السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أولا أنا باشكركم جدا على اهتمامكم بالرد عليّ في أي مشكلة بابعتها، لأنكم دلوقتي أصدقائي الوحيدين اللي أقدر أتكلم معاهم بحرية وأعرض أي مشكلة تواجهني وأكون واثقة من ردودكم عليّ. مشكلتي إني عندي 25 سنة، واتخطبت من 7 شهور خطوبة تقليدية لإنسان في سني، المشكلة إني تعبانة نفسيا من ساعة ما اتخطبت له، ومترددة جدا إذا كنت أكمّل معاه ولا لأ، أوقات باحس إني بحبه جدا وأوقات مابكونش طايقاه ونفسي أخلص منه، وفعلا محتاجة حد ينصحني، خايفة أكون اتسرعت في اختياري، هو إنسان أول ما اتعرفت عليه حبيته، لأنه وسيم وشيك وجريء خالص في تصرفاته، يعني ماكانش مر على خطوبتنا أيام وخد مني شوية حاجات أنا ماكنتش عاوزاه ياخدها، بس خدها غصب عني. يعني كان ممكن -سوري في الكلمة- يمسك دراعي جامد ويبوسني غصب عني أو يحضنني، وأنا الأول كنت باتضايق وأتخانق معاه وأعيط ويتأسف لي، بس يرجع لكده تاني، المهم إني كنت مستنية يوم سفره بفارغ الصبر لأنه شغال محاسب برة، كنت خايفة يزودها معايا وكنت خايفة من جرأته دي، وسافر فعلا من كام شهر، بس أنا مش عارفة إن كنت بحبه ولا لأ، أنا قلبي بيقول لي إني بحبه بس عقلي رافضه، ولو تسمحوا لي أقول لكم الأسباب، أولا إنه بعيد عن ربنا ومش بيصلي، وهو قال لي إنه شهواني جدا جدا.. ثانيا: إنه أقل مني في التعليم، لأن أنا دكتورة وهو خريج تجارة، بس مش دي المشكلة، المشكلة إنه لما سافر لقى نفسه مطرود من شغله، وهو حاليا لسه بيدور على شغل هناك ومالقاش حاجة، وبيفكر ينزل مصر تاني، يعني هو دلوقتي عاطل. ثالثا: إنه ابن أمه خالص، تصدقوا إنه لغاية النهارده هي اللي بتنزل معاه تشتري له لبس العيد بتاعه! وكان الأول لما كان شغال كل مرتبه كان يحوله ليها عشان توفره له، وراحت بفلوسه اشترت أرض وكتبتها باسمها، وكمان أمه بتقول لي إن بعد جوازه هيفضل يديها مرتبه عشان تجوّز أخوه زي ما هي جوّزته، وأنا هاكل وأعيش مع مامته وباباه، وباحس إن شخصيته ضعيفة؛ لما بتواجهه أي مشكلة بيعيط قدامي، ودي حاجة بتضايقني. رابعا: حماتي شخصيتها قوية جدا، تخيلوا رافضة تعمل لي فرح! وبتقول إن مش هيكون معاها فلوس لأنها هي اللي هتجهز ابنها! فأنا عرضت مرة بيني وبينها إني أنزل أشتغل وأوفر فلوس الفرح من ورا أهلي وافقت وفرحت جدا، وهي اللي بتدور لي على شغل دلوقتي، فحسيت إنها طمعانة فيّ، لأنها بتقول لي لازم تشتغلي بعد الجواز. خامسا والأهم: إني مخبية على أهلي كل الحوارات دي ومش معرفاهم إن خطيبي مطرود من شغله وعاطل حاليا، لأني عارفة إن رد فعلهم هيكون وحش، وأنا زي ما قلت لكم بحبه بقلبي مش بعقلي، وهل أنا غلطت في حق نفسي إني أخدت إنسان أقل مني في التعليم وكمان مش بيشتغل؟ أنا خايفة يقعد في البيت بعد الجواز ومامته اللي تصرف علينا، منظري هيكون إيه قدام نفسي وأهلي؟ وكمان هو شخصيته ضعيفة جدا قدام مامته، تصوروا مش بيخبي عليها أي حاجة بتحصل بيننا! وأي كلام بيدور بيني وبينه أو أي خناقة بتحصل بيني وبينه ألاقيه يروح يحكي لها ويخليها هي اللي تتصل بيّ وتصالحني عليه، أنا آسفة إني طوّلت بس كنت باحاول أوصل لكم الصورة كاملة عشان تساعدوني إني آخد القرار الصح وماندمش في حياتي على اختياري، هل هو مناسب ليّ ولا لأ؟ وهل أنهي معاه الموضوع ولا أستمر في مسلسل إني مخبية على أهلي مشاكله المادية وظروف شغله؟ مع العلم إن مامته قالت لي إنه لو قصّر هي اللي هتجهزني، بس بعد الجواز، اللي هيحصل إن هي برضه اللي هتصرف عليّ، أنا خايفة إني أسيبه وأعنّس وإخواتي الأصغر مني اتجوزوا قبلي، وخايفة أكمّل معاه وأندم باقي عمري على اختياري، وعلى فكرة، كلمة أخيرة.. هو طيب معايا وحنين جدا وبيحبني خالص؛ أرجوكم أنا محتاجة إنكم تساعدوني آخد قرار حياتي ده، وشكرا على إنكم سمحتوا لي إني أفضفض اللي جوايا وأنا مطمنة.
red_sky660
الصديقة العزيزة.. أشكرك على ثقتك الغالية في موقعنا، وأتمنى أن يكون ردي على مشكلتك وافيا بإذن الله تعالى. ولكن يا عزيزتي امتلأت رسالتك بالكثير من التفاصيل والتناقضات؛ دعيني أتحدث معكِ فيها نقطة نقطة: في البداية أنتِ ذكرتي أنكِ تحملين لهذا الشاب بداخلك مشاعر متناقضة، أحيانا تحبينه جدا وتتعلقين به وأحيانا لا تطيقين حتى سماع صوته أو رؤيته، ولكن يا عزيزتي لا يصح أن تكون هذه الحال على الدوام، وإنما يجب في النهاية أن يغلب أحد هذين الشعورين على الآخر، وما أستغربه أنكِ ما زلتِ في بداية هذه العلاقة، فكيف لكل ذلك أن يجتاحك في وقت واحد؟! فأنتِ في ال25 من عمرك وتقلّب المشاعر في هذه السن ليس بالأمر الصحيح، وعليكِ أن تقرري بداخلك أيهما يغلب على الآخر، فلا بأس بالقليل من الملل والضيق، ولكن ليس إلى هذه الدرجة التي وصلتِ إليها الآن. ولكن عندما قرأت يا صديقتي سبب اختيارك له من البداية فأجد هنا أنكِ قد انبهرتي بمظهره الخارجي وأناقته وأسلوبه الجريء، لا أقول إن هذا ليس مهما، ولكن يجب أن يكون اختيارك على أساس داخلي وخارجي، والداخلي هو الأهم، فالشكل الخارجي ليس باقيا، وإنما الروح الداخلية هي التي ستعينك على البقاء بقية حياتك معه في أمان وهناء، هذا إلى جانب رفض عقلك له، فاعتمادك على قلبك لن يجدي نفعا في مثل هذه العلاقات. أما عن جرأته وفعله ما ذكرتيه ورضاكِ عما يفعله في نهاية الأمر فلا يمكن أن ألومه على ذلك؛ فهذا ليس خطأه، فأنتِ من قدّم الأمر له على طبق من فضة، فلو وجد الصد من أول الأمر لما فعل ذلك مرة أخرى. أما عن الأمور التي ذكرتيها