابط مع الدول الافريقية وتكفي الاشارة الي اننا في مصر نولي أهمية قصوي لتحديد أولوياتنا للانتشار أفقيا في أفريقيا ولكننا لا نغفل كذلك التحرك في دوائر النفوذ رأسيا في الدول الشقيقة لبناء أفضل جسورنا معهم ودورنا هام وفعال مع دوائر صناعة القرار وعلي مستوي رجل الشارع أيضا والرأي العام.
وتوظف مصر في تحركاتها أسباب القوة الناعمة والصلبة الثقافية والحضارية من خلال إيفاد الخبراء من المهندسين والأطباء وأساتذة الجامعات بل ومدربي كرة القدم ويبعث الأزهر الشريف مبعوثيه للأشقاء الأفارقة ونجلبهم في نفس الوقت للتدريب بالقاهرة في شتي المجالات بالاضافة الي إيفاد القوافل الطبية وإرسال المعونات الغذائية والإنسانية ولا تتواني مصر عن وضع كافة خبراتها وتسخيرها للاستجابة للاحتياجات الأفريقية.
وأود ان أشير في هذا الصدد الي ان الصندوق المصري للتعاون الفني مع أفريقيا والذي تأسس عام 1891 درب حوالي 0008 متدرب أفريقي في كافة المجالات بمصر وأوفدت مصر حوالي 0007 خبير مصري من أطباء ومهندسين وأساتذة للجامعات في كافة ربوع القارة ولا توجد دولة افريقية واحدة لم يتدرب عشرات من دبلوماسييها بالمعهد الدبلوماسي المصري لذا أقول بثقة مصر قادرة وفاعلة في أفريقيا ولا ألتقي وزيرا من وزراء الخارجية الأفارقة الا وبحثت معه احتياجاتهم ومصالحنا المشتركة معهم تجارة واستثمارا.
ودعني أعود بك الي منطلقات وخطوط الحركة المصرية في أفريقيا التي تساءلت عنها وأبرزها تأكيد انتمائنا الافريقي عبر تصدر الدفاع عن مصالح القارة، وتعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية والتجارية والفنية مع مختلف الدول الافريقية، وتحفيز القطاع المصري علي التوسع الافريقي والتوجه الجنوبي والاهتمام الخاص بعلاقاتنا لاشقائنا في دول حوض النيل تنمويا ومن خلال تعظيم دوائر المصالح المشتركة.
بالإضافة الي تواصل الحوار والتشاور مع دول الحوض لتصحيح مسار التفاوض علي الاتفاق الاطاري لمبادرة حوض النيل والتشديد علي مفهوم الكسب المتبادل، وتعزيز وتطوير دور الصندوق المصري للتعاون الفني مع افريقيا.. وتعظيم دور مصر في اطار الاتحاد الافريقي واجهزته الرئيسية..
والاهتمام بتسخير عضويتنا في تجمع الكوميسا لزيادة حجم صادراتنا للاسواق الافريقية.. ولعب دور ريادي في مبادرة النيباد لدفع جهود التنمية في القارة الافريقية.
التجارة والاستثمار مع أفريقيا
هل ترون ان النشاط المصري بافريقيا يحقق مصلحة مباشرة ملموسة لمصر تتناسب مع الجهد المبذول؟.
يقول الوزير.. أنا سعيد جدا بهذا السؤال، والاجابة هي نعم وبكل تأكيد أليس حصول شركة مثل المقاولون العرب علي تعاقدات في غينيا الاستوائية بما يفوق المليار دولار مصلحة ملموسة، أو انتشار استثمارات مجموعة السويدي في اكثر من 11 دولة افريقية مصلحة ؟!.
ودعني اشير الي انني لمست شخصيا خلال زيارتي لكل من تشاد والكاميرون وغينيا الاستوائية وجودا مشرفا لهاتين الشركتين وغيرهما تحديدا في البلاد الثلاث وقد ادت الزيارات لطفرة في التعاقدات الجديدة، كما ان عضوية مصر في الكوميسا واتفاقات التجارة الحرة في اطارها، والتي تضم02 دولة بالاضافة لمصر، وحجم اسواقها نحو 053 مليون مستهلك باجمالي الناتج القومي لدول التجمع حوالي 561 مليار دولار سنويا تخدم مصالحنا أولا بحجم التبادل التجاري مع تلك الدول كما تساهم الامتيازات التي نحوذها في سوق كهذا في جلب المزيد من الاستثمارات الاجنبية لمصر.
