قال يحيى الحسين - عضو فريق الحكومة السودانية الخاص بالتفاوض بشأن ترسيم الحدود مع دولة الجنوب الوليدة - إن الدولتين قد اتفقتا على ترسيم الجزء الأكبر من حدودهما التى تشهد نزاعات مسلحة بسبب عدم ترسيمها بعد بشكل جيد وذلك في مدة أقصاها ثلاثة أشهر بهدف تخفيف حدة التوترات بين الجانبين... وأضاف الحسين أن الجانبين كانا قد اتفقا على ترسيم حوالي تسعين في المائة من الحدود بينهما وذلك منذ العام 2009 قبل الانفصال الرسمى للجنوب عن السودان فى شهر يوليو من العام 2011 والذى أفقد السودان الشمالى نحو خمسة وسبعين فى المائة من إنتاجه النفطى. يشار إلى أن التوترات قد زادت حدتها مؤخرا على الحدود بين السودان ودولة الجنوب بسبب استمرار قيام الجماعات الانفصالية الموالية للجنوب فى ولايتى النيل الأزرق وجنوب كردفان التابعتين للسودان فى القيام بأعمال مسلحة ضد القوات السودانية ,هذا بالإضافة إلى النزاع المستمر حول منطقة أبيى الغنية بالنفط والتابعة أيضا للسودان ..هذه النزاعات قد أدت إلى تعطيل تصدير النفط الذى استولت عليه دولة الجنوب - التى لا تطل على أى منافذ بحرية - وذلك عبر خطوط أنابيب السودان وهي مسألة تعد حيوية بالنسبة لاقتصاد الدولتين. يذكر أن دولة الجنوب الوليدة قد أوقفت إنتاجها النفطى - الذي يبلغ 350 ألف برميل يوميا - أوئل شهر يناير الماضى احتجاجا على قيام حكومة الخرطوم بمصادرة بعض النفط لسداد ما تؤكد أنه رسوم لم يتم تسديدها بعد وهو الأمر الذى دفع مسئولين في الدولتين إلى إصدار تصريحات بشأن احتمال اندلاع حرب بين الدولتين بسبب هذا الخلاف شديد الخطورة. يأتى هذا بينما أكد يحيى الحسين - عضو فريق الحكومة السودانية الخاص بالتفاوض بشأن ترسيم الحدود مع دولة الجنوب - أن الخرطوم لا ترغب في خوض حرب مع الجنوب مشيرا إلى أنه ليس من مصلحتها حدوث توترات أمنية فيها والتى سيكون لها تأثير سلبي خاصة فيما يتعلق بنزوح السكان.