أسعار اللحوم والدواجن اليوم 16 مايو    3 نصائح من الأرصاد لطقس اليوم.. تحذير من موجة حر شديد    ترامب عن بايدن بعد تعليق المساعدات العسكرية لإسرائيل: متخلف عقليا    فصائل عراقية تعلن استهداف مصفى حيفا النفطي بالمسيرات    استقرار أسعار العقود الآجلة للغاز الطبيعي في أمريكا    نجمة أراب أيدول برواس حسين تُعلن إصابتها بالسرطان    تراجع الوفيات بسبب جرعات المخدرات الزائدة لأول مرة في الولايات المتحدة منذ الجائحة    "في الخلاط" حضري أحلى جاتو    طريقة طهي الكبدة بطريقة صحيحة: الفن في التحضير    4 شهداء جراء استهداف الاحتلال منزلًا لعائلة "الحلقاوي" وسط رفح الفلسطينية    هدى الإتربي تفاجئ جمهورها بإطلالتها في مهرجان كان (صور)    رضا عبد العال: «حسام حسن كان عاوز يفوز بكأس عاصمة مصر عشان يستبعد محمد صلاح»    رئيس تتارستان: 20 مليون مسلم داخل روسيا ولدينا خبرات فى تشييد الطائرات والسفن    فوائد تعلم القراءة السريعة    قدم الآن.. خطوات التقديم في مسابقة وزارة التربية والتعليم لتعيين 18 ألف معلم (رابط مباشر)    أعطيت أمي هدية ثمينة هل تحق لي بعد وفاتها؟ أمين الفتوى بجيب    نشرة التوك شو| :تفاصيل تخفيض قيمة التصالح حال السداد الفوري وأسباب تراجع سعر الدولار في البنوك    ارتفاع حصيلة العدوان على مدينة طولكرم بالضفة الغربية إلى 3 شهداء    «بسمة».. فريسة نوبات الغضب    رسميا.. جدول امتحانات الثانوية العامة 2024 thanwya جميع الشعب مباشر الآن في محافظة القليوبية    أختي تعاني من انهيار عصبي.. شقيقة ضحية أوبر تكشف آخر تطورات القضية    بعد 40 يوما من دفنها، شقيقان وراء مقتل والدتهما بالدقهلية، والسر الزواج العرفي    الرئيس السيسى يصل البحرين ويلتقى الملك حمد بن عيسى ويعقد لقاءات غدًا    وزير النقل يكشف موعد افتتاح محطة قطارات الصعيد الجديدة- فيديو    بقيادة الملك الغاضب أليجري.. يوفنتوس يتوج بلقب كأس إيطاليا على حساب أتالانتا    حظك اليوم برج العذراء الخميس 16-5-2024 مهنيا وعاطفيا    تين هاج: لا نفكر في نهائي كأس الاتحاد ضد مانشستر سيتي    رئيس الترجي يستقبل بعثة الأهلي في مطار قرطاج    ماذا قال نجل الوزير السابق هشام عرفات في نعي والده؟    موعد مباريات اليوم الخميس 16 مايو 2024| انفوجراف    طلعت فهمي: حكام العرب يحاولون تكرار نكبة فلسطين و"الطوفان" حطم أحلامهم    4 سيارات لإخماد النيران.. حريق هائل يلتهم عدة محال داخل عقار في الدقهلية    طريقة عمل الدجاج المشوي بالفرن "زي المطاعم"    منها البتر والفشل الكلوي، 4 مضاعفات خطرة بسبب إهمال علاج مرض السكر    أسما إبراهيم تعلن حصولها على الإقامة الذهبية من دولة الإمارات    الدوري الفرنسي.. فوز صعب لباريس سان جيرمان.. وسقوط مارسيليا    كم متبقي على عيد الأضحى 2024؟    