دخل الجندي الصهيوني الأسير جلعاد شاليط عامه الخامس وهو في الأسر وسط حالة من الغموض حول مصيره، خاصة في ظل تعنت الحكومة الصهيونية في إتمام صفقة التبادل، وتشديد الفصائل علي شروطها لإتمام الصفقة، بالإضافة إلي منعها تسرب أي معلومة عن الجندي الأسير. من جانب آخر، تشير مصادر فلسطينية رفيعة المستوي، إلي أن قضية شاليط باتت معقدة بسبب تراجع الحكومة الصهيونية عن إتمام الصفقة، مشيرة إلي أن هذا التراجع يأتي بسبب عدم إمكانية رضوخ حكومة نتنياهو لشروط آسريه وأن ذلك سيحقق انتصارًا لحماس والمقاومة.
وأوضحت المصادر أن الفصائل الآسرة للجندي الصهيوني لا تعلم مكان احتجازه وليس لديها أي معلومة عنه، مشيرة إلي أن عددًا محدودًا لا يتعدي أصابع اليد الواحدة من القيادات هي التي تعلم مكانه وليس من المسموح لغيرهم معرفة أي شيء عن الجندي الأسير.
من جانب آخر تري تل أبيب عبر وسائل إعلامها أن هناك شخصية عسكرية في كتائب القسام قد اختفت منذ عملية الوهم المتبدد وبعد أسر شاليط، وتحاول وسائل الإعلام الصهيونية الإشارة إليه بأنه أسر شاليط، وهو الرجل الثاني في كتائب القسام «أحمد الجعبري».
ووفقا لصحيفة «يديعوت أحرونوت» فإن أحمد الجعبري «أبو محمد» نزل منذ أسر شاليط تحت الأرض لممارسة العمل السري وهو مختبئ لإدارة أمور حماس العسكرية، أما ملف جلعاد شاليط فيحتفظ به الجعبري لنفسه وسلم قائمة سجناء طالب بتحريرهم مقابل الجندي المخطوف وهو غير مستعد لأن يتنازل، وحسب الصحيفة العبرية فإن عناد الجعبري يجعل المفاوضات صعبة، ويقولون في غزة: القوي العسكرية خاضعة لأمرته الحصرية، وهو شخصيًا يتلقي تعليماته من خالد مشعل في دمشق لهذا بوسعه أن يستخف بإسماعيل هنية، فيما تدعي محافل أخري بأن الجعبري ليس كفئًا علي نحوٍ خاص ولكنه عنيد ومخلص جداً لطريقه الديني المتطرف.
ولا تزال حركة حماس حتي اليوم تضفي نوعًا من السرية والكتمان والغموض حول قضية شاليط أو أي معلومة عنه وهل هو في غزة أم خارجها أم أنه لا يزال حيا أم مات خلال العدوان الأخير علي غزة أما عضو المكتب السياسي لحركة «حماس» محمود الزهار فقد أضفي مزيدًا من الغموض علي مصير الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط، وقال الزهار إنه لا يملك أي معلومات حول حالة ووضع شاليط في الأسر، ولا يعلم ما إذا كان لا يزال موجوداً في قطاع غزة أم لا.
اعتراف صهيونى بالغباء من ناحية أخرى، كشفت مجلة "بمحانية"، مجلة الجيش الصهيوني الأسبوعية، ما أسمته شهادات لجنود تل أبيب الذين كانوا شهود عيان علي عملية أسر جلعاد شاليط، الجندي الصهيونى الذي وقع في أسر المقاومة الفلسطينية منذ أربعة أعوام، وتزامناً مع ذلك لفتت المجلة إلي أن ضعف المستوي القيادي بالمؤسسة العسكرية الصهيونية ورداءة أجهزة التصوير والكاميرات بالإضافة إلي فشل التواصل الاستخباري كان من ضمن الأسباب التي أدت إلي سقوط شاليط في أيدي النشطاء الفلسطينيين
وقال الجنود الصهاينة إن عملية «الوهم المتبدد» التي أسفرت عن وقوع شاليط في أسر المقاومة الفلسطينية كشفت حالة الارتباك والفشل التي تعانيها القوات العسكرية بتل أبيب فيما يتعلق بأدائها، موضحين أن هناك أخطاء عسكرية أخري تمثلت في عدم جودة الكاميرات وأجهزة الرصد العسكري علي الحدود مع القطاع، و«غباء»الاستهانة بمدي كفاءة النشطاء الفلسطينيين، وقدراتهم الميدانية في قلب المعارك، بالإضافة إلي عيوب في الاتصال عجز بسببها الجنود الصهاينة عن التواصل مع غرفة العمليات في القيادة الجنوبية، مؤكدين أن العيوب شملت سوء القيادة، والعجز عن نقل معلومات استخبارية بين الجيش وجهاز الأمن الداخلي «الشاباك».
في سياق متصل، بدأت الحكومة الصهيونية تنفيذ ما كشفت عنه وسائل الإعلام الصهيونية منذ عدة شهور حول تغيير جذري مرتقب لكل أجهزة الأمن والاستخبارات بتل أبيب بداية العام المقبل ، حيث قرر بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الصهيوني، عدم تمديد ولاية مائير داجان، رئيس جهاز المخابرات العامة «الموساد»، لعام إضافي وذلك في تأكيد توقعات وسائل الإعلام الصهيونية ، وأوضح التليفزيون الصهيوني الذي أورد النبأ أن السبب وراء قرار نتنياهو هو تورط الموساد في عملية اغتيال محمود المبحوح، القيادي بحماس، أواخر يناير الماضي بدبي وهو ما يعد اعترافا بمسئولية الصهاينة عن اغتياله.