فى زيارة نادرة الى دارفور ارادها مؤشرا على اهتمام الخرطوم بهذا الاقليم المضطرب في غرب البلاد .،أطلق الرئيس السوداني عمر حسن البشير نداء للسلام داعيا إلى عدم التجاوب مع "المؤامرات" الرامية لتقسيم سكان الإقليم .. وفى محطته الاولى خلال جولته والتي بدأها السبت وتستغرق ثلاثة أيام، وصل الى نيالة عاصمة ولاية دارفور الجنوبية وقال البشير إن المواطنين لا يريدون سوى سلام شامل ثم التنمية، و لهذا السبب دعا المتمردين المسلحين إلى الانضمام إلى العملية السياسية والعمل مع الحكومة لإعادة أعمار دارفور. واعرب البشير عن ترحيبه بمساعدة الإتحاد الأفريقي معلنا دعمه ومساعدته له حال إستمراره في مهامه في دارفور مضيفا أنه يرحب بمساعدة المجتمع الدولي في دعم مشاريع التنمية . ووجه البشيرنداءا للذين لم ينضموا للسلام للحاق بركبه والإستفادة من خبرات البلاد والعمل سويا من أجل الأمن والسلام والإعمار والتنمية بدارفور مجددا ترحيبه بالموقعين علي إتفاق السلام .. و تعهد الرئيس السودانى عمر البشير بدعم الجهات المختصة بدارفور والتعاون والتنسيق مع حكومات الولايات لإعادة دارفور لسيرتها الأولى، داعيا إلى ضرورة نبذ القبلية وطي ملفها باعتبارها أحد الاسباب الرئيسة لفتنة الاقليم والخراب الذي لحق بها. و فى كلمته أمام اللقاء الجماهيري الذي اقيم بمحلية كليمندو الجديدة بولاية شمال دارفور محطته الثانية التى وصلها قادما من نيالا بجنوب دارفور طالب البشير بوحدة الصف وتفويت الفرصة على الأعداء والمتربصين بالوطن . موضحا أن دارفور تحتاج للأمن والتنمية ورتق النسيج الإجتماعي مؤكدا أن المنطقة شهدت وتشهد عودة طوعية للمواطنين بفضل الجهود التي بذلت في الاستقرار وما تحقق من سلام بالمنطقة. وأكد البشير ان الحكومة السودانية سعت لتحقيق السلام في أبوجا ورحبت بكل الذين انضموا لركب السلام مشيرا إلى أن من اولويات الحكومة السودانية تحقيق الأمن والاستقرار والتنمية في ولايات دارفور الثلاث. وخلال الزيارة التى تعد إحدى الجولات النادرة إلى هذه المنطقة منذ بداية الحرب الأهلية قبل أربعة أعوام ، قام البشير بتدشين عددا من المشاريع بينها طرق ومستشفيات. وعقد مجلسا استثنائيا للوزراء في الفاشر عاصمة ولاية دارفور الشمالية، تم تخصيصه للتنمية بهذه المنطقة المحرومة من البنى التحتية الأساسية.
دارفور.. السلام الصعب .. زيارة الرئيس السوداني تأتى في وقت تتواصل فيه الجهود الدولية لتشكيل قوة لحفظ السلام بين الاتحاد الأفريقي والأممالمتحدة، لتحل محل القوة الأفريقية المؤلفة من سبعة آلاف رجل والتي تفتقر للتمويل والتجهيز والمنتشرة بدارفور. وستضم القوة المشتركة عشرين ألف رجل، وتقوم الأممالمتحدة بتمويلها. وفي هذا الإطار أعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني جوردن براون في مؤتمر صحفي بباريس استعدادهما للذهاب إلى دارفور للتأكد من أن عملية السلام ماضية قدما، مؤكدين أن هذه الزيارة ستتم فور إقرار مجلس الأمن الدولي نشر القوة الأفروأممية المشتركة بدارفور. الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى صرح بان لندن وباريس سيطلبان من مجلس الأمن الدعوة الى وقف إطلاق النار بدارفور وتقديم كل المساعدات الاقتصادية الممكنة للإقليم، مشددين على استعدادهما في حال عدم تحقق هذا الهدف للعمل بصورة منفردة لتشديد العقوبات على الحكومة السودانية. وكان الرئيس الأميركي جورج بوش قد اعلن من قبل أنه اتخذ قرارا بعدم إرسال قوات بشكل منفرد إلى الإقليم المضطرب، موضحا أن الأمر يتطلب تعاونا دوليا يتم حاليا من خلال الأممالمتحدة. وتضغط واشنطن على المنظمة الدولية للقيام بتحرك أقوى تجاه الأوضاع بدارفور، كما شددت إدارة بوش في مايو الماضي العقوبات التي تفرضها على السودان بهدف تصعيد الضغوط على حكومة البشير. بداية الأزمة .. بدأت الأزمة في المنطقة القاحلة والفقيرة في وقت مبكر من عام 2003 بعد شروع مجموعة من المتمردين في شن هجمات على أهداف حكومية بذريعة أن الخرطوم تهمل المنطقة. ويقول المتمردون إن الحكومة تمارس سياسة القمع مع الأفارقة السود لصالح العرب. وتاريخيا تعاني دارفور منذ أمد بعيد من اضطرابات حول حقوق الأرض والمراعي الخضراء بين العرب البادية في الأغلب والمزراعين من جماعات (فور- وماساليت- وزاجاوا) العرقية الافريقية. ويوجد جماعتان من المتمردين هما الجيش الشعبي لتحرير السودان وحركة العدل والمساواة التي ترتبط بحسن الترابي الذي يعد أكبر سياسي سوادني معارض. جدير بالذكر ان تقارير صادرة عن منظمات دولية أشارت الى أن الصراع في دارفور قد اودى خلال السنوات الاربع الماضية بحياة 200 الف شخص على الاقل فيما اجبر اكثر من مليونين و400 الف على النزوح. وكان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون قد قال إن التغير المناخي يتحمل جزءا من المسؤولية لتفجر الصراع في دارفور. 22/7/2007