مباشر الآن.. جدول امتحانات الثانوية العامة 2024 thanwya في محافظة القليوبية    «البحوث الفلكية» يعلن عن حدوث ظاهرة تُرى في مصر 2024    سعر الفراخ البيضاء وكرتونة البيض بالأسواق فى ختام الأسبوع الخميس 16 مايو 2024    قمة البحرين: وزير الخارجية البحرينى يبحث مع مبعوث الرئيس الروسى التعاون وجهود وقف إطلاق النار بغزة    عاجل - الاحنلال يداهم عددا من محلات الصرافة بمختلف المدن والبلدات في الضفة الغربية    «فوزي» يناشد أطباء الإسكندرية: عند الاستدعاء للنيابة يجب أن تكون بحضور محامي النقابة    كامل الوزير يعلن موعد تشغيل القطار الكهربائي السريع    هولندا تختار الأقصر لفعاليات احتفالات عيد ملكها    رئيس تعليم الكبار يشارك لقاء "كونفينتيا 7 إطار مراكش" بجامعة المنصورة    شريف عبد المنعم: مواجهة الترجي تحتاج لتركيز كبير.. والأهلي يعرف كيفية التحضير للنهائيات    «الخامس عشر».. يوفنتوس يحرز لقب كأس إيطاليا على حساب أتالانتا (فيديو)    تعرف على رسوم تجديد الإقامة في السعودية 2024    قصور الثقافة تطلق عددا من الأنشطة الصيفية لأطفال الغربية    ماجدة خير الله : منى زكي وضعت نفسها في تحدي لتقديم شخصية أم كلثوم ومش هتنجح (فيديو)    حسن شاكوش يقترب من المليون بمهرجان "عن جيلو"    سعر الزيت والسكر والسلع الأساسية بالأسواق اليوم الخميس 16 مايو 2024    وزير التعليم العالي ينعى الدكتور هشام عرفات    انطلاق معسكر أبو بكر الصديق التثقيفي بالإسكندرية للأئمة والواعظات    هل الحج بالتقسيط حلال؟.. «دار الإفتاء» توضح    ب عروض مسرحية وأغاني بلغة الإشارة.. افتتاح مركز خدمات ذوي الإعاقة بجامعة جنوب الوادي    حكم وشروط الأضحية.. الإفتاء توضح: لا بد أن تبلغ سن الذبح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أبو الغيط في حوار مع »الأخبار« :
تحرك مصري مگثف لدعم المصالح المشترگة مع أفريقيا
نشر في الأخبار يوم 07 - 08 - 2010

أكد أحمد أبوالغيط وزير الخارجية ان الفترة القادمة ستشهد تحركا مصريا في افريقيا لدعم المصالح المشتركة تجارياً واستثمارياً مع افريقيا.. مؤكدا ان البعد الافريقي ركيزة اساسية في السياسة المصرية والخارجية.جاء ذلك في حوار لوزير الخارجية مع »الأخبار« و حول نتائج القمة الافريقية في كمبالا والقضايا الافريقية المطروحة علي الساحة أكد أبوالغيط ان نتائج القمة جاءت متفقة مع مصالح مصر واهدافها ومواقفها الثابتة. مشيرا إلي التطوير الافريقي الكبير لدور مصر في حفظ الأمن والاستقرار بالقارة.
وحول الخلاف في اتفاق حوض النيل.. قال وزير الخارجية لسنا في صراع أو نزاع مع اشقائنا دول الحوض ونعمل للوصول إلي توافق ايجابي لمصلحة الجميع وتحقيق مصالحنا العليا وحق الشعب المصري في ضمان الأمن المائي للاجيال القادمة، وقال .
