أنا مخطوبة من 6 شهور.. الحياة كانت حلوة أوي بيني وبين خطيبي كلها هزار وضحك، وبنحب بعض؛ لكن مع الوقت وكل ما بافكّر في الموضوع باحس إن خطيبي مش مهتم بيّ أو بظروفي أو بأحوالي.. باحس إنه لما يروّح بالليل بعد يوم شغله مش عايز في الساعة اللي يكلّمني فيها غير إنه يلاقي واحدة لذيذة تهزّر وتضحك وتقول له بحبك ويقولها بحبك.. طيب وتعبي؟ ولو زهقانة؟ يعني مثلاً أختي كانت إيدها مكسورة، سأل عليها يومها وتاني يوم وبس، ولا اهتم مثلاً إنه يعرف إمتى هي فكّت الجبس أو حاجة. وأصلاً هو مش متعوّد يهتم اللي في البيت عندي عاملين إيه أو مش بيسأل بصفة مستمرة عنهم إذا كانو تعبانين ولا إيه.. وفي نفس الوقت أنا لازم أكلّم مامته كل 10 أيام وأسأل عليها، وأكلّم مرات أخوه وولاده لأنهم عايشين معاهم. أنا من أسبوعين كنت تعبانة ورحت للدكتور، هو ما كانش يعرف لأننا كنا زعلانين وقتها مع بعض، وبعدها بيومين عرف في وسط الكلام، لكن ما فكّرش يسألني أنا عندي إيه؛ حتى أختي جات بعدها بالصدفة قدامه وبتتكلم معايا عن اليوم اللي تعبت فيه، وقعدْت طول اليوم بره.. ما فكرش يسأل أنا تعبت ليه.. وبعدها جيت كنت باكلّمه وقلت له ثواني كنت أنا عايزة أطلّع العلاج من التلاجة، ولما رجعت قال لي كنت فين قلت له كنت باطلّع العلاج قبل ما آخده من التلاجة، برضه ما سألنيش علاج إيه وليه.. عادي خالص. في الوقت اللي ممكن ياخد باله إني ما قلتلهوش وحشتني أو ركزت مع كلام حد غيره في القعدة وما ركّزتش في كلامه.. يعني بياخد باله أوي من كده وبيكون فاكر!! باحسه إنه خطيبي وبس أو حبيبي اللي مفروض يكون كلامنا حب وبس 24 ساعة، باحسه مش بيهتم بيّ.. وقلت له قبل كده إنه مش بيهتم بيّ أو إني أفرق معاه، وهو فهم دلوقتي وعرف إيه مضايقني، وعلى قد ما بحبه على قد ما متضايقة منه أوي، وأسلوبه ده واجعني ومؤثر فيّ أوي. mohaaaa صديقتي إننا دائماً نتوقع أن يكون الجنس الآخر شبهنا تقريباً.. ونرغب منهم أن يريدوا ما نريد وأن يشعروا كما نشعر، وعادة نصبح غضبانين ومُحبطين لأننا ننسى حقيقة هامة جداً هي أننا مختلفون؛ فالرجال يتوقعون من النساء أن يفكرن وأن تكون ردود أفعالهن مثل الرجال، والنساء يتوقعن أن يشعر الرجال ويتصرفوا مثل النساء، ودون وعي صريح باختلافتنا فنحن لا نأخذ الوقت الكافي لنفهم ونحترم بعضنا البعض، ونصبح كثيري المطالب قاسين ومستائين ونصدر الأحكام، وغير قادرين على التحمل. وعن طريق فهم الاختلافات وتقبّلها يمكن أن نكتشف حلولاً جديدة نستطيع بواسطتها أن نحصل على ما نريد، والأكثر أهمية أن نتعلم كيف نحبّ الأشخاص الذين نهتم بهم ونساندهم بشكل أفضل. معظم الفضفضات التي ترد لنا بها هذه الشكوى، وهي أن الرجل لا يسمع أو يهتم، والمرأة تريد التعاطف. ما أريد قوله أن طبيعة الرجل ليست كطبيعة