أنا أول مرة أبعت لفضفضة عشان آخد رأيهم في حاجة تخصني؛ بس يمكن عشان فاض بيّ خلاص، ومليت الحياة يا ريت تفيدوني في مشكلتي. أنا حبيته من ثانوي، ده بعد ما كان بيطاردني بنظراته، وبعدين عرفت إنه طلع جارنا، وبعدين استخرت ربنا وسألته إن كان فيه خير ليّ يدخل معايا نفس الكلية؛ مع العلم إنه مجموعه كان أعلى مني، بانت النتيجة ولقيته دخل الكلية معايا؛ مع العلم برضه إن إحنا ما كانش بيننا كلام أو أي حاجة خالص، نظرات بس. دخلنا إحنا الاتنين كلية علمية من كليات القمة، وبعدين صارحني بحبه، وفضلنا متعاهدين على الحب باقي سنين الكلية أول ما اتخرجنا جه وطلب إيدي وأهلي وافقوا؛ وخاصة إنه كان صاحب أخويا، بعد كده من خلال الجيرة وأصحاب من المسجد وكده. اتخطبنا ولبسنا دبل؛ بس للأسف كترت المشاكل بيننا والخناقات، وحسيت بتحكمه فيّ، بعدين اتخانقنا كتير أوي وقلت له: لا مش هننفع مع بعض، وقلعت دبلته، وبعتها له. بعدها دخل الجيش سنة طولها مش بنتكلم؛ بس هو كان بيحاول يرجع لي ومامته بتحاول ترجعني له، بعديها أنا تعبت أوي ورفضت كل العرسان اللي كانوا بيتقدموا لي لأني كنت باقارنهم كلهم بيه لأني بصراحة ما كنتش شايفة قدام عينيّ غيره. ضعفت وصاحبتي قالت لي ما ينفعش تتجوزي حد غيره طول ما إنتي بتفكري فيه لأنك لو اتجوزتي غيره هتفكري فيه وتخوني جوزك في سرك. بعدين أنا رجعت له دلوقتي وهو اعتذر لي عن كل اللي حصل؛ بس أنا كلّمته من ورا أهلي وهو في الجيش لما هو كلمني؛ مع إنهم قالوا لي ما ترديش عليه لو كلمك؛ بس أنا كلمته، وكمان قابلته، ووعدته إني أفضل جنبه، ووعدته كمان إن أنا أقف معاه قدام أهلي لو لزم الأمر. بس الحمد لله لما جه قالوا لي لو عايزاه اقبلي بيه بعيوبه، وما تشتكيش بعد كده لأنك هتتجوزيه وإنتي عارفة عيوبه، لو مش هتقدري خلاص. دلوقتي إحنا في وضع أنا مش فاهماه؛ إحنا مخطوبين؛ بس مش مخطوبين، كل ما نتكلم نتخانق ما بقاش فاهمني، دي المشكلة، مش حاسسني، قال لي اقعدي من الشغل قعدت رغم إن مرتبي يعدي 1000 جنيه وأنا محتاجاهم عشان التجهيز؛ بس قعدت إرضاءً ليه عشان بحبه بجد، وعايزاه ومش شايفة حد تاني غيره؛ بس -وآه من بس- الكلام انعدم بيننا، الله يرحم أيام زمان، كنا قمة التفاهم والتفاؤل والحب والاحترام، كل ده مات، دلوقتي أنا باستغرب على الخرس الزوجي إزاي بيحصل أهو بقى خرس خطوبي. أنا بعد العيد هيحددوا ميعاد الشبكة، وهو عايز يكتب الكتاب؛ بس أنا مترددة أقبل ولا إيه مع إني محتاجاه أوي ومحتاجة حنيته؛ هل الوضع ده هيتغير لما نكتب الكتاب، ولا لأ؟ هل اللي إحنا فيه ده بسبب بعدنا عن بعض؟ مش فاهمة. أنا عارفة طولت جدا جدا عليكم؛ بس عشان تعرفوا أبعاد الموضوع. آخر سؤال أعمل إيه معاه عشان أرجع معاه زي زمان أجوكم طلعوني من الهم اللي أنا فيه...... dori
أقدر حيرتك الفطرية يا صديقتنا، وأنا أصفها بالفطرية لأنه الوصف الملائم لهذا النوع من الحيرة.. وهو النوع الذي تستشفه من خلال أن تسمع شكاوى من شيء لا يرد خلال الحديث؛ ما يدلل على مخاوف ليس لها ما يبررها من تصرفات؛ فتتأكد ساعتها أنها حيرة فطرية للإقدام على قرار والخوف من الفشل فيه.. الموضوع ببساطة أن فتاك وخطيبك يحبك جدا، ومنذ زمن بعيد، ثم لم يخلف وعده لك، ولم يفعل كما فعل الكثيرون؛ بل تقدم لك بعد التخرج مباشرة، وهي صفة إيجابية تدل على أنه إنسان جاد، ثم ورضا أسرتك عنه يؤيد هذا الطرح، ثم حدث ما يحدث في معظم -إن لم يكن كل- الحالات المشابهة الخلافات والخناقات والمشاكل والأخذ والرد والتجاذبات وكل هذه الأشياء الطبيعية التي تحدث؛ ولكنها لديك أخذت قرار الانفصال. وجاء موعده مع البعد من أجل تأدية الخدمة في الجيش، ولكن رغم المشاكل السابقة -الخناقات التي ذكرتيها- وقرار الانفصال وما يترتب عليه من مشاعر سلبية؛ أقول رغم كل هذا إلا أن الحب بقي في قلبيكما ولم ينمحِ رغم كل ذلك، وهذا يدل على أنه حب كبير أكبر من مشكلات الحياة؛ وهكذا عادت المياه إلى مجاريها، لأن الحب انتصر. ثم ها أنت الآن تعيدين نفس الكرة وكأنك ما زلت مقتنعة بأن الحياة لا بد أن تسير دائما في وداعة ولين ودون أي مشاكل أو خلافات بين الشخصيات، إن ما يحدث بينكما كل يوم هو طبيعة الحياة والاختلافات الفطرية التي جبل الله كل نفس عليها؛ فلماذا تكون سببا في البعد مع أننا لو أخذناها في الاعتبار لن تؤثر على حياتنا؛ وخاصة مع هذا الرصيد الكبير من الحب بينكما.. كما أحب أن أوجهك إلى أن التغير الذي حدث بشخصية فتاك -وأنا أراه تغيرا بسيطا- ربما سببه المرحلة الجديدة التي هو فيها بعد مرحلة الجامعة إلى مرحلة المسئولية والحياة المادية والعمل والبحث عن تكاليف الزواج التي تُعيِي الجميع اليوم، وهذا ربما غيّر لديك صورته التي كانت أيام الجامعة من البساطة والسهولة وعدم الاهتمام بهذه الأمور التي جدّت لطبيعة المرحلة.. ألفت نظرك في النهاية إلى أن التزامه الديني وتمسكه بالمسجد والصلاة؛ وهذا يعطينا بعض الطمأنينة إلى أنه لن يظلمك أو يتعدى على حقوقك، وأن له من الدين عاصم عن أن يجور عليك.. فأقبلي يا صديقتنا على خطيبك وتفاهمي معه، وأوجدي معه وسائل اتصال، ولتكوني ملاذه ولتتفهمي طبيعة المرحلة الجديدة التي يمر بها، وربنا يوفقك..