أبوالغيط في حوار مع »الأخبار«:
نتائج قمة گمبالا الأفريقية
تتفق مع مصالحنا وأهدافنا ومواقفنا الثابتة
منذ أيام قليلة اختتمت القمة الافريقية أعمالها في العاصمة الأوغندية كمبالا.. قضايا عديدة ساخنة وهامة كانت معروضة للبحث والنقاش أمام قادة القارة.. سواء كانت القضايا الافريقية والإقليمية أو القضايا الدولية ذات الصلة والتأثير المباشر والقوي سلبا أو ايجابا علي افريقيا وشعوبها.. وقد جاءت مشاركة مصر الفاعلة في القمة في إطار حرصها الدائم علي المشاركة في القمم والتجمعات الافريقية المختلفة، وبما يتسق واهتمام مصر الاصيل بقضايا القارة الافريقية عامة علي مختلف الأصعدة الاقتصادية والسياسية والامنية والاجتماعية، وبالمنظمات الاقليمية المتعددة علي صعيد القارة. وبما يتماشي مع المكانة العالية التي تحظي بها الدائرة الافريقية علي سلم أولويات السياسة الخارجية المصرية.. وقد كانت مشاركة مصر في القمة بوفد ضخم ورفيع المستوي، يترأسه الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء، ويضم في عضويته عددا من الوزراء والمسئولين .. وفي هذا الحوار يكشف وزير الخارجية أحمد أبوالغيط تفاصيل ما حدث في اجتماعات القمة.. والنتائج التي توصلت إليها.. كما يتناول موقف مصر من القضايا الافريقية، والمشاركة المصرية في المؤتمرات القادمة وفي مقدمتها القمة الافريقية-العربية.. والقمة الافريقية الأوروبية.. وإلي نص الحوار:
كيف تقيمون نتائج القمة الافريقية الأخيرة في كمبالا ومردودها علي الاهتمام والمصالح المصرية؟
يقول الوزير أبوالغيط.. مصر راضية عن نتائج القمة الافريقية بكمبالا والتي كان موضوعها الرئيسي صحة الامهات والأطفال، وعن محتوي الاعلان الصادر عن القمة حول هذه المسألة والذي يتطابق مع الرؤي المصرية للتحديات الماثلة امام القارة وسبل تطوير هذا المجال الحيوي للتنمية الافريقية وكيفية تطبيق مفاهيم التنمية الانسانية، خاصة ان مصر تؤمن بضرورة ان يكون الإنسان هو محور التنمية. وقد أتاحت القمة لمصر استعراض تجربتها الخاصة في تحقيق الأهداف الانمائية للالفية علي صعيد صحة الامهات والأطفال، والتي تضعها في موقع يتيح لها تبادل الخبرات مع دول القارة.
وتعد نتائج القمة بالنسبة لمسائل السلم والأمن في افريقيا ايجابية ومرضية وتتوازي مع مواقفنا الثابتة خاصة فيما يتصل بتطورات الأوضاع في كل من السودان والصومال، حيث ان المداولات الخاصة بالسودان أوضحت ان القادة الافارقة يسعون للحفاظ علي استقرار المنطقة بأسرها، ومتحسبون لما قد يكون لمستقبل الأوضاع في السودان من تداعيات علي وحدة واستقرار دول أخري عديدة في القارة. كما ان جميع المشاورات التي اجريتها علي هامش القمة مع عدد كبير من وزراء الخارجية الافارقة تعبر عن اتفاق تام مع القلق المصري ازاء مستقبل السودان وهو يواجه اخطر التحديات في تاريخه الحديث.
وفي نفس الوقت كان من المهم قيام القمة بمنح التأييد والمساندة للصومال بشكل كامل، حيث انه لا بديل عن استمرار افريقيا علي موقفها المتشبث باستعادة الدولة المركزية في الصومال من خلال تمكين الحكومة الانتقالية من بسط سيطرتها علي كامل الاراضي الصومالية، مع استمرار العمل علي ايجاد عملية سياسية شاملة تدمج جميع الأطياف الصومالية في المنظومة القائمة للحكم بالصومال.
وأود ان اضيف ان ارتياح مصر لنتائج القمة ينطلق من ان قمة كمبالا جاءت مواتية تماما لمصالحنا واهتماماتنا، حيث دعمت نتائجها اهدافنا سواء في القضايا السياسية المتعلقة بالسلم والأمن، أو بدوائر الاهتمام الاخري الاقتصادية والاجتماعية.
