أمس قضيت نحو7ساعات من أحلى سنوات عمرى مع هؤلاء الشباب الذين غيرو وجه مصر واعادو لكلمة مصطفى كامل "لولم أكن مصريا لوددت أن أكون مصريا"معناها. 30عامامن عمرمبارك فى السلطة احالت هذه الكلمة الى نكتة ...الفسادالذى راعه مبارك واستفادت منه الدائرة القريبة من الرئيس اذلت اعناق المصريين بينما الرئيس يسعد بآلام شعبه فهو يضمن ولاء القوات المسلحة والشرطة وهذا يحقق له الامان الشخصى ماالذى من الممكن ان يحدث من شعب اعزل لاشئ يهدد امن الرئيس الذى سيظل هادئا مطمئنا ينام على صراخ شعبه ويصحوعلى ايقاع نفس هذه النغمة . لم يتصور ولو لحظة واحده ان هؤلاء الصامتون لم يموتوا بعد لايزال بداخلهم كبرياء يرفض الخنوع صحيح إنه مسيطر على كل المنافذ الاعلامية كاملة الصحف الخاصة والقنوات الخاصة الكل خاضع لارادة الرئيس فماالذى يخيفه؟ لاشئ يعكر صفو أحلامه حتى جاءت إرادة هؤلاء الشباب لتقول له كفى والآن تعنى الآن قالوها قبل أن تقولها له الإدارة الأمريكية وهى المرة الوحيدة طوال حكمه التى رفض فيها أن ينصاع إلى الإدارة الأمريكية وتحدث لأول مرة عن الإرادة الوطنية التى لم يفكرفيها ولو لحظة واحدة كل قراراته كانت صدى مباشر لما تريده أمريكا. محاولات النظام لم تتوقف من أجل الحفاظ على الوضع القائم لأن الكل يعلم أن فتح ملفات الفساد إذا حدث فلن يستثنى أحدا من الدائرة القريبة للرئيس ولهذا لايزال وحتى اللحظة الاخيرة الرئيس يتمسك بموقع الرئيس يستشهد المئات ويقتل المصرى أخيه المصرى ولا يتحرك ويستقيل لأنه يعلم أن كل الملفات فى غيابه عن المشهد سوف تفتح وأن بقائه سيجعل هناك ملفات مسكوت عنها. الخطة الآن هى إنهاء بأى ثمن مظاهرة الغضب فى ميدان التحرير لانها هى الوحيدة القادرة على إحراج الرئيس تستخدم كل الوسائل من بينها أن نستمع إلى من يقول أن شيخ الجامع الازهر والفنانين ولاعبى الكرة يضمنون أن لا أحد سوف يمسسه لو إنه قرر أن يخرج من الميدان ويعود إلى بيته وكأن هؤلاء الشرفاء يخشون التحرك والعودة لمنازلهم رغم ان الطلب واضح فى هذا النداء الذى يردده صناع الثورة.... هو يمشى وإحنا نمشى. استخدمت الدولة كل اسلحتها ولديها فى القنوات الخاصة المسيطر عليها تلك القبضة لاتزال تملك توجيه اتجاه الرأى العام من أجل ضمان كحد أدنى خروج مشرف للرئيس وربما لهذا السبب كثيرا ما نشاهد أحمد بهجت وهو يتدخل مبا شرة على الهواء فى قناة دريم ليدلى برأيه الذى ترى فيه تأييدا لرأى الدولة بفض تلك المظاهرة السلمية بحجة أن هؤلاء لايعرفون شيئا فى السياسة وأن التفاوض لايعنى أن تحصل على كل شئ فهى فن الممكن ويتناسى هؤلاء أن الدولة استجابت إلى أغلب طلباتهم ما عدا شيئا واحدا وهو رحيل الرئيس إذا كانوا لايعرفون شيئا فلماذا استجاب مبارك إلى 90%من طلباتهم. إنهم يقولولون أن الرئيس قد فقد قدرته على البقاء مجددا فى السلطة وإنه أعلن ذلك. فلماذا لا ننتظر حتى يرحل فى سبتمبر، والكل يعلم أن الرئيس كثيرا ما صرح بأشياء لم يفعلها، ثم دعونا نفكر ألم يستطع أعوان الرئيس أن يخرجوا مظاهرة فى ميدان مصطفى محمود لمؤازرة مبارك رئيسا مجددا رغم إعلانه عدم الترشح اليس من الممكن ان تخرج مظاهرة أخرى بعد ان يمسك الرئيس بمقاليد السلطة وأن يتم تجنيد الملايين بالترهيب والترغيب وان يدفع اصحاب المليارات المذعورون الآن جزء ممن اكتسبوه فى مناخ الفساد الذى اشاعه مبارك ليتحول الى وقود لمظاهرات تطالب بمبارك رئيسا مدى الحياة وساعتها سوف يقولون ان الاغلبية تريده رئيسا وأنه لايريد السلطة ولكن ماذا يفعل امام إرادة الجماهير. أرجو أن نتخيل هذا السيناريو الذى كان من الممكن أن يحدث فى تونس لو أن الجيش وقف مع بن على واستطاع السيطرة مرة أخرى على زمام الأمور ألم يكن وقتها قادرا على التنكيل بالمعارضة باعتبارها قلة منحرفة ويصبح رئيسا مدى الحياة. الطغاة لايتركون السلطة طواعية ولكنهم يراوغون حتى الرمق الأخير ومبارك رأى بن على بعد أن فر إلى السعودية فلم يكتف التونسيون بهذا القدر وقرروا ملاحقته قضائيا وهو الآن مطلوبا للعدالة أمام المحكمة التونسية بتهمة الفساد هذا المشهد تحديدا هو ما يخشى مبارك أن يتكرر ولهذا يريد أن تعود قوى الشباب إلى البيت ليحكم مبارك يده مرة أخرى على البلد ويجرى استفتاء على اسمه ويتم تجييش الجميع من المنتفعين ليغنوا له اخترناه اخترناه واحنا معاه لمشاء الله ليظل كابسا على قلوبنا ليس إلى آخر نبضة فى قلبه كما قال قبل ثورة 25 يناير ولكن حتى آخر نبضة فى قلوب المصريين!