دعا د. محمد بديع المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين جموع المواطنين المصريين الي نبذ الفرقة والحفاظ علي الوطن والتأسي بالمجاهدين الذين لم يقاتلوا يوما أبناء أوطانهم حتي لو كانوا حكاما ظلمة. وقال المرشد العام في رسالته الاسبوعية: من يحب وطنه حقيقة لا يحرق ولا يقتل ولا يدمر.. بل يحافظ علي الوطن بكل ما أوتي من قوة ولا يمكن ان تمتد يده بأذي حتي للمخالفين في الرأي أو المتطاولين بالعدوان.. واستشهد المرشد بقول الله تعالي »لئن بسطت اليّ يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لاقتلك اني أخاف الله رب العالمين« وتابع المرشد في رسالته: وها نحن صابرون بحمد الله علي كل ما لاقيناه من ظلم وسجن وتعذيب وقتل ومضي منا شهداء كثيرون الي ربهم في كل العصور السابقة وحتي الآن لم نرد لهم حقوقهم ممن قتلوهم ولكن الجميع في اغلب الحالات الان عند ربهم وعنده ستنصب محكمة العدل الالهية ليقضي بينهم ربنا بحكمه وهو أعدل العادلين. وأوضح المرشد ان حب الوطن غريزة وفطرة فطر الانسان عليها بل فطرت عليها كل الكائنات وكل انسان يولد بمكان يحن الي موطنه الأول، ويتمني ان يعود اليه. ولقد ضرب لنا الحبيب محمد »صلي الله عليه وسلم« أروع الامثلة واصدقها في حب الوطن والولاء له والحنين اليه حينما خرج مهاجرا من مكة بعدما ضاقت به سبل الدعوة في ربوعها فالتفت اليها قائلا »والله إنك لأحب أرض الله الي الله واحب أرض الله اليّ ولولا ان اهلك اخرجوني منك ما خرجت« ولقد نزل قول الله تعالي عليه »إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلي معاد« »القصص 58« مخففا للآلام ومداويا لهذا الحنين العظيم. وحينما يرتبط حب الوطن برباط العقيدة يتعاظم هذا الشعور وحينما يعرف المواطن ان الدفاع عن ارضه قربي الي الله تعالي فلن يفرط فيه أبدا ولن تضعف مقاومته لاعداء الوطن لانه يعلم ان من مات دون ماله فهو شهيد ومن مات دون عرضه فهو شهيد ومن قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله. وأكد المرشد انه حينما ترتبط الوطنية بالعقيدة تنتج مثالا للفدائية والبسالة لا يقف أمامها كيد الاعداء ولا تثبيط المثبطين القاعدين المتخاذلين وقد انطلقت كل حركات التحرر من الاستعمار في بلادنا من منطلق ايماني بحت. واستعرض المرشد في رسالته مسيرة الاخوان في الجهاد قائلا »قاتل الاخوان المسلمون اليهود في فلسطين وقاتلوا الانجليز علي ضفاف القناة، وقاتل عمر المختار الاحتلال الايطالي بليبيا وقاتل ابن باديس الاحتلال الفرنسي في الجزائر وقاتل المهدي الانجليز في السودان كل حركات التحرر الوطني كانت من منطلق ايماني بحت حبب للمجاهدين الجهاد والشهادة في سبيل الله رفعة للوطن وتحريرا لأرضه. وأبدا لم يقاتل المجاهدون ابناء أوطانهم حتي الحكام الظلمة.. وشدد د. بديع علي انه لا ينبغي رد العدوان بعدوان مماثل وقال: خوفنا من الله سبحانه يدفعنا ألا نرد العدوان بالعدوان بل نصبر ونحتسب ونقول مع الرسول »صلي الله عليه وسلم« »اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون« لان كثيرا من المعارضين ضللهم الاعلام المغرض أو اشتري بعضهم واستغل حاجتهم أصحاب المصالح من فلول النظام السابق الظالم وهناك قلة من الذين باعوا ضمائرهم وخانوا أوطانهم واستقووا باعداء الخارج علي صالح امتهم فهؤلاء نكشف حقيقتهم ونقاوم ألاعيبهم.. ولن نفقد الأمل ولن نيأس من رحمة الله عز وجل وسنعمل ليل نهار مضحين بأرواحنا وأموالنا وأوقاتنا وراحتنا حبا لاوطاننا وحرصا علي شعبنا رافعين شعارات »سلمية.. سلمية«.