وعلي سبيل المثال لا الحصر فان ما انتهت إليه القمة في موضوع تغير المناخ يعد مدعاة للفخر، حيث عملت مصر علي تعزيز الموقف الافريقي خلال قمة كانكون المقبلة اتجنب ما حدث خلال قمة كوبنهاجن من ضغوط غربية علي افريقيا، حيث تسعي الدول المتقدمة للتوصل إلي اتفاق عالمي حول المناخ يراعي مصالحها ويخفف من التزاماتها بأكثر مما يراعي مصالح الدول الافريقية. وقد اسهم الموقف المصري في احداث الفارق فيما يتصل بمصالح الدول الافريقية.
كما أود ان أشيد بصفة خاصة بالمساندة البناءة للدول الافريقية الشقيقة للطرح الذي قدمته مصر من خلال البند الذي ادرجته علي جدول أعمال القمة حول تعزيز التعاون والحوار واحترام التنوع في مجال حقوق الإنسان، حيث تفهمت الدول الأعضاء بالاتحاد الافريقي ضرورة الحفاظ علي مفهوم احترام التنوع في القيم الثقافية والإنسانية، وعدم امكانية اعتبار ثقافة ما أيا كان شأنها أكثر رقيا من غيرها، وانه حتي ان قبلنا جميعا قواعد العولمة اقتصاديا وتجاريا فليس فرضا علينا ان ننبذ انساقنا الانسانية والثقافية لصالح ما يفرض علينا كأفارقة من ثقافات.
التدرج في الوحدة
ويهمني الاعراب عن تقدير مصر لمناسبة الايقاع الحالي لتحقيق الوحدة الافريقية، حيث ان طريق الوحدة ليس سهلا، هذا وتنطلق المواقف المصرية في هذا الصدد، والتي عامة ما تعكس التيار الغالب داخل الاتحاد الافريقي، من ان التحرك نحو الوحدة يجب ان يكون متدرجا ومن خلال خطوات محسوبة جيدا وتحظي بالاجماع وتكون قابلة للتنفيذ حتي لا تظل حبيسة الادراج. حيث ان تحويل المفوضية إلي سلطة الاتحاد، وهي خطوة مهمة نحو تفعيل دور الاتحاد الافريقي كقاطرة لقيادة حركة الوحدة والاندماج في القارة، من الموضوعات المطروحة علي اجندة القمة الافريقية منذ أكثر من عامين.
إصلاح الأمم المتحدة
وفيما يتعلق باصلاح الأمم المتحدة، تمسكت قمة كمبالا مجددا بالموقف الافريقي الثابت المتضمن في توافق »أوزوليني« واعلان سرت، بشأن المطالبة بمقعدين دائمين علي الأقل لافريقيا في مجلس الأمن الموسع يتمتعان بجميع المزايا والحقوق بما فيها حق النقض، ومقعدين اضافيين غير دائمين. وتري مصر ان هذا الموقف يراعي المصالح الافريقية ويحققها بشكل كامل، ومن ثم فانها راضية عنه لان افريقيا تطالب في الأساس بإلغاء حق النقض، وطالما ظل ذلك الحق قائما فانه يتعين -في حالة توسيع المجلس- من منطلق العدالة والمساواة منحة للاعضاء الدائمين الجدد مثلها في ذلك مثل الاعضاء الدائمين الحاليين.
رفض ملاحقة البشير
من أكثر الموضوعات الحساسة التي تناولتها قمة كمبالا مسألة ملاحقة المحكمة الجنائية الدولية للرئيس السوداني؟
تعاملت القمة مع مسألة المحكمة الجنائية الدولية علي خلفية كل من انعقاد مؤتمر المراجعة الأول في شهر مايو الماضي، وقضية ملاحقة الرئيس السوداني، وقد أدت اضافة تهمة الابادة الجماعية للاتهامات الموجهة من المحكمة الجنائية الدولية للرئيس السوداني مزيدا من المصاعب علي التناول الافريقي للأمر، حيث تخشي بعض الدول الاطراف في معاهدة روما المنشئة للمحكمة الجنائية الدولية من وجود تعارض بين التزاماتها القانونية بمقتضي تلك المعاهدة وبين الالتزامات السياسية والقانونية بمقتضي القانون التأسيسي للاتحاد الافريقي الذي قرر علي مستوي القمة ان يطلب من المحكمة الجنائية ومجلس الأمن تأجيل أمر الملاحقة لاتاحة الفرصة للتركيز علي تحقيق السلام في دارفور. هذا وتري العديد من الدول الافريقية تتصدرهم مصر ان القرار الافريقي الصادر في قمة سرت موفق للغاية حيث يعكس نضج التقدير السياسي الافريقي وان افريقيا تولي تحقيق السلام أولوية متقدمة علي أي اعتبارات اخري، وفي النهاية غلب التيار السائد وفرض رؤاه وتجديد الرفض الافريقي للملاحقة وتم كذلك تأجيل النظر في فتح مكتب اتصال للمحكمة لدي الاتحاد الافريقي.
