السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أولا أنا فعلا من محبي هذا الموقع، ومن المستفيدين منه فلكم كل الشكر على هذا الجهد المبذول.. أنا فتاة أبلغ من العمر 32 عاما، والحمد لله على قدر من الجمال والعلم، باعمل عمل مرموق، وحاليا باستكمل دراسة الدكتوراه في إحدى الدول الأوروبية. مشكلتي يمكن إني على قدر من أخلاق أو متمسكة بأشياء واضح أنها لم يصبح لها وجود، مش عارفة.. المهم أنا لي أحد الزملاء الذي يكبرني بحوالي 6 أعوام بدأ يتعرف عليّ ونحن بالخارج، وبدأ يزيد من تقربه لي بالاهتمام والسؤال باستمرار، لدرجة أن باقي الزملاء لاحظوا هذا الاهتمام. أصبحنا نتحدث كثيرا جدا، ولم يصرح بأي شيء، على الرغم من أننا قد تعرفنا منذ أكثر من 3 أعوام! في مرة من المرات قامت إحدى الزميلات باقتراح لعبة الزجاجة (الصراحة)، بعد أن لعبناها وبالطبع كانت كل الأسئلة مركزة علينا، وأكدت لي زميلتي أنه بالطبع يوجد شيء، وأنه يتعمّد طرح أسئلة معينة. ولكن المشكلة أننا بيننا اختلاف في الأفكار، هو عندما يتحدث يكون كلامه عن الحرية المطلقة، فلا يرى أي ضوابط تحكم الإنسان غير نفسه، وأنا لديّ ضوابط، ونوعا ما ألتزم على قدر المستطاع، أحيانا يعطيني الإحساس أني أتكلم في أشياء مضى عليها الزمن، ويقول إني عبيطة ولا أرى جيدا الفساد المنتشر حولي، ودائما يشعرني بأنني ما زلت طفلة. وأخبركم الحق أنني وجدت نفسي في الإجازة الماضية في مصر مختلفة عن الموجودين، وأحسست بالفعل بغربة شديدة أيضا هناك، وأحسست بأني متخلفة عن البنات حاليا في مصر. مع العلم أني والحمد لله بآراء الآخرين شيك لديّ ذوق رفيع في انتقاء الأشياء واللبس، وأفهم في الإتيكيت، أنثى الحمد لله بكل معانيها؛ أعشق الأناقة، ولكن أيضا أحب الالتزام. مشكلتي أنني لا أستطيع تفسير ماذا يريد هذا الشخص مني بالفعل. الجانب الثاني من مشكلتي أنني فعلا أشعر بوحدة رهيبة لا أجد من يحبني بجد، ولا أقصد الحب فقط بين الرجل والمرأة، بل الحب الأخوي الأبوي الأصدقاء، نعم أعلم أن من حولي يحبونني، ولكن ليس كما أريد فأنا دائما أعاني كثيرا من محاولة إسعاد من حولي ولا أجد بالفعل من يحاول أو يسعى لإسعادي أو يفكر فيّ كما أفكر فيهم، أرجو أن أجد لديكم حلا عمليا وإن لم يكن فيكفي أني أكتب لكم لكي أفضفض, وآسفة على الإطالة وإن كنت حاولت أن أكتب باختصار شديد؛ لأني أحس أن بداخلي بركانا, شكرا على سعة صدركم.
