السلام عليكم.. أنا مش عارفة أبدأ منين، أنا فتاة عمري 18 سنة دخلت الجامعة، أنا طبيعتي انطوائية وماباعرفش أتعامل مع حد، ودخولي لجو الجامعة والاختلاط المباشر في التعامل مع الأولاد كان غريب عليّ، وخوفني رغم إني ليّ زمايل على النت أولاد؛ لكن ماتكلمناش وجها لوجه ولا حتى في التليفون. وكمان ماليش أصدقاء في الحياة العادية غير صديقة واحدة بس، ومش معايا في الجامعة وجامعتها في بلد غير البلد اللي فيها جامعتي، وكنت واخدة قرار إني لازم أتغير؛ وخاصة إني باسافر لوحدي لأن الجامعة في بلد غير بلدي، ومن شدّة رغبتي في التغيير والانفتاح على الحياة حصلت مشكلات كتير ليّ، وعرفت زمايل في الجامعة بس اكتشفت إنهم مش كويسين أو تفكيرهم غير تفكيري أو غير اللي متعودة عليه، وأسلوبهم كان جديد عليّ مش عارفة أو أنا كنت مش عارفة أفهمهم. وبعدين كنت أعرف واحد على النت، ومعايا في نفس الجامعة بس أكبر مني بسنتين، اتفقنا إننا نتقابل وحصل فعلا، وكان حد كويس جدا معايا غير اللي عرفتهم، وحكيت له عن اللي أنا عرفتهم في الجامعة، وطلب مني إني أبعد عنهم؛ لأنهم مش كويسين، وأنا لسه داخلة جديد، وأكيد هيضحكوا عليّ.. وفعلا سمعت كلامه واقتصرت كل علاقاتي في الجامعة عليه هو بس. كنا بنقضي مع بعض وقت كبير جدا من أول ما بننزل الجامعة لحد ما نروح، كان مهتم بيّ جدا، ودايما بيساعدني في دراستي، وحكيت له عن حياتي، وهو كمان حكى لي، وقربت منه أوي.. كنت باحس معاه أحاسيس روعة؛ من اهتمام وحب ومسئولية، لكن دايما باحسه متردد في مشاعره ناحيتي، صارحته إني معجبة بيه، بس أنا كنت بحب واحد قبل كده وحصلت مشكلات عائلية وانفصلنا رغم إنه لسه بيحبني وبيحاول يقرب لي تاني.. كل ده زميلي كان عارفه. هو كمان كان بيحب زميلته في نفس السنة من أول ما دخلوا الكلية؛ لكنه ماصارحهاش بده، ولا كان في بينهم أي شكل من أشكال التواصل غير إنه بيشوفها بس في الجامعة، وكان بيحبها جدا وحصلت حاجات كتير في علاقتهم؛ لكن سابوا بعض بسرعة جدا، وهي اتخطبت وعمرها ما كانت بتحبه. المهم إني كل يوم باتعلق بيه أكتر وأكتر، وبقى هو محتل أكبر جزء في حياتي وتفكيري، وعرفته إني بحبه حتى لو هو مابيحبنيش؛ لكن ماكانش فيه أي تعليق من جانبه.. وبعديها قال لي إنه بيحبني، بس أنا حسيت إن حبه ده رد فعل لإني قلت له بحبك، ودايما كنت باحس فيه حاجز بيني وبينه وحدود في تعاملاتي معاه هو حاطتها، وكنت باحاول أتحدى ده كله وأقرب منه؛ لكن كمان كان هو لسه بيحب زميلته ومش عارف يبطل تفكير فيها، وهو اعترف لي بده، وقال لي أنا باحاول أحبك لأنك بتحبيني. وبعد كده فجأة اتغير 360 درجة، وبقى بيحبني جدا وبيخاف عليّ وبيغير عليّ وبيهتم بيّ، وكل الحواجز والحدود هو شالها.. لكن مع الأسف رغم ده كله بدأت أنا أحس بجمود لمشاعري ناحيته، وأنا اللي حطيت حواجز لتعاملاتي معاه، لدرجة إني بقيت أحسسه أنه مش فارق معايا.. أنا بحبه وحصلت كذا مشكلة كانت هتخلينا نبعد عن بعض؛ لكن أنا ماقدرتش وهو كمان، لأني بحبه فعلا وهو كمان بيحبني.. لكن أنا ما باقدرش أعبّر له عن حبي ولا أصارحه بده لا بفعل ولا بكلام، بالعكس ده أنا كل مرة باثبت له إني مش بحبه أكتر من الأول. حاولت أتغير وصممت على ده؛ لكن أول ما باكلمه ماباقدرش.. خاصة أنه واقعي جدا ومش رومانسي ولا أي حاجة، ويمكن الأسلوب اللي باتعامل معاه بيه ده هو نفس الأسلوب اللي كان بيعاملني بيه أول ما حبينا بعض، بس هو قدر يتغير لكن أنا مش عارفة.. كل ما أقول له إني بحبه أو أحسسه بده بالاقي في حاجة بتمنعني مش عارفة إيه هي؟!! مع العلم كمان إنه دايما بينتقضني في تصرفاتي، ودايما بيحاسبني على الغلطات والمشكلات اللي حصلت لي أول ما دخلت الجامعة. وباحس دايما إن أي حاجة باعملها مش بتعجبه ولا بترضيه.. أنا عرفت إني غلطت، بس صعب أوي كل ما بنتكلم يفكرني بغلطاتي دي، وده بيخليني أرفض أقرب منه، كمان أنا رومانسية جدا، وبحب طريقة معينة في الكلام بهدوء أو التعامل ببساطة، يمكن عندي لا مبالاة بس لأني باحاول أخلي مافيش حاجة تأثر عليّ؛ يعني كل حاجة باخدها، وهو شايف ده برود، وفيه بينا اختلافات كتير بس أنا بحبه وعايزة أقرب منه؛ لأني برضه شايفة إني أنا اللي غلطانة، وأنا اللي بابعد عنه رغم إنه بقى بيحبني جدا.. بس أنا مش عارفة أعمل إيه في الجمود اللي صابني ده مرة واحدة، وإزاي أقدر أكسّر الحواجز اللي أنا حاططها بينا. آسفة إني طولت عليكم.. بس أنا فعلا محتاجة لحل لأني تعبت، وهو كمان تعب من ده.
