السلام عليكم.. في البداية أحب أشكركم على تعاونكم معانا وفتح صدوركم لنا ولمشاكلنا جزاكم الله كل خير. أدخل في الموضوع على طول، أنا بنت بين تلات بنات والدتي توفت من حوالي 13 سنة وأختي الكبيرة اتجوزت في نفس العمارة اللي إحنا ساكنين فيها، والعمارة دي يملكها حما أختي. أختي الصغيرة مخطوبة وشقتها جنب بيت بابا وأنا اتخطبت لابن عمتي، شاب كويس وبيحبني واشترى لي شقة بعد خطوبتنا بحوالي 3 شهور، بس العيب اللي قابلني فيها إنها بعيد عن بيت بابا وإخواتي بحوالي ساعة ونص مواصلات. بابا مرض جدا واتحجز في المستشفى، وفي خلال الفترة دي طلب من خطيبي إنه يوقف تجهيز الشقة، وقال تعالوا اتجوزوا معايا. الأول رفضنا وبعدها قبلنا وبعدين رفضنا، وتضارب كتير من يوم القرار ده، أجيب إيه وماجيبش إيه. رحت لمحامي سألته قال لي الشقة من حقك لو اتجوزتي وقعدتي فيها لمدة لا تقل عن 6 شهور. حبيت أقترح إني أغيّر بلاط الأرضية بابا رفض، وقال لي لأ حنعمل صوت في الشقة وبالتالي ممكن نستفز أصحاب البيت وإحنا عايزينها تعدي بسلام، وغيرها حاجات تانية كنت عايزاها وبابا رفض خوفا من أصحاب البيت. خطيبي مش عايز يزعلني بس أنا حاسة إن الموضوع مش عاجبه. أنا مشدودة ونفسي الشقة ماتروحش مننا ويكون لينا بيت أب، طول العمر مفتوح والشقة حلوة وخسارة تضيع بعد عمر طويل لأنها إيجار قديم، وخطيبي بيقول لي أهم حاجة راحة البال والاستقرار. أنا صعبان عليّ بابا وصعبان عليّ خطيبي اللي كل همه إنه يسعدني، وأنا حاسة إنه مش حيكون مرتاح بالقدر الكافي غير في بيته، عين في الجنة وعين في النار. شقتي قدامها كتير عشان تتوضب وتكون جاهزة وجوازي مع بابا حيوفر علينا كتير. أنا اتكلمت مع إخواتي حسيت إن أختي الصغيرة عايزاني جنبها عشان هي محتاجة ليّ وبابا كمان محتاجني، بس أختي الكبيرة قالت لي الحياة بعد الجواز بتختلف وهتحتاجي تكوني براحتك، إحنا كل واحدة تكون في شقتها أحسن ونيجي كل واحدة أسبوع كامل متكامل عند بابا، وآديني أنا جانبه وأولادي داخلين طالعين عليه. بابا كبير عيلته وكبير عيلة ماما كمان، وخالاتي وعماتي بيتنا ملجأهم الوحيد وأنا استقراري وراحتي حيروح في النص، بس برضه مش عايزة أخسر شقة بابا. والله تعبت أعمل إيه؟ d_goodgirl
دائما ما يسعى المرء للحصول على كل المزايا المتاحة في أي موقف ويرغب في تجنب كل سلبياته، بل هو يتمنى انتزاع مزايا الاختيارات المتاحة ويدمجها في كيان واحد يلبي كل تطلعاته بلا استثناء أو تنازل عن أي منها, ولكن هيهات له ذلك، فلقد قدّر الله أن كل شيء فيه نصيب من التعب أو الإقلال، أي أن لكل اختيار فاتورته التي يجب علينا أن ندفعها ونحمد الله على ما أتانا.
فأنت ترغبين في الحصول على شقة أبيك وتكوني قريبة منه ومن أخواتك وتوفري تكاليف الزواج، لكن الزواج في بيت الوالد ستدفعين في مقابله التبعية وعدم الاستقلال ويصبح بيتك مرتعا لجميع أفراد العائلة الكبيرة التي تحتكم لوالدك في نزاعاتها، والسكن البعيد عن الأسرة يشعرك بالوحدة وزيادة التكاليف وتأخر الزواج.
والمشكلة أننا ننظر إلى السلبيات ونضخمها ونعطيها اهتماما أكبر مما تستحق، فتنسينا الإيجابيات التي أنعم الله بها علينا، فالمشكلة فينا نحن لذلك علينا تحديد ما نتحمله وما لا يمكن أن نتحمله، حتى في التفاصيل الصغيرة التي قد تغيب عنا عند الاختيار بين متغيرين، لنستمتع بالإيجابيات ونتكيف مع السلبيات التي لا مناص منها. وفي موقفك هذا عليك أن تحضري ورقة وقلما وتكتبي بنفسك سلبيات وإيجابيات كل اختيار, وعليك بعدها أن تختاري بنفسك ما يمكنك تحمله وما لا يمكنك أن تتحمليه، وذلك على الوجه التالي: مزايا الزواج عند الوالد: - القرب من الأسرة. - توفير في الماديات. - الإسراع بالزواج. - ضمان البقاء في شقة الوالد وعدم ضياعها على الأسرة. - عدم التشتت بين بيت الزوجية وخدمة الوالد. عيوب الزواج عند الوالد: - الشعور بعدم الاستقلال. - استهلاك بقية أفراد العائلة لشقة الزوجية. - عدم القدرة على تغيير شكل الشقة كما ترغبين. ويمكنك إضافة غيرها من المزايا أو العيوب التي لم تستطيعي ذكرها في رسالتك. والحقيقة أني أميل إلى زواجك مع الوالد لكثرة المزايا في هذا الاختيار، كما أن سلبياته يمكن التكيّف معها، فالشعور بعدم الاستقلال تولد لديك من عدم قدرتك على تغيير بعض معالم شقة الوالد، وأعتقد أن هذا التعديل ليس بالأمر الحيوي لإتمام الزواج فهي شقة يمكن أن يعيش فيها البشر ويمكنك تغطية عيوبها بسجاد جميل وديكورات جذابة تخفي عيوبها، وهي بيت والدك الذي تعودت عليه وعشت فيه وتعرفين جيدا البيئة من حوله، مما يساعدك على قضاء احتياجاتك بسهولة ويسر ويخفف عنك ضغوط البحث عن احتياجات منزلك في بيئة غريبة وبعيدة. ولحسن حظك أنه والدك وليس والد زوجك، حيث ستنعمين بقدر كبير من الحرية داخل منزلك وتنعمين برضاء والدك عنك، لخدمتك له في كبره وسيحفظ لك والدك هذا الجميل لأنك ستبدين متنازلة عن شقتك لأجله. وأما عن استهلاك بقية أفراد الأسرة لشقتك فهذا أمر ستقل وطأته بوجودك ووجود زوجك مع الوالد، حيث ستخف الزيارات العائلية لتغير الوضع في البيت الجديد, وقد تكون هذه الزيارات في حد ذاتها ميزة، حيث يشتكي كثير من الأزواج الجدد من عدم زيارة الأهل لهم في البيت الجديد، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى وجود الأهل معك من وقت لآخر -إذا وجدوا- سيشعرك بالونس والأهمية. وبوسعك أن تحصلي على الميزتين، فأنت في بداية الزواج مؤتنسة بأبيك وقربك من أخواتك في الشقة القديمة، وعندما تتحسن أحوالك المادية ويرزقك الله بالأبناء يمكنك الانتقال إلى شقتك الجديدة.. وفقك الله وسدد خطاك.