shmma
صديقتي الجميلة.. من قراءتي لمشكلتك أكثر من مرة فهمت أنها مقسومة لجزأين مهمين؛ الأول (جواكي) وهو إحساسك بالاختلاف واللي عبّرتي عنه أكثر من مرة من خلال رسالتك فقلتي: "مشكلتي يمكن إني على قدر من الأخلاق أو متمسكة بأشياء واضح أنها لم يصبح لها وجود"، "المشكلة أيضا أن بيننا اختلافا في الأفكار"، "وجدت نفسي في الإجازة الماضية في مصر مختلفة عن الموجودين"، "متخلفة عن البنات حاليا"، "أحس أن أفكاري أصبحت متخلفة". نظرتك لنفسك والتي بدأت بالإحساس بالاختلاف لتتدرج وتتحول دون أن تشعري إلى فكرة سلبية للغاية وهي إحساسك بالتخلف، وهذه هي المشكلة الحقيقية، الأخطاء الشائعة جعلتك تفقدين صوابك، وتظنين أنك المخطئة والآخرون هم الصح، والحقيقة أن الخطأ والصواب رغم وضوحهما وضوح الشمس فأحيانا يكونان نسبيين ومختلفين حسب المكان والزمان والمجتمع المحيط. واختلافك لا يعني تخلفك، بل يعني تميزك، تمسكك بالمبادئ والأخلاق التي قد يرى البعض أنها قد عفا عليها الزمن، لا يعني أنك مختلفة أو متخلفة، ولكن هذه هي طبيعة شخصيتك، ففي العالم أشخاص بطبيعتهم ملتزمون ومنظمون وحتى في مظهرهم يكونون كثيري التحفظ والاحتشام وهناك أشخاص آخرون بطبيعتهم متحررون وفوضويون، وهذا لا يمنع أن ينظر كل شخص لحياة الآخر المختلف ويتمنى لو يصبح مثله، ولكنك لو حاولت أن تكوني تلك الفتاة المتحررة، وتلفي وتدوري ستشعرين بغربة روحك، صديقتي أفضل شيء هو أن تكوني على طبيعتك وتكوني نفسك، ولا تفكري بأنك بذلك غريبة أو مختلفة، ولكنك مميزة ونادرة من نوعك وده شيء جميل. أما المشكلة التانية وهي تلك العلاقة المعلقة بصديقك المتحرر، صديقتي كما رأيت من إيميلك يبدو أن دراستك كانت بفرنسا، في الحقيقة أنا لم أكن أبدا في فرنسا، ولكني عشت في أمريكا والآن أنا في مونتريال، وكما رأيت في أكثر المجتمعات تحرراً فهناك قيمة للعلاقات وأهمية لتطورها، ووضوح أكبر ومباشرة، ولا أظن أن في أي مجتمع غربي ستدوم علاقة شخصين لسنوات طويلة واهتمام كهذا دون وضع حدود أو أهداف واضحة. ورغم شيوع العلاقات الجنسية بين الجنسين في هذه المجتمعات بشكل أكبر دون زواج فإنني قابلت فتيات أمريكيات يحتفظن بعذريتهن لأزواجهن، ويعتبرن العلاقة كنزا مخبأ لديهن لمن يستحقه، وقابلت رجالا متحررين ورافضين لقيد الزواج يتزوجون؛ لأنها الطريقة الوحيدة التي يستطيع بها أن يحيا مع المرأة التي يحبها، ربما يكون صديقك قلقا من فكرة الزواج؛ لأنها ستقيد حريته، وربما يكون قلقا من شخصيتك المتحفظة، والآن مهمتك أن تعرفي إذا كان رافضا للزواج رغم حبه لك، أم هو لا يحبك ويضعك احتياطيا في حياته بهذا الشكل حتى يجد امرأة مناسبة. والحل الوحيد هو الضغط عليه بقطع العلاقة، وإذا سألك عن السبب لا تجيبيه، فقط أشعريه بأنك لن تكوني متاحة له كما كنت في السابق كصديقة، وأن الارتباط بك هي الطريقة الوحيدة للاحتفاظ بك، وانتظري ردة فعله هل سيبتعد هو الآخر، أم سيحاول أن يطور علاقته بك، وإذا ابتعد لا تضحكي على نفسك وتعودي للعلاقة فقط لكي لا تكوني وحيدة، ولكن ابحثي عن أصدقاء وأحداث تحضرينها، واملئي وقتك بالعديد من الأشياء، بحيث لا يبقى وقت للتفكير فيه. وبالنسبة للمشكلة الأخيرة المتعلقة بالوحدة والغربة، فرأيي هو أن تحاولي أن تقومي بأشياء لم تقومي بها من قبل وتنشطي اجتماعياً بشكل أكبر، روحي الجيم وحاولي الاشتراك بالفصول المشتركة مع أشخاص آخرين، احضري أحداثا ثقافية أو علمية، أوجدي لنفسك هواية كالتصوير الفوتوغرافي أو القراءة أو تعلم لغة جديدة في وقت فراغك واشتركي مع مجموعة في التدريب علىها . وبالنسبة للآخرين حب = حب، ولكن المشكلة أن كل شخص يحب بطريقته، ولذلك لا تحاولي أن تتوقعي منهم الكثير؛ لأنك مميزة، فأنت تقومين بأشياء مميزة من أجلهم، ومع الأسف مش كل الناس بتفكر زيك.