wa3d_el7ob50
عزيزتي.. أعتقد إن هناك جزءا كبيرا من مشكلتك سببه ضعف خبرتك الاجتماعية وحداثة عهدك بالخروج من حالتك الانطوائية.. فأولا اسمحي لي أن ألومك على مخاطرتك بمقابلة شاب تعرفتِ عليه عبر الإنترنت فحسب، صحيح أن الله تعالى وضع في طريقك شابا محترما يخاف عليكِ؛ ولكن كان من الممكن أن تقعي مع شخص مختلف تماما كما يحدث لكثير من الفتيات، واعتراضي ليس على التعرف عبر الإنترنت؛ ولكن خروج فتاة لمقابلة شاب لا تعرفه إلا عن طريق الإنترنت فحسب هو تصرف لي وللمجتمع الكثير من التحفظات. فلنعد لموضوع رسالتك.. أنتِ وفتاكِ تعيشان حالة "تعب قلب" مزعجة، في حين أن ما تواجهان من مشكلات لا يحتاج منكما سوى بعض "التفاهم العقلاني"، وأن يفتح كل منكما قلبه للآخر، وأن يتمتع برحابة الصدر لكل ما سيُقال سواء كان إيجابيا كنقاط الاتفاق بينكما أو سلبيا كمآخذ كل منكما على الآخر، وعليكما من البداية -وطوال المناقشة- أن تلتزما البعد عن الحساسية وتصيد الأخطاء وتربص كل منكما بالآخر، ففي النهاية أنتما تتناقشان لأجل غرض واحد هو إنجاح ذلك الشيء الجميل بينكما. نعم.. فليكن حب كل منكما للآخر حائلا صلبا أمام استفزاز أي منكما للآخر -بقصد أو دون- أو استجابته لهذا الاستفزاز إن وقع، وليفكر كل منكما في كلامه قبل أن يقوله وكلام رفيقه قبل أن يسيء فهمه لا قدر الله. ربما تحسبين أني أصور الأمر بينكما كمعركة كلامية أو سجال؛ والحقيقة أني أعلم أنه ليس كذلك؛ ولكنكِ هنا اعترفتِ بوجود أوجه للقصور بكل منكما تجاه الآخر، أنتِ بتحفظك المفرط، وهو بكثرة حديثه عن أخطائك السابقة؛ وهو ما يعني أن عليكما التفاهم "معا" -وضعي عشرة خطوط تحت "معا"- للوصول لنقطة اتفاق مشتركة على شكل علاقتكما. أما عن تحفظك.. فأنا أتفهم خجلك الطبيعي بدافع كونكِ فتاة ولطبيعتك الخجول المنطوية، ولكن يا عزيزتي العلاقة بين أي حبيبين تتطلب بعض إظهار العاطفة شريطة أن لا يكون ذلك بما يتعارض مع الدين والأخلاق والتقاليد، ولا تبرري تحفظك المبالغ فيه بالطبيعة العملية لفتاكِ، فالعلاقة بين أي اثنين تحتاج لطرف عملي وطرف رومانسي، لكي يتحقق التوازن المطلوب. على أية حال أعتقد أن جلستكما المشتركة للتفاهم يجب أن يعقبها مباشرة تقدم فتاكِ لخطبتك، فأعتقد أن جزءا كبيرا من تحفظك يرجع لإدراكك واقع أنكما غير مرتبطين رسميا، وهذا -أعني الشعور- شيء يحترم. فكري في كلامي.. وأرجو أن يقنعكِ وتجربيه، وإن شاء الله ستشعرين بتحسن في العلاقة، حتى لو لم تتوصلا للتفاهم المنشود من أول جلسة.. وفقكما الله.. تحياتي.