أما بالنسبة للعلاقات الاقتصادية والتجارية فهناك تنسيق مكثف بين وزارتي الخارجية والتجارة والصناعة بهدف تعزيز صادراتنا والاستفادة من الفرص المتاحة لها بالاسواق الافريقية. ونواصل تحركنا نحو ابرام اتفاقيات لتحرير التجارة مع التجمعات الاقتصادية الاقليمية، استمرارا للنجاح الذي حققته مصر بعضويتها بتجمع الكوميسا.
وبالمثل، تسعي مصر لزيادة وارداتها الافريقية، حيث بدأنا في استيراد اللحوم من السودان واثيوبيا، كما ندرس فرص استيراد بعض المحاصيل الغذائية والمواد الخام من الدول الافريقية علي ان يكون بصورة مباشرة وبدون وسيط، علما باننا قد بدأنا في تنفيذ هذه السياسة منذ عدة سنوات بالتحول لاستيراد الشاي من كينيا والتبغ من مالاوي والنحاس من زامبيا..
وفي هذا الصدد، ادعو من جانبي رجال الاعمال المصريين الي اقتحام الاسواق الافريقية التي قد تكون مجهولة لكثيرين ودراسة فرص الاستثمار والتجارة معها.واعدهم بان تظل السفارات المصرية علي اتم استعداد لتقديم الدعم السياسي وفتح قنوات الاتصال اللازمة لتسهيل نشاطهم.
العمل الأفريقي المشترك
كيف تنشط مصر في العمل الافريقي المشترك من خلال الاتحاد الافريقي وغيره؟
نحن دولة مؤسسة لمنظمة الوحدة الافريقية في عام 3691 واستضفنا اول قمة للمنظمة بالاسكندرية كما استضافت مصر ثلاث قمم افريقية ولعلها الوحيدة التي نالت ذلك الشرف في 4691 و3891و8002 بشرم الشيخ ولم ينقطع تواصلنا او عطاؤنا مع اشقائنا الافارقة فقد شاركت مصر منذ اكثر من سبع سنوات. مع اربع دول اخري في اطلاق مبادرة النيباد، اهم برامج التنمية بالقارة علي الاطلاق، وتتولي مصر في اطارها تنسيق السياسات الخاصة بالزراعة والنفاذ للاسواق في افريقيا.
وفيما يتعلق بدعم جهود التنمية الشاملة بافريقيا، حرصت مصر علي استضافة عدد من المحافل الافريقية والمؤتمرات الوزارية القطاعية للاتحاد الافريقي وهي مؤتمر وزراء البحث العلمي الافارقة. والذي بحث سبل تفعيل التعاون بهذا المجال وبلورة استراتيجية افريقية للبحث العلمي، ومؤتمر وزراء البترول والطاقة الافارقة.
والذي هدف لصياغة موقف موحد لتعظيم الاستفادة من امكانات القارة النفطية الضخمة وبحث كيفية تخفيف اثار ارتفاع اسعار النفط علي الدول غير المنتجة له والفقيرة بالاضافة الي استضافة مؤتمرات وزراء الاتصالات الافارقة مرتين ووزراء التجارة مرتين والصناعة والمالية والاقتصاد.
ولا ننسي ان مصر استضافت في نوفمبر الماضي منتدي الصين افريقيا بشرم الشيخ بمشاركة 71 رئيسا لدولة وحكومة افريقية ورئيس وزراء الصين و001وزير والذي خرج بنتائج ممتازة يلتزم خلالها الشريك الصيني العملاق بتطوير الشراكة الاستراتيجية القائمة بين افريقيا، والصين الي أفاق اوسع.
كما تظل مصر في صدارة الجهد الافريقي لصياغة المواقف الافريقية المشتركة ازاء القضايا الدولية فمصر هي منسق المجموعة الافريقية في منظمة التجارة العالمية واستضافت في اكتوبر الماضي وزراء التجارة الافارقة بالقاهرة لتنسيق الموقف الافريقي ازاء جولة الدوحة في اطار مفاوضات تحرير التجارة الدولية ومصر هي التي نسقت الاعلان الافريقي حول قضايا المياه والصرف الصحي الذي صدر عن قمة شرم الشيخ الافريقية في 8002.
