جاءت دعوته بالتزامن مع حالة اليأس التي تنتاب الأوساط الإسرائيلية بسبب فشل الحكومة في إعادة الجندي الأسير لتعنتها في المفاوضات مع الفصائل الفلسطينية حالة من اليأس تنتاب الأوساط الإسرائيلية هذه الأيام بسبب فشل الحكومة في إعادة جلعاد شاليط الجندي المأسور بقطاع غزة منذ أكثر من ثلاثة أعوام بسبب تعنت تل أبيب في إجراء مفاوضات مع الفصائل الفلسطينية عبر الوسيطين المصري والألماني لإعادة شاليط مقابل إطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين بسجونها ومعتقلاتها. شمشون ليبمان رئيس جمعية «النضال من أجل شاليط» والتي تأسست بعد عملية أسر الجندي عام 2006. ليبمان يدعو نتنياهو الآن إلي عدم تقديم أي تنازلات أخري في المفاوضات مع الفصائل الفلسطينية، مؤكدا أنه ليس أمام رئيس حكومة تل أبيب خيار إلا إعادة شاليط إلي بيته، لافتا إلي أن رئيس حكومة تل أبيب وبعد ثلاث سنوات ونصف السنة استنفد خلالها جميع الخيارات ولم يعد أمامه إلا إعادة الجندي الأسير. نتنياهو يخشي من الرأي العام الإسرائيلي المؤيد لإعادة شاليط، لهذا قام وبعد رسالة شمشون بتوجيه رسائل إلي حركة حماس قائلا فيها: إنه لن يتراجع عن موقفه بشأن إطلاق سراح أسري فلسطينيين إلي بيوتهم في الضفة الغربية ممن يصفهم ب«الخطيرين» في إطار صفقة تبادل الأسري المرتقبة، كما قال إنه لن يسمح لطاقم المفاوضات الإسرائيلي بإبداء أي مرونة أخري، بل إنه أصر علي عدم إطلاق سراح أسري ممن شاركوا في قتل إسرائيليين إلي مواقع يمكنهم مواصلة العمليات ضد إسرائيليين منها. من ناحية إعلامية تري صحف إسرائيلية في ردود أفعال نتنياهو علي مواقف شمشون نوعا من الخداع للرأي العام الإسرائيلي يقوم به نتنياهو، وتتساءل تلك الصحف وعلي رأسها «يديعوت أحرونوت» عما إذا كان الحديث عن تفجير المحادثات يهدف إلي تقليص الثمن الذي تدفعه تل أبيب ناقلة عن مصادر إسرائيلية قولهم إن نتنياهو يناور ما بين القرار الاستراتيجي بإطلاق سراح شاليط وما بين الثمن الذي يدفعه لقاء تراجع شعبيته، واصفة قرار نتنياهو بأنه «تعيس ويعرض حياة شاليط للخطر». وفي أكتوبر 2009 فاجأت كتائب القسام العالم بإصدارها لأول مرة شريط فيديو مصورا يظهر فيه الجندي الأسير جلعاد شاليط لمدة دقيقتين مرتديا الزي العسكري وحاملا جريدة إخبارية فلسطينية بتاريخ 14 سبتمبر 2009، وتحدث بالعبرية مخاطبا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالموافقة علي شروط حماس وتأمين الإفراج عنه في أسرع وقت ممكن قبل فوات الأوان. ومن خلال هذا الشريط نجح الجناح العسكري لحركة حماس في 2 أكتوبر 2009 بوساطة ألمانية مصرية في تأمين الإفراج عن 19 أسيرة فلسطينية من ذوات المحكوميات العالية مقابل إصدار دليل مادي يثبت أن الجندي الأسير لا يزال علي قيد الحياة، تمت الصفقة وسلمت حماس شريطاً لإسرائيل يظهر فيه الجندي المختطف بصحة جيدة.