أنا بجد مخنوقة وتعبانة أوي ومحتاجة حد يرد علي ضروري أوي. أنا مخطوبة من ييجي سنة إلا كام شهر، وبحب خطيبي أوي، وهو محترم جدا وبيحبني جدا جدا وبيحترمني، وعمره ما فكر إنه يجرح مشاعري أو يتعدى حدوده معاي؛ بالعكس باحس إنه محاوطني بكل الحب والحنان الجميل اللي ما فيش وراه أي رغبة أو شهوة، وكان ارتباطنا تقليدي شوية؛ يعني شافني، أعجب بي، اتقدم لي قبل حتى ما نعرف بعض؛ رغم إني ارتبطت قبل كده ارتباط عادي يعني مش رسمي وكده، وكنت على طول ما احسش بالأمان أو الراحة إلا لما ارتبطت في النور، حسيت بحاجة حلوة أوي، برضه الواحد ما بقاش خايف من ناس أو حد يشوفني معاه، بقيت واثقة من نفسي. المشكلة بقى إني زي أي حد لي أصحاب كتيير بنات وولاد، وهو عارفهم كلهم، ومش باخبي عليه حاجة، حصل بقي إن كان فيه واحد زي أخوي أوي بنتكلم على طول ونحكي لبعض، ولما أتخانق مع خطيبي أكلمه ويقول لي أعمل إيه (اللي هو صحاب أوي) ومن قبل ما اتخطب كمان. بس طبعا مع الوقت كلامنا زاد أوي لحد ما في مرة قال لي إنه بيحبني، وبجد من اهتمامه بي الزايد قربت منه أوي، وكمان أنا مش هاكدب أي بنت تحب تسمع كلام حلو وتحس بأنوثتها وبأنها فعلا بنت، وكان هو على طول يحسسني بكده إني ملكة في الدنيا دي كلها، وإني كل حياته. ورغم إني فعلا مفتقدة ده من خطيبي إلا إني باحس بالذنب أنا استحالة أسيب خطيبي لو بكنوز الدنيا؛ بس بجد مش قادرة أبعد عن التاني؛ ده لما بيكلمني باحس إني مقسومة نصين إحساس جميل وإحساس بشع ورهيب عشان مش دي حياتي ولا شخصيتي. خطيبي بيتحرج شوية، أو بيتكسف يعني، والرومانسية البحتة دي مش فيه، وأنا بامووووووووووت في الحد الرومانسي؛ بس دي الحاجة الوحيدة اللي مش فيه، وبرده دي الحاجة الوحيدة اللي في التاني، أنا عايزة أبعد عنه؛ بس مش عارفة أعمل إيه؟ كل ما أحاول ونتفق نرجع صحاب ييجي في نص الكلام يقول لي بحبك. بجد أنا بامووووووت منها، مجرد إني شفته مرة مع صحابي وكده وسلم علي جسمي كله اتنفض، بجد برده نفس الأحساسين، أنا بجد مش عارفة أعمل إيه، ولما قعدت كام يوم؛ قلت أبعد عنه، كلمني وهو مخنوق ومتضايق، والمفروض إنه قال لي إنه لأول مرة يعيّط، وده كان بسببي، وقال لي ما تبعديش عني تاني. أنا مش عايزة أجرحه، وفي نفس الوقت مش قادرة أقول أنا شايفة نفسي إيه، بجد باكره نفسي يوم بعد يوم، عايزة بجد حل يريحني ويريحه ويريح كل اللي حوالي، بجد تعبانة أوي، بجد محتاجة حد يرد عليّ على طووول عشان مش هاقدر أتحمل أكتر من كده..... وآسفة أوي إني طوّلت في كلامي، وشكرا كتتتير على الموقع الرائع ده. m.s
إن الطبيعة الإنسانية التي خلقنا الله علينا فرضت علينا العديد من المتناقضات والتي تعتبر رسالتك مثالا حيا وصريحا لها؛ فكل إنسان يحتار دائما بين اتجاهين وكل منهم يشده بقوة وحسب؛ عقله وإيمانه وأولوياته، يختار طريقه، ومن ثم مصيره ومثواه النهائي.
مع كم التناقضات التي ذكرتيها في رسالتك وكم الأخطاء التي سردتيها فيها والتي من المنطقي أن تثير كما لا بأس به من الظنون السيئة حولك؛ إلا أنه -والحق يقال- يحسب لك اعترافك ببعض أخطائك رغم تجاهلك لأخطاء أخرى وصلت بك لهذه الحالة التي تعانين منها الآن، والتي ندعو الله لك أن يعينك على الخروج منها بسلام ودون أن تخسري خطيبك المحب ولا سمعتك الحسنة التي جعلت خطيبك يرتبط بك فورا والتي جعلتك لا ترتاحين إلا بعد أن تم الأمر بينكما بشكل رسمي، وذقت الحلاوة والفرق بين الارتباط في النور وبين الارتباط في الظلام.
وسأبدأ بهذه الأخطاء التي تجاهلتيها والتي تتركز بالأساس في علاقتك بهذا الزميل التي وصفتيها بالصداقة قبل خطوبتك والتي -ويا للعجب- تطورت بعد خطوبتك؛ رغم أن منطق هذه العلاقات يقول أن العكس هو الذي كان من المفترض أن يصير؛ فكان لابد أن تقل علاقتك به لأقل المستويات مهما كنت ترينها بريئة؛ احتراما للإنسان الذي دخل بيتك وآمنك على اسمه.
أكاد أسمعك تقولين إنك لم تفعلي شيئا خطأ، وأن ما بينكما لم يكن يتعدى المألوف، وأنك لست الوحيدة التي لها أصدقاء من الجنس الآخر، وكلام كثير تبررين به موقفك أمام نفسك على الأقل.
لكني أقول لك بكل صدق لا يوجد ما يسمى صداقة بين ولد وبنت، وأن الأمر غالبا ما يتحول لعلاقة عاطفية بين الطرفين أو طرف منهما على الأقل، وفي الآونة الأخيرة سمعنا عن علاقات تتحول لشكلها الجسدي على غرار نظام البوي فريند.
إن هذا يا صديقتي هو خطأك الأساسي والذي وصل بك لهذه المرحلة من التفكير والحيرة والاضطراب، والتي لا أرى حلا لها سوى محاولة قطع علاقتك به تماما سواء تدريجيا أو -وهو الأفضل- بشكل قاطع؛ فإذا لم تستطيعي؛ فلا أقل من ألا تسمحي له بالخوض في كلامه هذا، ولا تشجعيه عليه، وكوني عاقلة بما فيه الكفاية لتدركي كمّ الخسائر التي ستجنينها من الاستماع لكلام شخص لا يملك سواه، وخسارة خطيب محب كل عيبه أنه لا يريد الاستعجال ولا يريد الخوض في أحاديث يرى أن الوقت مبكر عليها.
إن أمامك يا صديقتي فرصة هائلة للتعرف على خطيبك دون الوقوع تحت تأثير الكلمات المعسولة التي يلقيها المخطوبون لبعضهم البعض فيتأثر القلب بها ويهمل صوت العقل أو يقلل من شأنه، ثم تكون النتيجة الندم بعد الزواج وبعد أن يخمد صوت العاطفة ولا يوجد سوى العقل الذي يكمل المسيرة.
اقطعي علاقتك بزميلك هذا قبل أن تخسري كل شيء، ووجّهي مشاعرك وعقلك لخطيبك. وفقك الله ورعاك وهداك للصواب.