الأمن المائي المصري
اين تقف في مصر ازاء المخاطر المحتملة للامن القومي المصري خاصة مع تنامي الشعور بان الامان المائي المصري في خطر؟.
يقول وزير الخارجية اشدد اولا علي ان الامن المائي المصري ليس في خطر كما ان امننا المائي يرتكز علي ضمانات قانونية وتاريخية وسياسية راسخة وان الدولة المصرية تبذل اقصي الجهد لضمان الحفاظ علي المصالح المائية المصرية الراسخة وفقا للقانون والعرف الدوليين واؤكد لك اننا لسنا في معركة مع اشقائنا في دول حوض النيل،
ولكن لاشقائنا في دول حوض النيل اطروحاتهم علي ذلك الصعيد كذلك وسأكتفي بالاشارة الي كلمات رئيس الوزراء الاثيوبي التي اشار فيها الي استحالة ان تضمر اثيوبيا من الشر ما يجعلها تضر بملايين المصريين، فقط لأدلل علي انتفاء سوء النية.ونحن نعمل حاليا كي يستمر العمل البناء بين الجميع للتطلع للتوافق الذي يحمل الخير والمصلحة للجميع وهو امر وان بدا لوهلة صعبا فانه بالقطع ليس مستحيلا
واشدد علي ذلك الصعيد علي انه تبقي مصلحةمصر العليا وحقوقها في امنها المائي وحق شعبها في ضمان ذلك الامن المائي ليس فقط للجيل الحالي بل وكذلك للاجيال المقبلة هو الدافع لاي تحرك تقوم به مصر في ذلك الاتجاه او ذاك.
وقد اتت زيارتي ووزيرة التعاون الدولي لاثيوبيا لتصب في ذلك التوجه تحديدا. ولكن رب ضارة نافعة فقد يقودنا ما اشرت اليه من وجود احساس بالخطر الي استغلال كل قطرة من حصتنا في مياه النيل لتؤتي اعلي مردود لها.
وفيما يتصل بأبعاد الامن القومي تتطور السياسة الخارجية المصرية بأفريقيا باستمرار وترتكز علي محددين وهما تحقيق السلم والامن والاستقرار بالقارة، ودعم جهود التنمية كأساس لتحقيق الاستقرار، ومن هذا المنطلق حرصت مصر علي تحقيق التكامل بين جهودها لتنمية وتلبية احتياجات شقياتها والعمل علي استتباب الاستقرار والسلام، حيث انه لن تؤتي جهود التنمية، مهما تعاظمت وكثرت بثمارها المرجوة الا باستقرار دول وشعوب القارة لذا بعثت مصر بخيرة جنودها لحفظ السلام في افريقيا في كل من جنوب السودان ودارفور وشرق الكونغو وكوت ديفوار وتشاد.
افريقيا كانت دائما وستظل قاعدة ارتكاز رئيسية للسياسة الخارجية المصرية، فمصر دولة افريقية كما هي دولة عربية ومتوسطية، ولذا فان اهتمامنا بالقارة اصيل، وليس له علاقة بتطورات او قضايا طارئة علاقات مصر مع اشقائها الافارقة تقوم علي الاحترام المتبادل والمشاركة وأوكد اننا نضع اعتبارات الامن القومي في صلب اولوياتنا عند التحرك السياسي الخارجي فاعطاء الاولوية لبعض الدول في افريقيا كما مع دول حوض النيل والحزام الاسلامي لهو ابلغ دليل علي ذلك كما اننا نتابع بدأب جميع المخاطر من انتشار ظاهرة الارهاب في حزام الساحل والصحراء الي وجود قواعد المخدرات في مناطق بغرب افريقيا او نشاط الاتجار بالافراد او الهجرة غير الشرعية كل ذلك يحظي بمتابعة كثيفة من جانبنا في مصر.
المشاركة بالقمة
لقد اصبحت القمة الافريقية حدثا بارزا علي المستوي الدولي يحظي باهتمام وحضور دولي واقليمي عالي المستوي فما هي اهم الشخصيات التي تشارك في القمة هذا العام؟.
