السلام عليكم ورحمة الله.. في البداية شكرا جزيلا على الخدمة الجليلة اللي بتقدموها.. وجزاكم الله عنا كل خير. ثانيا أحب أعرض مشكلتي وأتمنى إنكم تقرأوها بصبر، وألا تردوا عليّ الرد الشائع بعد قراءة أول جملة، وقبل أن تنظروا لمشكلتي من جميع الجوانب.
أنا عمري حوالي 25 سنة، وبدأت مشكلتي قبل 5 سنوات أثناء دراستي الجامعية في إحدى كليات القمة؛ حيث أحببت أستاذي، وحاولت أن أحتفظ بهذا الحب لنفسي لعلمي التام وقتها أن هذا حب محكوم عليه بالفشل.
ولكن دارت الأيام ودون الدخول في تفاصيل كثيرة عرف أنني أحبه وأحبني مثلما أحبه، وقال: "لي أنت تعرفي إن الزواج أمر مستحيل"، فقلت له إني لم أطلب منه أن يتزوجني؛ ولكن عندما شعرت أني أنزلق إلى منطقة خطر سارعت بالابتعاد عنه لفترة تألمت خلالها ألم فوق الوصف؛ فقد أحببته بكل ما أمتلك من مشاعر الأنثى، صببت كل هذا في بوتقة حبه حتى صار حبه يملأ كل كياني وروحي.
فوجئت بعدها أنه يرسل لي رسالة بعد عدة شهور يقول لي إنه يفتقدني، وإنه لا يستطيع العيش دوني.. فذهبت لكي أراه، وكنت أفتقده بشدة؛ ولكن بعدها رأيت أنه لا أمل من هذه العلاقة؛ فقلت له إني سأبتعد؛ ولكني أحبه وسأظل أحبه ما حييت.
ومرّت سنوات ومشاعري لم تتغير، وكان هو قد أرسل لي مرة رسالة تهنئة بالعيد وردّدت عليه؛ ولكن انتهي الأمر عند ذلك.
قالت صديقاتي لي إنه لا ينهي الحب إلا حب آخر متكافئ، وظلّلت انتظر لعل هذا الحب يأتي يوما.. ومنذ عام جاءني زميل عمل وقال إنه معجب بي منذ فترة، وكان إلى حد ما وسيما، وخفيف الظل، وكان من عائلة غنية، ويمتلك أكثر من سيارة، وشقة كبيرة؛ أي أنه ربما يكون فتى الأحلام لكثير من الفتيات، وحاولت أن أتعود عليه وأحبه، وأن أضع نفسي في مود الحب، وأنا أقنع نفسي أني قد أحببته، ونسيت حبي القديم.. إلى أن جاء يوما وقال لي إنه يرغب في زيارتنا بالبيت قلت له: "علشان الخطوبة يعني؟"، فقال: "ولماذا الخطوبة؟!! أنت تعرفيني من فترة وأنا جاهز فيمكن أن نقرأ الفاتحة، وبعدها نجهز البيت ونتزوج بعد شهرين!"، وصعقت عندما سمعت كلمة زواج بهذه السرعة، ولم أتخيل نفسي أبدا معه في منزل واحد، أو أنه يمكن أن يلمسني.. وتأكدت أني طوال فترة التعارف كنت فقط أخدع نفسي وأضع نفسي في حالة حب، بينما أنا لا أحبه، وفعلا كنت ظالمة حتى لو لم أدرِ.
المهم أني بعد فترة من مزيد من الألم كنت أتمنى أن أطمئن على الإنسان الوحيد الذي أحببته؛ فقررت أن أرسل له رسالة أطمئن عليه، فردّ على رسالتي على الفور وقال إنه يتمنى أن يراني، فذهبت إليه.. وعندما سألني عن أخباري قلت له كل ما حدث في حياتي منذ تركته، فقال لي إنه كان يتعذب أيضا، وكان يتذكرني في كل وقت، وقال لي إنه يتمنى أن يتزوجني، وأن يترك زوجته -وهي للعلم غير مصرية وغير مسلمة- وعلى استعداد لأن تتركه إذا راضاها ماديا وكذلك أولاده؛ لأنهم يظنون أنني أطمع في شيء ما من والدهم؛ رغم أني ويعلم الله كم أحبه، ولا أريد شيئا سوى أن أكون قريبة منه.
