جمال عبد الناصر حسين هو قائد وزعيم ثورة 23 يوليه 1952 التي أنهت عهد الملكية في مصر، وثاني رؤساءها بعد الرئيس محمد نجيب، لعب دورًا بارزًا في تشجيع عدد من الثورات في عدد من الدول خاصة في الوطن العربي، ودورًا قياديًا في تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية في سنة 1964 وحركة عدم الانحياز الدولية. عُرف عن عبد الناصر قوميته وانتماؤه للوطن العربي، بل أصبحت أفكاره مذهبَا سياسيًا سُمي ب "الناصرية" مما جعله يكتسب الكثير من المؤيدين في الوطن العربي خلال فترة الخمسينيات والستينيات، وبرز اسمه ضمن أهم الشخصيات السياسية في الوطن العربي وفي العالم النامي للقرن العشرين والتي أثرت تأثيرًا كبيرًا في المسار السياسي العالمي، وهو من أصول "صعيدية" فكان به حمية الرجل الغيور المُتغلب عليه عادات وتقاليد المُجتمع المصري الطيب العريق. وعبد الناصر هو أول رئيس جمهورية مصري مُنتخب للبلاد بعد حُكم الملك فاروق وزعيم ثورة 23 يوليو 1952، والتي من أهم نتائجها هي خلع الملك فاروق عن الحُكم، وبدء عهد جديد من التمدن في مصر والاهتمام بالقومية العربية والتي تضمنت فترة قصيرة من الوحدة بين مصر وسوريا ما بين سنتي 1958 و 1961، والتي عُرفت باسم "الجمهورية العربية المتحدة"، وكان رائدًا لحركات التحرير في الشرق الأوسط والدول الأفريقية. وبالرغم من أن صورة جمال عبد الناصر كقائد اهتزت إبان "نكسة 67" إلا أنه أستطاع إستعادتها جزئيًا من خلال حرب الاستنزاف التي أعقبت النكسة وسبقت حرب 6 أكتوبر1973 ، وبغض النظر عن تأييد أو انتقادات موجهة له ولطريقة حُكمه، إلا أنه لا يزال يُنظر إليه بشكل عام كرمز للكرامة العربية والحرية من الاستعمار والإملاءات الخارجية. وبالرجوع إلى التاريخ نجد أن تاريخ عبد الناصر منذ نعومة أظافره كان يتمتع بالحس الوطني والثورة بداخله منذ التحاقه بالمدرسة وحتى تخرجه من الكلية الحربية، فكل يوم من حياة عبد الناصر تحتاج للقراءة المُتأنية، ولكن لضيق المساحة والوقت اختزلنا هذه الرحلة الطويلة من الكفاح في سطور يسهل استيعابها.