لقد اصبحت القمة الافريقية وبحق ليس فقط منتدي للقاء القادة ورؤساء الدول والحكومات الافارقة ولكن ايضا محفلا دوليا واقليميا يجري في اطار تلاقي قادة القارة مع الشخصيات السياسية البارزة دوليا التي تحرص علي حضور الجلسة الافتتاحية للقمة مثل الامين العام للامم المتحدة بان كي مون والامين العام لجامعة الدول العربية
عمرو موسي كما اصبح هناك تقليد في مشاركة عالية المستوي من جانب دول كبري حيث سيشارك الرئيس المكسيكي في الجلسة الافتتاحية للقمة المقبلة للاتحاد الافريقي بكمبالا.
وتتيح هذه المشاركة الدولية والاقليمية الواسعة فرصة لعقد مشاورات جانبية بناءة علي هامش اعمال القمة لبحث تعزيز التعاون بين بلدان القارة وبين الدول والمنظمات ذات الاهمية للقضايا الافريقية.
ما هي الاجتماعات التحضيرية التي سوف تسبق انعقاد القمة وما هي اهم الموضوعات علي جدول اعمال هذه الاجتماعات التي ستمهد لعقد القمة؟
تعقد اجتماعات لجنة المندوبين الدائمين »مستوي السفراء« في الفترة من 91 الي 02 يوليو 0102 وتبحث موضوعات متابعة تنفيذ ميزانية الاتحاد الافريقي في الربع الاول من العام 0102 وكذلك تقريران بشأن الشراكات بين الاتحاد الافريقي والشركاء الدوليين.
كما يسبق انعقاد القمة اجتماعات المجلس التنفيذي »الوزاري« الذي يناقش متابعة ما حققته المفوضية من تقدم علي صعيد تنفيذ الاركان الاربعة للخطة الاستراتيجية للاتحاد الافريقي »9002-2102« وهي السلم والامن والتنمية والتعاون وبناء مؤسسات الاتحاد الافريقي وتعزيز القيم الافريقية المشتركة.
وكذلك يبحث الاجتماع الوزاري في اعادة النظر في جدول مساهمات الدول الاعضاء في ميزانية الاتحاد التي تساهم مصر ب51٪ منها كأحد المساهمين الخمس الكبار بميزانية الاتحاد الافريقي.. وكذلك مسألة دعم الترشيحات المصرية والافريقية في المحافل والمنظمات الدولية.
وايضا سيقر المجلس التنفيذي مقررات المؤتمرات الوزارية القطاعية التي عقدت في فترة ستة اشهر منذ انعقاد اخر قمة افريقية والتي شملت موضوعات البحث العلمي والتكنولوجيا والتعاون عبر الحدود بين الدول الافريقية ومسائل اللاجئين في القارة وغير ذلك من المؤتمرات الوزارية التي ركزت علي تعزيز التعاون الافريقي في مختلف المجالات.
لقاءات ثنائية مع دول حوض النيل
تعلمون ان القمة تعد مناسبة لعقد لقاءات ثنائية هامة علي هامشها لمعالجة موضوع جانبية ذات اهمية لمصر، فهل من المتصور في هذا الصدد لقاء مع وزراء خارجية دول حوض النيل؟
يقول ابوالغيط بطبيعة الحال تتيح القمة فرصة طيبة لعقد مزيد من اللقاءات مع وزراء خارجية دول حوض النيل لمواصلة الحوار والتفاهم مع دول الحوض ومصر لم تغلق ابدا باب الحوار مع هذه الدول بغرض التوصل الي تفاهم مشترك لحل القضايا العالقة وللوصول الي رؤية مشتركة لضمان زيادة موارد حوض النيل وتحقيق اقصي استفادة من هذه الموارد من خلال مشروعات مشتركة لتقليل حجم الفاقد من المياه ويمكن القول بان زيارتي الاخيرة لاديس ابابا كانت تصب في اطار مواصلة الحوار مع دول الحوض للتوصل الي تفاهم مشترك يسهم في حل القضايا العالقة.
التعاون العربي الافريقي
نعرف ان التعاون العربي الافريقي سيشهد انطلاقة مهمة في اكتوبر المقبل حيث ستعقد القمة الافريقية العربية الافريقية الثانية في اكتوبر 0102 فما هي الاستعدادات لهذه القمة التي ستبحثها القمة الافريقية المقبلة.
