أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون أن السبب الأول الذى دعاه إلى زيارة السودان أنه يريد أن يرى بنفسه الوضع الذى يعيش فيه المواطن فى دارفور, موضحا أنه يريد إرساء أسس سلام دائم يخفف الآلام الكبيرة التى يعانى منها مواطنى إقليم دارفور. وقال كى مون فى كلمته أمام المحاضرة التى نظمتها الجمعية السودانية للأمم المتحدة بقاعة الصداقة بالخرطوم تحت عنوان "دور الأممالمتحدة فى عالم متغير" إنه لابد أن يكون ثمة سلام يمكن أن يتحقق فى دارفور وأن يقترن هذا السلام بحل سياسى يحفظه, مؤكدا ضرورة بدء جولة جديدة وحاسمة من مفاوضات السلام فى أقرب وقت ممكن مع الحركات المسلحة بهدف إنهاء هذا النزاع تماما وإلى الأبد. وذكر الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون إنه سيلتقى خلال زيارته للسودان بالرئيس السودانى عمر حسن البشير وبالعديد من كبار القادة الآخرين بالسودان, مشيرا إلى أنه يتطلع إلى إجراء محادثات صريحة مع الجانب السودانى لإثبات النوايا الحسنة من جانب الأممالمتحدة وأكد أن للتعاون بين الجانبين (الأممالمتحدة والحكومة السودانية) دور أساسى فى التقدم الذى أحرز حتى الآن. وأضاف مون أن أى سلام فى دارفور يجب أن ينطوى على تنمية حقيقية ومستدامة إذا كان هناك عمل حقيقى من أجل السلام, مشيرا إلى ضرورة توفير الأموال لإحداث تنمية حقيقية فى دارفور تشمل كافة مناحى الحياة ومطالبا - فى هذا الصدد - بضرورة دعم جميع دول العالم فى هذا الصدد. وأكد كى مون أنه تقع على عاتق الأممالمتحدة مسئوليات واسعة يمكن القول إنها تتكون من ثلاثة أركان هى: السلم والأمن والتنمية الاقتصادية والاجتماعية وحقوق الإنسان, موضحا أن الأممالمتحدة تضطلع حاليا بمسئولية مباشرة عن طريق إحراز تقدم فى هذه المجالات الثلاثة جميعا. وأشار إلى أنه ناقش هذه الأمور مع الشركاء الأوروبيين ومع مؤسسات المعونة العالمية والمؤسسات المالية, منوها إلى أنه سيستضيف اجتماعا لفريق التوجيهى المعنى بالأهداف الإنمائية للألفية فى إفريقيا فى الأسبوع المقبل فى نيويورك. وأعرب مون فى ختام كلمته عن سعادته لزيارة السودان والمسئولين اللذين سوف يلتقى بهم خلال زيارته التى تستغرق عدة أيام, مشيرا إلى أن هذه الزيارة ستكون لها آثار إيجابية على علاقات الأممالمتحدة بالسودان, مؤكدا أن السلام لن يتحقق فى السودان إلا بتكاتف جميع أبنائه. تجدر الإشارة إلى أن بان كى مون الذى وصل السودان فى وقت سابق الإثنين يرافقه عدد كبير من معاونيه ومستشاريه بما فيهم مبعوثه الخاص للسلام فى دارفور يان الياسون سيقوم بزيارة إلى جنوب السودان الثلاثاء حيث يبحث مع حكومة الجنوب سير تطبيق اتفاقية السلام الشامل وجهود الشريكين فى التغلب على العقبات التى تعترض تطبيق الاتفاق. كما سيزور دارفور الأربعاء ويطلع على الجهود التى تبذل لتحقيق السلام هناك ومن ثم يعود إلى الخرطوم ويلتقى بالرئيس السودانى عمر حسن البشير وسيزور البرلمان ويخاطب بعض الفعاليات السياسية السودانية.