لاصلح .. لا اعتراف .. لا تفاوض ، كانت هذه الكلمات الثورية بمثابة مبادئ عظيمة خطها القائد والزعيم الراحل جمال عبد الناصر في مواجهة إسرائيل ، لقد مثل القائد والزعيم عبد الناصر حالة ثورية وكفاحية فريدة من نوعها ، حيث قاد ثورة من أجل الحرية والكرامة ، ثورة الانحياز للفقراء والكادحين والشعوب المُحتلة والمضطهدة . عاش جمال عبد الناصر من أجل قضايا وطنه وأمته ، وعمل جاهداً من أجل قلع جذور الظلم والفساد الذي كان مستشري في زمنه عبر تأسيس تنظيم الضباط الأحرار والذي قاد فيما بعد ثورة 23 يوليو عام 1952م ، والتي كان لها الفضل في نقل مصر من حالة الفساد والظلم إلى العدالة الاجتماعية والانحياز للكادحين والفقراء وأحدثت طفرة غير مسبوقة في المجتمع المصري . كما كان لثورة يوليو المجيدة الدور البارز في نهضة مصر صناعياً وزراعياً وعلمياً ، وجعلت مصر رائدة في العالم العربي والإسلامي والدولي ، حيث كان الزعيم عبد الناصر ملهم الثورات في البلاد العربية وفي قارة أفريقيا وأسيا وأمريكيا اللاتينية ، عبر دعمه المتواصل وغير المحدود لكل الثورات التي كانت تطالب بالحرية والخلاص من ظلم الاستعمار والاحتلال . حققت مصر خلال فترة الزعيم الراحل عبد الناصر مجموعة كبيرة من الانجازات وتم إنشاء أضخم المشاريع ، حيث تم في عهده تأميم قناة السويس وإنشاء السد العالي على نهر النيل وكذلك إنشاء بحيرة ناصر التي تعتبر أكبر بحيرة صناعية في العالم ، وكذلك قوانين الإصلاح الزراعي والملكية الزراعية والتي بموجبها أصبح الفلاح المصري يمتلك الأرض التي يفلحها ا ويعمل عليها وتم تحديد ملكية الإقطاعيين بمئتي فدان فقط . وكذلك الاهتمام بالجانب التعليمي ، فتم في عهده التوسع في التعليم المجاني وفي كافة المراحل ، والعديد من الانجازات التي أحدثت طفرة كبيرة في مصر وجعلتها دولة مُنتجة وذات تأثير إقليمي ودولي . شكل الزعيم عبد الناصر خطراً كبيراً على قوى الظلم والطغيان في العالم ، فحاولت إسرائيل ومن وراءها أمريكيا إفشاله ووضع العراقيل أمامه ، حيث هاجمت كل من إسرائيل وفرنسا وبريطانيا مصر فيما عرف بالعدوان الثلاثي وذلك في العام 1956م ، وذلك عقب قيام جمال عبد الناصر بتأميم قناة السويس ولكن فشل هذا العدوان وكان من نتائج فشله انسحاب القوات البريطانية والفرنسية من بورسعيد ، وهروب إسرائيل من سيناءوغزة . بخصوص القضية الفلسطينية ، فقد كانت فلسطين تستحوذ على مكانة كبيرة في قلب ووجدان الزعيم عبد الناصر وكانت شغله الشاغل ، وكانت كلمته المشهورة ما أخد بالقوة لا يسترد إلا بالقوة ترجمة عملية وواقعية لمكانة فلسطين العظيمة عند الزعيم الراحل ، وأثناء اندلاع حرب عام 1948 في فلسطين ، كان عبد الناصر ضابطا في الجيش المصري وجاء إلي فلسطين ليدافع عن الشعب الفلسطيني وشارك في معارك الفالوجة وأصيب في هذه المعركة ، وعندما وصل عبد الناصر لرئاسة مصر عقب ثورة يوليو المجيدة واصل دعمه للقضية الفلسطينية حيث ساهم في تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية وذلك في العام 1964م ودعم حركات التحرير والمقاومة في فلسطين وكانت كلمته الشهيرة في لقاءه مع القائد الشهيد أبو عمار (فتح وجدت لتبقي ) تعبيراً عن دعم ومساندة القضية الفلسطينية ، وأثناء تولي مصر إدارة شئون قطاع غزة ، قام عبد الناصر بإنشاء العديد من المدارس والمستشفيات ومراكز البريد وافتتاح الشوارع والعديد من المرافق التي ساعدت سكان قطاع غزة ، بالإضافة إلى مجانية التعليم بالنسبي للفلسطيني وذلك أسوة بالمواطن المصري ، وسيبقى دعم عبد الناصر للقضية الفلسطينية سياسياً وعسكرياً واقتصاديا وعلمياً محفوراً في ذاكرة الشعب الفلسطيني ، الذي سوف يبقى يكن كل الحب والتقدير للزعيم الباقي في قلوب الملايين . رغم مرور أثنين وأربعين عاماً على رحيل عبد الناصر ومع ذلك ما زال يحتفظ بحب وعشق الملايين من الشعوب العربية ، فهو من زرع الأرض أفكار ومبادئ حرة ، وفي يوم وداع الزعيم الراحل خرجت الملايين في أكبر جنازة عرفها التاريخ لوداع الرجل الذي خصص كل عمره من أجل وطنه وأمته ولدعم ومساندة والفقراء والكادحين والثوار .