أنا فتاة عمري 22 سنة، مخطوبة لشاب كنت بحبه قبل الخطوبة لمدة سنتين، وتقدّم لي، وأهلي وافقوا عليه، هو إنسان كويس ومكافح، وبقالي مخطوبة 7 شهور، بس حاسة إن المشاكل بيني وبينه زادت، هو وحيد على بنتين، وتقريباً هو المسئول عن العيلة. مشكلتي إن مامته حاسة إنها بتغير عليه مني، وعملت مشاكل معاه هي وإخواته عشان يسيبني، بس هو تمسك بيّ، بس المشاكل دي عملت لي شرخ في التعامل معاهم، مش هاقول باكرهم، لكن مش بحبهم مش عايزة أقرب منهم خايفة من المشاكل. واكتشفت إنهم ناس مش بيفهموا في الذوق، وهو نفسه ما بيعرفش يتعامل مع الناس أو الذوق يكون إزاي، بس بصراحة لما باقول له على حاجة بيتعلّم وبينفّذها، هو بيحبني جداً وأنا عارفة كده، بس مشكلتي أهله، أنا مش عايزاه يبعد عنهم أو يقاطعهم أبداً، بس عايزاه يهتم بيّ، مامته على طول حاطة فوق راسه مسئوليات كتير؛ حتى هو مش قادر حتى يفكر فيّ. هو الحمد لله عنده مشروع وبيكسب منه كتير، بس أنا خايفة بعد ما أتجوّز أتظلم معاه ومع أهله، وألاقي نفسي أنا آخر حاجة يفكّر فيها، وساعات أسأل نفسي هو في حد بيهتم بأهله كده؟!! وأقول: أكيد هيهتم بيّ، بس برضه فيه رجالة ما بتصرفش على بيوتها، وكل فلوسها لأهلهم، أنا خايفة يكون هو كده.
وفيه نقطة تانية أنا لسه قدامي سنة ونص على الجواز، أنا بحب الديكور والأثاث، وبتخيل شقتي هتكون إزاي وباحاول أوريه حاجات وأفكار عشان ألاقي كلام وأشاركه في أحلامي دي، هو بياخد كلامي بضيق، وبيقول إن الكلام ده لسه بدري عليه ومش وقته!! غير كده أنا عاطفية جداً ورومانسية جداً. هو عملي أوي وبيفكّر في شغله كتير جداً، بس بيكلمني وبيتصل بيّ وبيطمّن عليّ، بس ما بيعرفش يعبّر عن مشاعره، أقول له إيه اللي جواك ليّ؟!! يقول لي ما اعرفش، يقول لي: أنا ما باعرفش أتكلّم، بس إن شاء الله لما نكون في بيتنا هاعمل كل حاجة تسعدك، وإن شاء الله مش هيكون فيه مشاكل كتير أنا بحبك ومش متخيّل الحياة من غيرك.. وأنا كمان بحبه، بس ساعات كتير باخاف من أهله وإخواته، ومن إني أتحوّل لإنسانة باردة مكبوتة بعد الجواز.
queen
الصديقة العزيزة.. بناء على ما قرأته من رسالتك، فإنني فهمت منكِ أنكِ تعيشين بين حالتين متناقضتين، وإن كنت أخاف من أن تؤثّر هاتان الحالتان على تلك العلاقة، والتي أحاول معك لأن أجعلها واضحة قدر الإمكان.
والحالتان هما: أنك تحبين خطيبك، وتجدين فيه رجلاً قادراً على أن يتحمّل المسئولية.
والحالة الثانية: المشكلات التي وقع فيها نتيجة تمسّكه بك، والتي نتج عنها مشاعر سلبية من ناحيتك تجاه أهله، إلى جانب شعورك بنظرتهم للحياة بمفهوم آخر، فكما ذكرتِ فهم لا يفهمون في الذوق، وأن خطيبك يحاكي نفس الواقع المعيش في تلك الأسرة.
ولكن عزيزتي.. أنا لا أعلم ما نوع المشكلات التي تتكلّمين عنها، ولا أعرف لما تراكمت هذه المشاعر لترفضك تلك العائلة؛ لأنه وبكل بساطة "إذا عرف السبب بطل العجب"؛ بمعنى هل رفض والدته لكِ بلا مبرر، وأنها تريد أن تحتفظ الأم بابنها لنفسها؟!! وإن كان كذلك فما مبرر أختيه في ذلك؟!!
وقد لفت انتباهي أنكِ تتحدّثين عنهم، وكأنهم من كوكب آخر، فهل من الوارد أن يكون هذا الشعور قد وصلهم ولو عن طريق الخطأ، أو قد يكون انتقل عن طريق خطيبك؟ إن هذا ما يمكن اعتباره "قبحًا أكبر من ذنب".
صديقتي.. هل حاولتِ أن تتقرّبي منهم ولو حتى بالسؤال أو الاطمئنان عليهم؛ لأن ذلك يمكن أن يقوم ذلك بحل البعد القائم بينكم، وليس معنى كلامي أن تدخلي في علاقة قوية معهم.
أما فيما يخص خطيبك وما يفعله؛ فقد ذكرتِ أنه حينما توجّهين إليه نصيحة التصرّف بطريقة لائقة فإنه يستمع إليكِ؛ أي يمكن إصلاحه وتوجيهه إلى التصرّف الأفضل.
ويجب أن تعرفي أن الرجال يختلفون عن النساء في الطباع؛ بمعنى أنهم لن يهتموا بالأساس الذي سيؤسس منزلهم أو قول الكلام الناعم، ولكن أحياناً نجد منهم من لا يستطيع التعبير عن ذلك؛ فنحن على أرض الواقع، وهذا الواقع يقول إن خطيبك شخصية قادرة على تحمّل المسئولية، ومن الواضح أنه قد عايش المسئولية منذ فترة طويلة، مما جعله لا يفكّر في تلك المشاعر والاهتمامات، فلا مجال عنده للتفكير فيها، ولا تقلقي فمع الوقت والحب القائم بينكما سيتغيّر، ولكن لا تشعريه بذلك طول الوقت، فلا يحب الرجل أن يشعر أنه محط للتغيير، أو أن به عيبًا يعيقه عن أن يكون رجلاً بمعنى الكلمة مع من أحبها.
عزيزتي.. لا يختار أحد منا أهله، ولكن علينا أن نهتم بمن يحبوننا ويقدروننا، وأريدك أن تعلمي شيئاً وهو أنه حتى وإن ظلّ ينفق على أهله بعد الزواج على أن لا يظلم حق بيته في ذلك فلا ضرر من ذلك، وسيخلفه الله عليكِ بالخير، فمن له خير في أهله سيكون له خير فيكِ، كما أطلب منكِ أن تستخيري الله عسى أن يلهمكِ الصواب. وأتمنّى لك الخير،،،،