رفعت قفزة قياسية في يوم واحد لأسعار النفط الخام العالمية الجمعة تكاليف الوقود المتوقعة لشركات الطيران الامريكية أكثر من 4 مليارات دولار لتهوي بأسعار الاسهم وتلقي الضوء علي الشكوك التي تحيط بمستقبل صناعة الطيران. وقال جيمس ماي المدير التنفيذي لاتحاد النقل الجوي، أن الامور أضحت أكثر سوء حيث تتسم شركات الطيران بأنها شديدة التأثر بزيادات الاسعار اذ تنفق الشركات علي وقود الطائرات أكثر من أي بند انفاقي آخر. وتذهب تقديرات اتحاد النقل الجوي الى أنه من المتوقع أن تدفع شركات الطيران المحلية أكثر من 61 مليار دولار ثمنا للوقود خلال 2008 بزيادة قدرها 20 مليار دولار عن فاتورة عام 2007، ويمثل هذا الرقم جانبا من تخفيضات طاقة التشغيل الوشيكة التي فرضتها كبرى شركات الطيران لمواجهة ارتفاع نفقات الوقود. وقال اتحاد النقل الجوي ان قفزة أسعار النفط 10 دولارات الجمعة فانها ستضيف أكثر من 4 مليارات دولار الي النفقات السنوية لصناعة الطيران. فقد ارتفع سعر عقود النفط الخام الامريكي عند التسوية الاخيرة 10.75 دولار الى 138.54 دولار للبرميل، ولقيت الاسعار دعما من توقعات بنك الاستثمار مورجان ستانلي ان اسعار الخام الى 150 دولارا بحلول 4 يوليو/ تموز 2008 وهو من أكثر أيام العطلات الامريكية ازدحاما بالسفر. وهو ما ادي الي تعالي أصوات محللون في وول ستريت محذرين من أن استمرار الزيادات في أسعار الوقود قد تلقي بمزيد من شركات الطيران الامريكية في هوة الافلاس. وأفلست بالفعل بضع شركات طيران صغيرة خلال 2008، بينما تعمل شركة فرونتير ايرلاينز تحت الحماية القضائية من الافلاس. وهو ما اكده جوردون بيتون الرئيس التنفيذي السابق لشركة كونتننتال، قائلا إن الافراد لا يقدرون علي تحمل تكلفة السفر جوا خاصة مع تراجع مستويات الدخول وزيادة التكاليف الامر الذي سيؤدي علي الارجح الي مزيد من الافلاسات في هذا الصناعة. يذكر، أن شركات الطيران قد فرضت زيادات متعددة في اسعار تذاكر السفر خلال 2008 في محاولة للتعويض عن زيادات أسعار النفط. وأصبحت يونايتد ايرلاينز التابعة لشركة يو.ايه.ال كورب وكونتننتال ايرلاينز خلال الاسبوع الأول من يونيو/ حزيران 2008 أحدث شركات طيران محلية تعلن عن خطط لايقاف تشغيل طائرات وتسريح آلاف الموظفين وذلك في اطار تخفيضات طاقة التشغيل في الصناعة من أجل التعويض عن صعود النفط وتباطؤ الطلب بسبب ضعف الاقتصاد. وقال بيل وورليك كبير المحللين في وكالة فيتش للتصنيفات الائتمانية، ان الاحتياطيات لمواجهة أزمات السيولة لدى شركات الطيران الكبرى كافية في الوقت الحالي لكنه يعتقد أن جولة أخرى من تخفيضات طاقة التشغيل قد تحدث في وقت لاحق اذا استمرت أسعار الوقود في الارتفاع خلال فصل الصيف. وعلي صعيد أداء أسهم شركات الطيران في أسواق المال العالمية، عاودت اسعار الاسهم اتجاهها للتراجع بعد انتعاشه قصيرة خلال تداولات منتصف الاسبوع مع ارتفاع سقف التوقعات بخطط أكبر لتخفيض الطاقة واحتمالات رفع أسعار تذاكر السفر. وسجل مؤشر داو جونز الصناعي أكبر هبوط له في 15 شهرا، بعد أن فقد 4.4% مدفوعا للنزول بتراجع أسهم شركات الطيران، بينما هبط مؤشر البورصة الامريكية لشركات الطيران 6.9%. وهوى سهم "يو.ايه.ال كورب" 14% الي 8.64 دولار ونزل سهم "دلتا ايرلاينز" نحو 8% الي 6.30 دولار وانخفض سهم "ايه.ام.ار كورب" الشركة الام "لامريكان ايرلاينز" نحو 9% الي 7.13 دولار وتراجع سهم "نورثوست ايرلاينز كورب" نحو 9% الي 7.34 دولار. وهبط سهم "كونتننتال" بنحو 9% الي 13.87 دولار ونزل سهم "يو اس ايروايز جروب" بنحو 7% الي 4.12 دولار. وطال الضرر شركات الطيران المنخفض التكاليف، فقد هوى سهم "ايرتران هولدنجز" اكثر من 7% الي 3.11 دولار ونزل سهم "جت بلو ايروايز كورب" اكثر من 6% الي 4.04 دولار. وعزا جيمس ماي المدير التنفيذي لاتحاد النقل الجوي قفزة اسعار النفط الي المضاربين في السوق ودعا الكونجرس الي وضع قواعد لسد الثغرات في التعاملات. (رويترز)