حفظ السلم والأمن
تحتل موضوعات حفظ السلم والأمن في القارة أولوية متقدمة علي سواها سواء في القمم الافريقية أو في اعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، وكما نعلم فان لمصر دورا محوريا في تعزيز جهود السلم والأمن في القارة، فما هي أهم أبعاد الموقف المصري من حفظ السلم والأمن في افريقيا؟
يقول الوزير أبوالغيط.. كما تعلمون فان مصر من أكثر الدول اسهاما في دعم جهود حفظ السلم والأمن في القارة، حيث شاركت مصر في 32 عملية حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة منذ العملية الأولي بالكونغو عام 0691 وحتي عملية حفظ السلام الهجين في دارفور، وتحتل مصر حاليا المرتبة الخامسة عالميا من حيث حجم اسهاماتها في عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة حيث بلغ حجم القوات المصرية التي تشارك حاليا في خمس عشرة عملية لحفظ السلام علي المستوي الدولي -بما في ذلك عمليات حفظ السلام في افريقيا- حوالي 0055 ضابط وجندي، وهذه الاسهامات المصرية هي محل تقدير من الدول الافريقية التي تعي تماما الدور المصري في حفظ السلام في القارة، وتتمسك مصر بأهمية تدعيم قدرات الاتحاد الافريقي والمقدرات العملياتية والمؤسساتية لمجلس السلم والأمن الافريقي من أجل صيانة السلم والاستقرار في القارة الافريقية. كما تدعو مصر في هذا الخصوص إلي الاسراع باستكمال اركان منظومة السلم والأمن في القارة وذلك باستكمال انشاء آلية الانذار المبكر القارية وتفعيل القوة الافيرقية الجاهزة خلال العام المقبل.
أمن مصر ونزاعات القارة
تقف معضلات قلاقل الأمن وعدم الاستقرار في القارة عقبة كبيرة امام تحقيق التنمية في افريقيا، ولمصر رؤيتها في سبل التعامل مع قضايا النزاعات الافريقية، فما هي أهم النزاعات ذات الصلة المباشرة بالأمن القومي المصري في القارة؟
يؤكد وزير الخارجية: افريقيا كانت وستظل جزءا لا يتجزأ من ضمير ووعي ومستهدفات المدرسة الدبلوماسية المصرية بدورها الطبيعي، وهي امتداد ذو أولوية متقدمة للأمن القومي المصري، فمصر وضعتها حقائق الجغرافيا قبل التاريخ في نقطة التواصل بين الفضاءات العربية والافريقية والمتوسطية والشرق أوسطية، ولكل منها تحدياتها وواجباتها، فعملية السلام وتحديات العولمة الدولية وتوسيع الاتحاد الأوروبي والتطورات علي الساحة الدولية، كلها عوامل محفزة للتفاعل الدبلوماسي، ولكن تبقي الحقيقة الراسخة ان مصر دولة افريقية لا يمكن ان تنفصل عن ثوابتها القارية، وبطبيعة الحال فهناك قضايا بعينها ذات حساسية خاصة لمصر ولنا ازاءها مواقف راسخة، ومن بين أهم هذه القضايا:
السودان: حيث تؤكد مصر دوما علي حرصها علي أمن واستقرار السودان وتشير إلي ما تستشعره من ان السودان يواجه لحظة الحقيقة في تاريخه الحديث، حيث تشهد الفترة المقبلة استحقاقا غاية في الأهمية وهو الاستفتاء حول حق تقرير المصير في الجنوب في يناير 1102، وتؤكد مصر علي مواصلة دورها من أجل رأب الفجوة بين شريكي الحكم في السودان وحسم الخلافات ونزع فتيل اية ازمات بين الطرفين بغية التوصل إلي رؤية مشتركة بينهما لجعل خيار الوحدة جانبا، بما يضمن للجنوبيين حقوقهم كاملة ويحفظ للسودان وحدته، وتدعو مصر إلي تضافر الجهود الدولية والافريقية لدعم المسعي المصري لضمان الا يقود الاستفتاء إلي انزلاق الجنوب في صراعات داخلية أو تجدد الصراعات مع الشمال أو مع أي من دول الجوار، وهناك صيغ مطروحة حاليا من الفريق الافريقي رفيع المستوي لدارفور برئاسة تابو مبيكي تتعلق بخيارات الكونفيدرالية والفيدرالية وسبل حسم قضايا ما بعد اتفاق السلام الشامل مثل الحدود وتقاسم الثروة والاعباء السيادية كالديون.