عنه والتي أراكِ تتحدثين عنها كمن يعرف أن نهاية الأمر محتومة ولا يوجد غير أن تتركيه، وذلك وفقا لما ذكرتيه: - هو إنسان شهواني بالنسبة إليكِ، ولكن دعيني أوضح لكِ يا عزيزتي كونه شهوانيا، فليس هذا دليلا على سوء خلقه، فهي رغبة قد منحها الله لخلقه كي يمتعهم بها في الحلال وليس في فترة الخطوبة. - كونه لا يصلي هو أمر يمكن علاجه بمساعدته ودفعه نحو ذلك من خلالك أنتِ، كأن تطلبي منه أن يداوم على الصلاة معكِ وكأنه أمر طيب تتشاركانه معا، ويكون لكِ أجر عليه. - فارق التعليم بينكما أنتِ تعرفينه من البداية، وليس هذا الفارق كبيرا، فكونه جامعيا وأنتِ أيضا أمر لا يختلف عليه الكثيرون، واختلاف المجال لا يعطي للأمر صبغة "فرق السما والأرض" ولكن فارق الثقافة هو ما يجب أن يوضع في الاعتبار، وأنتِ لم تذكري أنه يتصرف بطريقة الأميين أو غير المتعلمين. - مسألة بحثه عن عمل: هذا لا يقلل من شأنه على الإطلاق، فالأمر فقط يحتاج إلى قليل من الصبر والمجاهدة منه، وتشجيعك ودفعك له إلى البحث، وسيجد بإذن الله عملا ليكمل مشواره الذي بدأه، مع العلم أنه لم يسافر ويتغرب إلا ليكمل حياته معكِ فيما بعد. - مسألة حبه وطاعته العمياء لوالدته: هذا أمر مقدور عليه، فللطاعة حدود، وكونها عمياء يمكنها أن تبصر بكلامك وحديثك معه ووضع أسس لهذه العلاقة، وتحدثي عن كل ما لا تقبلينه، وعدم رضاكِ عنه من مصروف البيت، ودخْل زوجك إن كان كبيرا فمن الممكن أن يساعد بما يتبقى لمساعدة أخيه على الزواج، وإن لم يتبقَ فعلى أخيه أن يكافح لكي يتزوج مثلما فعل أخوه، فما العيب في ذلك؟! - أما عن تدخلها في حياتك فهذا أمر غير مقبول، لأنه لن يمتد إلى حياتكما المادية فقط، بل إلى حياتكما الزوجية والإنجابية، لأنه من الواضح أن خطيبك لا يخفي عنها شيئا، والله أعلم بما سيليها، فيجب أيضا أن تتعلم والدته أن هناك حدودا لهذه العلاقة وحدودا لطاعتها بكل احترام وأخلاق، وعلى والدك أن يعلم بما يحدث، فلا داعٍ لإخفاء الأمر عليه، وعليه هو أن يضع تلك الأسس التي تحدثنا عنها حتى يلتزم بها خطيبك، ولا يضعك أمام والدة خطيبك لتكون الاتفاقات بينك وبينها، ولكن اجعلي وليّ الأمر هو صاحب القرار في هذا الموضوع. - وأخيرا يا عزيزتي اسمحي لي واعلمي أن الزواج قسمة ونصيب، فلا تدعي فكرة العنوسة تسيطر على قراراتك المصيرية أو مستقبلك، فربما هذا درس نتعلم منه ولا نكرر خطأه، ونصيحتي لكِ أن تتحدثي مع خطيبك وتعلمي منه ماذا سيكون قراره دون أن تتدخل والدته في أي شيء، واحرصي على عدم علمها لأنه لو استمر فيما يفعله فإنه لن يليق بكِ في نهاية الأمر أن تكوني متزوجة منه اسما فقط، وفعليا من والدته، والنهاية معروفة قبل أن تبدأ.. مع تمنياتي لكِ بالحياة السعيدة دائما.