بالطبع فإن انعقاد القمة العربية الافريقية الثانية له مغزي كبير حيث ستعقد هذه القمة بعد مرور 33 عاما علي انعقاد القمة الاولي التي استضافتها مدينة الاسكندرية المصرية في عام 7791 وانعقاد القمة العربية الافريقية هو بند مدرج علي جدول اعمال القمة الافريقية المقبلة وستعمل مصر علي حشد تأييد الدول الافريقية للمشاركة بفعالية وعلي أعلي مستوي في القمة العربية الافريقية المقبلة والاسهام بشكل فعال في جميع الاعمال التحضيرية للقمة. ولقد شاركت مصر في الاجتماعات التحضيرية للاعداد للقمة العربية الافريقية وذلك من خلال عضوية مصر في اللجنة التحضيرية لهذه القمة »تتكون من 8 دول ، 4 عربية و4 افريقية والتي عقدت اربعة اجتماعات كان اخرها بمقر الجامعة العربية في 5يوليو 0102 وستقر القمة العربية الافريقية مشروع الخطة الاستراتيجية وبرنامج العمل للتعاون الافريقي العربي للفترة من 1102 -5102.
حيث شاركت مصر بفعالية في صياغة هذه الخطة وتركز الجهد المصري علي حصر مجالات مجددة للتعاون ذي الاولوية والتي تحقق مصالح الجانبين وابرزها المجال الزراعي وقد استضافت مصر في شهر فبراير الماضي بشرم الشيخ الاجتماع الوزاري العربي الافريقي للتنمية الزراعية بدعوة من السيد وزير الزراعة بالاضافة الي مجالات السياحة والاستثمار والصحة والتجارة.. مع اعداد خطط عمل باهداف محددة في جميع تلك المجالات لضمان تنفيذ الاطار الاستراتيجي للتعاون بين الجانبين الذي ستعقده قمة سرت في العاشر من اكتوبر المقبل.
قمة أفريقيا أوروبا
كذلك فإن القمة الافريقية المقبلة ستبحث في التحضير لعقد القمة الثالثة لافريقيا اوروبا فما هو التقديرالمصري لاهمية هذه القمة؟
يؤكد الوزير ابوالغيط ان القمة الافريقية سيكون عليها اعطاء دفعة لجهود الاعداد للقمة الثالثة لافريقيا اوروبا التي سوف تستضيفها لييبا في 92 و03 نوفمبر 0102 ويجيء انعقاد القمة الافريقية الاوروبية في توقيت بالغ الاهمية لمناقشة مستقبل الشراكة الاستراتيجية لافريقيا اوروبا التي كانت قد دشنتها قمة لشبونة التي عقدت عام 7002 ووضعت لها خطة عمل لتنفيذها للاعوام 8002-0102 حيث حان الوقت لوضع خطة عمل ثانية للاستراتيجية المشتركة لافريقيا الاتحاد الاوروبي سوف تعتمدها علي الاغلب القمة الثالثة لافريقيا الاتحاد الاوروبي ولقد جرت الاعمال التحضيرية لهذه القمة بانعقاد الاجتماع الاول للجنة التسيير المشتركة في بروكسل في 42 ابريل 0102 حيث تم التباحث في موضوع القمة الرئيسي حيث اقترح في هذا الصدد موضوعات.. الطاقة والبنية التحتية وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتغير المناخ والامن الغذائي والزراعي والسلم والامن والنمو الاقتصادي والاستثمار في افريقيا وستعمل مصر خلال القمة الافريقية المقبلة علي تأييد ان يكون موضوع قمة افريقيا اوروبا الثالث هو موضوع النمو الاقتصادي والاستثمار في افريقيا ورفع معدلات التنمية في القارة لاسيما بعد الازمة المالية والاقتصادية الاخيرة.
ماذا تم لتعزيز التبادل التجاري والاستثمارات بين مصر والدول الافريقية؟ وما الاسباب الحقيقة لضعف الصادرات المصرية لافريقيا؟ هل هي مشكلة نقل ام عدم وجود قنوات ائتمانية ام ماذا؟
هناك بالطبع مشكلة في النقل، وتساهم مصر للطيران في حلها جزئيا وخاصة انها تدرس التوسع في الخطوط الافريقية بعد انضمامها الناجح لتحالف ستار.. كما اقامت شركة ايستمار خطا بحريا يصل الي دول شرق وجنوب القارة.
