يشكل ارتفاع أسعار وقود الطائرات التحدي الأكبر لصناعة النقل الجوي التي من المتوقع أن تتأثر على المديين القصير والمتوسط جراء الارتفاعات المتواصلة لأسعار النفط العالمية. فالارتفاع المستمر في أسعار النفط الذي يبدو أن نهايته ليست بالقريبة يضع المزيد من التحديات علي صناعة النقل الجوي التي يمثل الوقود ركنا أساسيا فيها حيث بات وقود الطائرات يشكل نحو 30% من تكلفة تشغيل الرحلات الطويلة مقارنة ب15% في 2006. ووفقا لتقرير الاتحاد الدولي للنقل الجوي "اياتا" فإن ارتفاع أسعار وقود الطائرات بمعدل سنت واحد يزيد فاتورة الوقود 200 مليون دولار إضافية لجميع شركات الطيران العاملة في العالم. ويؤثر ارتفاع أسعار الوقود بصورة مباشرة علي عدة جوانب أخري للصناعة منها أسعار تذاكر الطيران التي شهدت زيادة واضحة في الفترة الأخيرة، مما زاد من هواجس وقلق الكثيرين في الكويت ممن يستعدون لقضاء عطلاتهم الصيفية في الخارج. فالمعروف أن أسعار التذاكر تمثل جزءا لا يستهان به من ميزانية أي أسرة تخطط للسفر للخارج حيث تقدر نسبتها ما بين 30% و40% من تكلفة الميزانية المرصودة لقضاء العطلة. وهو ما دفع شركات الطيران والنقل الجوي العربية والعالمية إلي فرض رسوم إضافية علي أسعار تذاكر السفر تتراوح ما بين 5 إلي 50 دولارا أكثر من مرة لمواجهة الارتفاعات في أسعار الوقود. وتعتبر صناعة النقل الجوي من أسرع الصناعات نموا بسبب ارتفاع عدد السكان في العالم وتشابك الأعمال والحاجة إلي إنجاز المهام بأسرع وسيلة ممكنة حيث تقدر مصادر عالمية قيمتها حاليا بنحو 400 مليار دولار . وعلي الرغم من انتشار شركات الطيران الاقتصادية في المنطقة فإنها لم تفلت من ارتفاع أسعار الوقود كما أنها لا يمكن أن تمثل حلا لمشكلة ارتفاع الأسعار خاصة أن أسعارها خلال فترة الصيف والعطلات والمواسم تكاد تكون مقاربة لأسعار الشركات العادية بل قد تزيد عنها. وبالنسبة للكويت فإن مناطق مثل دول شرق آسيا كماليزيا وتايلند وسنغافورة ستكون تكلفة الطيران إليها عبر خطوط طيران أخرى عالية مقارنة بالأعوام الماضية وبزيادة قد تتجاوز ال100%. فأسعار التذكرة إلي كوالالمبور مثلا لم تكن تتجاوز 350 دينارا كويتيا خلال صيف 2007، ويتوقع أن يصل سعرها إلي أكثر من 600 دينار علي نفس الخطوط وفي نفس أوقات الصيف. ومن المتوقع، أن يؤدي حلول شهر رمضان المبارك في مطلع شهر سبتمبر/ أيلول 2008، دورا في تغيير خطط الكثيرين للسفر بما يعنى المزيد من الضغط على السفر في شهر أغسطس/ آب والعودة قبل بداية الشهر الذي يفضل الكثيرون قضاءه في الكويت. وربما يدفع حلول الشهر الفضيل مبكرا البعض إلي البقاء في الكويت وتأجيل خطط السفر إلى فترة عيد الفطر أو عيد الأضحى. (كونا)