مشكلة دارفور: وترحب مصر بالتطورات الايجابية التي شهدتها الفترة الأخيرة لتسوية قضية دارفور، وفي مقدمتها اتخاذ خطوات عملية جادة علي صعيد تحقيق المصالحة بين السودان وتشاد وتبني مجموعة من الترتيبات الأمنية علي الحدود بينهما. وتؤكد مصر علي أهمية التنمية كمدخل للسلام والاستقرار في دارفور، ومن هنا جاءت استضافة مصر للمؤتمر الدولي للمانحين لاعادة اعمار وتنمية دارفور في 12 مارس 0102 برئاسة مشتركة بين مصر وتركيا. كما دعت مصر خلال قمة كمبالا لدور افريقي مبادر لتحقيق السلام في دارفور، حيث نلاحظ تعدد جهود الوساطة دون تنسيق كاف، مع الحرص علي مراعاة ما انتهت إليه لجنة الحكماء الافارقة برئاسة تابو مبيكي والتي أكدت علي ضرورة ايجاد تمثيل كاف لأهالي دارفور ذاتهم ليعبروا عن أنفسهم ومطالبهم في العملية التفاوضية.
الصومال: يقوم الموقف المصري علي الاهتمام بإعادة الاستقرار وانهاء الحرب الأهلية في الصومال، واعادة بناء الدولة الصومالية الموحدة، ودعم الحكومة الاتحادية الانتقالية، وقد تم بحث كل ذلك خلال الزيارة التي قام بها الرئيس الصومالي شيخ شريف شيخ أحمد لمصر في الشهر الماضي، والتي تشرف خلالها بلقاء السيد الرئيس، حيث تم دعوة الحكومة الانتقالية إلي تكثيف جهودها الرامية إلي تشجيع المصالحة الوطنية، وتثبيت أسس الاتفاق الوطني، والالتزام باتفاق جيبوتي، واطلاق عملية سياسية تشمل الجميع وتكفل مصالحة وطنية حقيقية تنهي جميع مظاهر غياب الدولة الصومالية، كما تم بحث أوجه الدعم المصري للاشقاء في الصومال في ذلك الإطار.
دعم جهود التنمية
وفيما يتعلق بدعم جهود التنمية الشاملة بافريقيا، حرصت مصر علي استضافة عدد من المحافل الافريقية والمؤتمرات الوزارية القطاعية للاتحاد الافريقي، وهي مؤتمر وزراء البحث العلمي الافارقة، والذي بحث سبل تفعيل التعاون في هذا المجال وبلورة استراتيجية افريقية للبحث العلمي، ومؤتمر وزراء البترول والطاقة الافارقة، والذي هدف لصياغة موقف موحد لتعظيم الاستفادة من إمكانات القارة النفطية الضخمة وبحث كيفية تخفيف آثار ارتفاع أسعار النفط علي الدول غير المنتجة له والفقيرة بالاضافة إلي استضافة مؤتمرات وزراء الاتصالات الافارقة مرتين ووزراء التجارة مرتين والصناعة والمالية والاقتصاد.