المرأة، وفي اللحظة التي ترين فيها اهتمامه بك وبظروفك يكون عن طريق الكلام والسؤال عن الأحوال، قد يرى هو في العمل بجد والإنجاز في تجهيز مستلزمات الزواج الاهتمام الحقيقي والحل لكل مشاكلكما معاً؛ لأنكما وقتها ستكونان في بيت واحد ووقتها ستنتهي كل هذه الأوضاع. وطبيعي أن يتوقع الرجل منك بعد يوم عمل طويل وشاق أن تكوني "لذيذة وتهزّري وتضحكي وتقولي له بحبك"؛ لأنه يعتبر نفسه يعمل من أجلك في المقام الأول. ووسط مشاغل الحياة قد لا تكون هناك مساحة ليسأل عن أختك المصابة أو أهلك في البيت؛ فهو بالفعل يأتي ليزوركم ويعرف أخباركم؛ فالرجال لا يهتمون بالعلاقات والاتصال بالآخرين؛ ولكنهم يريدون العمل والإنجاز والفعالية، ولذلك فالرجل والمرأة يكمّلان بعضهما البعض، وأكبر مثال هو أنك تكلّمين والدته كل 10 أيام، وقد تسأل عنك هي ومرات أخوه من وقت لآخر؛ ولكن من الصعب أن يسأل والده عنك أو والدك عن عائلته أو أخوه مثلاً؛ ليس لأنه لا يهتم؛ ولكن لأن طبيعة الرجال لا تهتم بالعلاقات وتوطيدها مثل النساء. فكرة عدم اهتمامه بتعبك أو علاجك أو ذهابك للدكتور، كلها أشياء قد يكون المؤثّر ورائها هو أنكم كنتم زعلانين وقتها مع بعض، وربما يظنّ أنك تفتعلين التعب لكي تجذبي اهتمامه وتنسوا الزعل، أو كان مشغولاً فعلاً كما قال لك. لا تفرضي سوء النية ولا تضعي في نفسك حكماً عليه وعلى كل تصرفاته؛ فبعض الرجال لا يستطيعون التركيز في أكثر من شيء في وقت واحد، وعندما يكون لديه ضغط شغل أو مشكلة لن يأخذ باله من أشياء أخرى تحدث حوله. مشكلتك أنك تتوقعين منه أشياء كثيرة، تتوقعين الاهتمام وكلاماً معيّناً، وتضعين الاختبار وتنتظرين النتيجة، وعندما يفاجئك صمته أو انغلاقه على نفسه أو انشغاله؛ يصدمك الأمر وتبدئين في الغضب وتبقي مش طايقاه؛ لأنك بتأخذي الموضوع بطريقة شخصية وتظني إنك غير مهمة. صديقتي لو أنك لست مهمة لماذا خطبك؟ ولماذا يعمل ليوفّر لكما بيتاً والتزامات الزواج؟ ولماذا يريد التأكد من حبك له وافتقادك له من وقت لآخر؟ لا تستمعي لمن حولك، ولا تتوقعي منه أكثر من اللازم؛ فهموم العمل والحياة أحياناً تصل إلى ما لا يطاق، وطبيعتك مختلفة عن طبيعته، كما أنه مشغول بالعديد من الأشياء، وواضح أنك لست مشغولة بأي شيء غيره. رأيي أن تتوقفي عن أن تطلبي منه الاهتمام، وتوقّفي عن نصحه بالتواصل مع أهلك أو أداء الواجبات العائلية.. واجعلي من علاقتك به واحة إنتم الاثنين ترتاحوا فيها، واحكي همومك وآلامك لأمك وأختك وصديقاتك؛ فهم سيحبّون سماعها أكثر من أي رجل، وسيمنحونك الدعم المعنوي الذي تحتاجينه، ولاحظي أنك لم يمض على خطوبتك شهور، وما زلت لا تعرفين طبعه جيداً. وأنصحك بقراءة كتاب "الرجال من المريخ والنساء من الزهرة"، وهو متواجد على الإنترنت في نسخ إلكترونية.. وفقك الله.