وتم العمل من خلال كونسورتيوم مصري سوداني مشترك علي انهاء رصف طريق بري يصل بين حلايب وبورسودان، بطول يصل الي حوالي 082 كيلو مترا.. وعند اكتمال ذلك سوف تكون هناك شبكة طرق برية تربط بين الاسكندرية وكل طرق افريقيا.. ولعلمك تشارك مصر بفعالية اجتماعات وزراء النقل الافارقة والذين يبحثون عدة مشروعات هامة،من بينها توسيع مجري النهر الزامبيزي حتي يسمح بعبور الناقلات العملاقة من محيط الهند الي مالاوي وزامبيا وزيمبابوي..
ومصر لديها خبرات كبيرة في توسيع مجري قناة السويس وهي حريصة علي نقل هذه الخبرات والمشاركة في هذا المشروع الحيوي.. والحكومة المصرية تحرص علي ابرام وتفعيل اتفاقات منع الازدواج الضريبي والتبادل التجاري في الدول الافريقية. وتعمل علي التعريف بالفرص الكبيرة المتاحة من خلال تلك الاتفاقات، ومن خلال عضوية مصر في الكوميسا وفي منطقة التجارة الحرة الجاري توسيعها في اطار الكوميسا حيث تأسيس منطقة حرة لتجمعات شرق افريقيا والكوميسا والسادك.
وهل حققت تلك التحركات علي المستوي الرسمي الغرض منها؟ اعني هل تلمسون في فترة الاخيرة حدوث زيادة في التبادل التجاري مع افريقيا؟
نحن بصدد عملية احلال طبيعية للواردات، وهي تستغرق بعض الوقت. ولكن من الواضح للجميع ان مصر اصبحت تعطي الاولوية للاستيراد من اشقائها، واللحوم السودانية الاثيوبية والشاي الكيني والبن والسمسم والجلود الاثيوبية والنحاس من زامبيا كلها نماذج لاحتياجات نستوفيها من الدول الاعضاء بالتجمع فتنمو اقتصاداتنا معا،. بينما تستورد تلك الدول احتياجاتها من المنسوجات والمواد الغذائية والاثاث والسيراميك والاجهزة الكهربائية من مصر.. ولا شك انك تعلم ان اغلب وارداتنا من الاخشاب والكاكاو علي سبيل المثال تأتي عبر وسطاء اوروبيين.
فما الذي يمنع من ان يكون هناك اتصال مباشر مع الاسواق الافريقية الغنية بهذه الموارد، ونوفر علي المستورد المصري عمولة الوسطاء هذا ما نحاول عمله ويركز عليه السيد وزير التجارة والصناعة.. والجهود مستمرة لزيادة صادراتنا لافريقيا والتي تنمو بشكل مطرد.
الكثيرون يفضلون الاستمرار في التعامل مع الاسواق التقليدية باعتبارها مضمونة ومعروفة لهم.. فهل هناك فرص واعدة حقا للتعاون الاقتصادي والتجاري مع افريقيا؟
هناك بالقطع فرص اقتصادية وتجارية ضخمة في افريقيا، والمنتجات المصرية تتمتع بميزة تنافسية عالية في القارة سواء من حيث الجودة او السعر، مقارنة بمثيلاتها المستوردة من الدول الغربية والمهم هو التعرف علي الاذواق وطبائع الشعوب واحتياجات الاسواق، ومهمة مقر الوكالة الاقليمية للاستثمار التابعة للكوميسا، بمقر وزارة الاستثمار وهي تهدف الي خلق قاعدة بيانات شاملة حول فرص التجارة والاستثمار في الدول الاعضاء.
كما تم افتتاح مقر اقليمي للشركة الافريقية لاعادة الاستثمار بالقاهرة.. وكل هذه اجهزة ومؤسسات حرصت الحكومة علي اجتذابها لخدمة وتشجيع قطاع الاعمال علي الانفتاح علي افريقيا، ولكن علي رجال الاعمال اقتحام الاسواق التي قد تكون مجهولة لكثيرين.. واعدهم بان تكون السفارة المصرية علي اتم استعداد لتقديم الدعم السياسي وفتح قنوات الاتصال اللازمة لتسهيل نشاطهم.
احيانا تكون المجازفة عالية، ولكن علي رجال الاعمال والشركات المصرية ان يتحلوا بجرأة اكبر.. واود ان اقول لهم ان افريقيا زاخرة بالثروة والفرص.. وانتماؤنا اليها اصيل لا يمكن التشكيك فيه، ونحن كأبناء للقارة احق بالانتفاع بخيراتها بما يحقق رخاء ونهضة شعوبنا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.