مرشد الإخوان المسلمين: المجاهدون لم يقاتلوا أبناء أوطانهم أبدا.. وقاوموا الحكام الظلمة بكلمة الحق «أبدًا لم يقاتل المجاهدون أبناء أوطانهم.. حتى الحكام الظلمة قاوموهم بكلمة الحق التى كلَّفتهم الكثير من التضحيات فى الأرواح والأموال والحريات»، هكذا أكد المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين الدكتور محمد بديع، لافتا إلى أن المجهادين تأسّوا فى ذلك برسول الله صلى الله عليه وسلم الذى لاقى من قومه كل أنواع الأذى والعذاب، ومع هذا كان يدعو دائمًا «اللهمَّ اهْدِ قومى فإنهم لا يعلمون»، وحينما جاءه ملك الجبال إثر عودته من الطائف طريدًا جريحًا يستأذن أن يُطبِق على أهل مكة الأخشَبين قال: «لا.. عسى الله أن يخرج من أصلابهم من يشهد أن لا إله إلا الله».
المرشد أضاف فى رسالته الأسبوعية أمس الخميس، إلى أن كل حركات التحرر من الاستعمار فى البلاد العربية جاءت من منطلق إيمانى بحت، مستشهدا بقتال الإخوان لليهود فى فلسطين وعلى ضفاف القناة، وقتال عمر المختار للاحتلال الإيطالى بليبيا وغيرهم، معتبرا أن ثمار هذا الجهاد سرقت بواسطة من سماهم ب«العملاء المغرضين الذين لا يؤمنون بيوم الحساب، والذين تربوا على موائد المادية والإلحاد».
بديع تابع بأن من يحب وطنه حقيقة لا يحرق ولا يقتل ولا يدمر «بل يحافظ على الوطن بكل ما أوتى من قوة»، وأضاف متحدثا عن جماعة الإخوان بقوله: «وها نحن صابرون بحمد الله على كل ما لاقيناه من ظلم وسجن وتعذيب وقتل، ومضى منا شهداء كثيرون إلى ربهم فى كل العصور السابقة، وحتى الآن لم نَرُد لهم حقوقهم ممن قتلوهم».
مرشد الجماعة اعتبر أن كثيرا من المعارضين ضللهم الإعلام «المغرض» واشترى بعضهم واستغل حاجتهم أصحاب المصالح من فلول النظام السابق الظالم -حسب قوله- معتبرا الجماعة تسعى لمقاومة ألاعيب قلة ممن باعوا ضمائرهم وخانوا أوطانهم واستقووا بأعداء الخارج على صالح أمتهم.
وختم المرشد رسالته قائلا: «ولن نفقد الأمل ولن نيأس من رحمة الله عز وجل وسنعمل ليل نهار، مضحين بأرواحنا وأموالنا وأوقاتنا وراحتنا حبًّا لأوطاننا وحرصًا على شعبنا، رافعين شعارات (سِلْميَّة.. سِلْميَّة.. سِلْميَّة)، مرددين قرآن ربنا عز وجل «إنْ أُرِيدُ إلا الإصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ومَا تَوْفِيقِى إلا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وإلَيْهِ أُنِيبُ»، مستشهدا بمقولة طويلة لحسن البنا جاء فيها: «ونُحبُّ أن يعلمَ قومنا أنهم أحبُّ إلينا من أنفسنا، وأنه حبيبٌ إلى هذه النفوس أن تذهب فداءً لعزتهم إن كان فيها الفداء، وأن تزهق ثمنًا لمجدهم وكرامتهم ودينهم وآمالهم إن كان فيها الغناء.. وما أوقفنا هذا الموقف منهم إلا هذه العاطفة التى استبدت بقلوبنا، وملكت مشاعرنا، فأقَضَّتْ مضاجعنا وأسالت مدامعنا.. وإنه لعزيزٌ علينا جدُّ عزيز أن نرى ما يحيط بقومنا، ثم نستسلم للذلِّ أو نرضى بالهوان أو نستكين لليأس، فنحن نعمل للناس فى سبيل الله أكثر مما نعمل لأنفسنا، فنحن لكم لا لغيركم أيها الأحباب، ولن نكون عليكم يومًا من الأيام