ولا ننسي كذلك ان مصر استضافت في نوفمبر الماضي منتدي الصين/افريقيا بشرم الشيخ بمشاركة 71 رئيسا لدولة وحكومة افريقية ورئيس وزراء الصين و001 وزير، وقد خرج المنتدي بنتائج ممتازة التزم خلالها الشريك الصيني العملاق بتطوير الشراكة الاستراتيجية القائمة مع افريقيا إلي آفاق أوسع.
بدأت في الأعوام الأخيرة فقط منذ أقل من عشر سنوات مع إنشاء الاتحاد الافريقي في الطرق علي استحياء لأبواب الاندماج الاقتصادي، ولذا فالتجربتان متباينتان تماما وتري مصر انه يتعين علي افريقيا استخلاص الدروس الممكن الاستفادة بها من التجربة الأوروبية في عالم لا يعرف سوي التكتلات القادرة، وبالذات فيما يتعلق بمسألتي التدرج في تعميق مستوي الاندماج الاقتصادي وبناء المؤسسات.
أولويات
ما هي الأولويات المصرية علي الصعيد الافريقي خلال السنوات المقبلة؟
يقول أحمد أبوالغيط وزير الخارجية: ينطلق تعاملنا مع أولويات سياستنا الخارجية بافريقيا كما في غيرها من دوائر التحرك من تحليل وقراءة الواقعين الدولي والاقليمي في افريقيا حاليا وكم التغير الذي حل بقارتنا السمراء، قبل ان نسعي لاستكشاف المستقبل بغموضه لتحديد تأثيراته علي اهتماماتنا وأولوياتنا ومصالحنا.
وهناك حقيقتان لابد من التأكيد عليهما أولهما ان مصر تتحرك وفقا لاعتبارات المصلحة ولكن مع فهم عميق لثوابت ومتغيرات التاريخ والجغرافيا وثانيهما ان الدولة المصرية لا تتحرك دون خطة واضحة انما تتحرك في افريقيا وفي غيرها وفقا لخطوات محسوبة ولدينا خطة واضحة لما نسعي لتحقيقه سواء لخلق المصالح المشتركة تجاريا واستثماريا وتتابع سفاراتنا في افريقيا كل الأمور لضمان مصالحنا العليا في قضايا كالمياه والبيئة والتجارة الدولية أو لتحقيق السلم والأمن من خلال العمل الافريقي المشترك في الاتحاد الافريقي والتجمعات الاقتصادية الاقليمية مثل الكوميسا وتجمع الساحل والصحراء وعبر تعزيز جميع الروابط مع الدول الافريقية.
الأمن المائي المصري
تنامي الحديث حول المخاطر المحتملة للأمن المائي المصري خاصة مع توقيع بعض دول حوض النيل علي مشروع مختلف عليه للاتفاق الإطاري لمياه النيل؟
يقول أبوالغيط: أنا سعيد لاشارتكم بالسؤال إلي الأمن المائي المصري لان ذلك هو أول مفاتيح الرد حيث انه بما اننا نتعامل مع موضوع يتصل بالأمن من زاوية توفر الضمانات لتوافر الموارد المائية فان الدولة المصرية تتعامل معه منذ ان نشأت وليس فقط منذ عقود خلت باهتمام يتناسب مع اهميته ولذا يرتكز امننا المائي علي ضمانات قانونية وتاريخية وسياسية راسخة وتبذل الدولة المصرية الجهد اللازم لضمان الحفاظ علي المصالح المائية المصرية الراسخة وفقا للقانون والعرف الدوليين وأؤكد لك اننا لسنا في صراع أو نزاع مع اشقائنا في دول حوض النيل. ولكن لاشقائنا في دول حوض النيل اطروحاتهم علي ذلك الصعيد كذلك، ونحن نسعي حاليا كي يستمر العمل البناء بين الجميع للتطلع للتوافق الذي يحمل بشكل ايجابي المصلحة للجميع. وأشدد علي ذلك الصعيد علي انه ستظل مصالحنا العليا وحقوقنا المائية وحق الشعب المصري في ضمان ذلك الأمن المائي ليس فقط للأجيال الحالية بل وكذلك للأجيال المقبلة هو الدافع لأي جهد تقوم به مصر.
افريقيا.. والأمن القومي
وفيما يتصل بأبعاد الأمن القومي تتطور السياسة الخارجية المصرية بافريقيا باستمرار وترتكز علي محددين وهما تحقيق السلم والأمن والاستقرار بالقارة، ودعم جهود التنمية كأساس لتحقيق الاستقرار. ومن هذا المنطلق حرصت مصر علي تحقيق التكامل بين جهودها لتنمية وتلبية احتياجات شقيقاتها والعمل علي استتباب الاستقرار والسلام، حيث انه لن تؤتي جهود التنمية، مهما تعاظمت وكثرت، بثمارها المرجوة إلا باستقرار دول وشعوب القارة لذا بعثت مصر بخيرة جنودها لحفظ السلام في افريقيا في كل من جنوب السودان ودارفور وشرق الكونغو وكوت ديفوار وتشاد.
افريقيا كانت دائما وستظل قاعدة ارتكاز رئيسية للسياسة الخارجية المصرية. فمصر دولة افريقية كما هي دولة عربية ومتوسطية. ولذا فان اهتمامنا بالقارة أصيل، وليس له علاقة بتطورات أو قضايا طارئة.. علاقات مصر مع اشقائها الأفارقة تقوم علي الاحترام المتبادل والمشاركة. وأؤكد اننا نضع اعتبارات الأمن القومي في صلب أولوياتنا عند التحرك السياسي الخارجي.
التعاون الافريقي العربي
أشرتم إلي دوائر التحركات المصرية في الفضاءات العربية والافريقية والمتوسطية وتجري الاستعدادات حاليا لعقد القمة الافريقية العربية/ الافريقية الثانية في سرت في 01 أكتوبر 0102 والقمة الثالثة لافريقيا/ أوروبا فما هي الاستعدادات لهاتين القمتين وما يمكن لمصر ان تلعبه علي ذلك الصعيد؟
يعد انعقاد القمة العربية/ الافريقية الثانية امرا هاما للغاية حيث ستعقد هذه القمة بعد مرور 33 عاما علي انعقاد القمة الأول التي استضافتها مدينة الاسكندرية المصرية في عام 7791 وتعمل مصر بدأب علي حشد تأييد الدول الافريقية للمشاركة بفعالية وعلي أعلي مستوي في القمة العربية/ الافريقية المقبلة والاسهام بشكل فعال في جميع الاعمال التحضيرية للقمة، وتشارك مصر في الاجتماعات التحضيرية للاعداد للقمة العبرية/ الافريقية وذلك من خلال عضوية مصر في اللجنة التحضيرية لهذه القمة »تتكون من 8 دول 4 عربية و4 افريقية« والتي عقدت أربعة اجتماعات كان آخرها بمقر الجامعة العربية في 5 يوليو 0102 وستقر القمة العربية/ الافريقية مشروع الخطة الاستراتيجية وبرنامج العمل للتعاون الافريقي العربي للفترة من 1102/5102 حيث شاركت مصر بفعالية في صياغة هذه الخطة وتركز الجهد المصري علي حصر مجالات محددة للتعاون ذي الأولوية والتي تحقق مصالح الجانبين وابرزها المجال الزراعي وقد استضافت مصر في شهر فبراير الماضي بشرم الشيخ الاجتماع الوزاري العربي الافريقي للتنمية الزراعية، بالاضافة إلي مجالات السياحة والاستثمار والصحة والتجارة، مع اعداد خطط عمل بأهداف محددة في جميع تلك المجالات لضمان تنفيذ الاطار الاستراتيجي للتعاون بين الجانبين الذي ستعقده قمة سرت في العاشر من أكتوبر المقبل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.