أريد أن أعرف ما هي المشكلات إذا تزوجنا؟ ولماذا يهاجم الجميع مثل هذا الزواج؟؟ أنا فعلت كل ما في وسعي على مدار سنوات حتى أنسى ولكن فشلت.. حتى أيقنت أن هذا الإنسان هو حب عمري ولن أحب غيره ما حييت.
نقطة أخيرة ربما كان المفروض أن أضيفها قبل ذلك ولكن أجلتها حتى لا تؤثر من البداية على حكمكم على مشكلتي؛ وهي أنه نظرا لظروف نشأته خارج مصر وحياته بالخارج فترة طويلة فهو مع الأسف غير متدين ولا يصلي، ومع الأسف يشرب؛ ولكن أنا عندي أمل كبير أن يتوقف بعد الزواج، وأن يغير أسلوب حياته، وسوف أصبر عليه لأقصى الحدود حتى يهديه الله.
أرجوكم أجيبوني سريعا وآسفة جدا على الإطالة.
ملاحظة مهمة.. ربما تكلموني عن الإنجاب، وأنه سيكون غير ممكن أن ننجب إذا تزوجنا؛ ولكن بالنسبة لي لا مشكلة؛ حيث إنني لا أرغب في أن يكون عندي أطفال حتى قبل معرفتي بهذا الإنسان.
moly
يستعر الحب ويشتد لهيبه كلما كثرت العوائق بين الحبيبين، وقصتك مع هذا الرجل من بدايتها كلها معوقات وممنوعات؛ وهو ما جعلك تتمسكين به أكثر، ويشتعل حبه في قلبك المشبوب، وتفكرين في المزيد من المشكلات لك وله ولأهلك، ضاربة بكل شيء عرض الحائط إلا هذا الحب الملعون.
تعال نتدارس معا موضوعك بالعقل بعيدا عن القلب وأوجاعه، ولننظر إلى الجهة المقابلة أي الشخص نفسه: أنت تحبينه، فهل هو يحبك؟
أشك في ذلك؛ لأنه لم يتحرك تجاهك قدر أنملة لتتويج هذا الحب وإخراجه إلى النور والزواج منك؛ حتى ولو دون رغبة أهلك -مع تحفظي على هذا- لقد رأى الحب في عينيك في أثناء الدراسة، وكثير من الطالبات يقعن في غرام الأساتذة لما يحيط الأستاذ الجامعي من هالة تجعله مزيجا من الأب والفارس والقائد والأمير والملك الذي يتوجها على عرش الإناث بالكلية.
لقد رأى الحب في عينيك مثل الكثيرات؛ ولكنك عجبته فاختارك دون زميلاتك، وهو سعيد بالفتاة الصغيرة التي تذوب فيه حبا، ويحرص على استمرار الوضع على ما هو عليه وهو لا يخسر شيئا، وتظلين أنت تحبينه، وعندما يصحو عقلك وتفكرين في البعد يرسل لك رسالة ليشدك إليه مرة أخرى؛ حتى لا تطير العصفورة من شراكه، لقد قال لك إنه يفتقدك؛ ولكن هل قال لك إنه لن يتنازل عنك ويتزوجك تحت أي ظرف كما تحاولين أنت؟
إن كل ما ذكرتيه في رسالتك أنه قال لك إنه يتعذب ويتمنى أن يتزوجك بعدما ذكرته بنفسك بعد فسخ خطبتك، لقد عادت إليه اللعبة الجميلة بأرجلها.. فماذا هو خاسر إذا قال لها كلمتين حلوين يريح قلبها ويستمتع بعبوديتها ولن يخسر شيئا؛ خاصة أنك الآن خارج الحرم الجامعي ولن يخشى على سمعته من العلاقة معك في مجال العمل.
إن بعض أساتذة الجامعة ومدرسي البنات في التعليم الثانوي عندما يجلسون مع بعضهم في جلسة رجولية يتباهون بعدد الطالبات اللاتي وقعن في غرامهم، فهذا يقول أنا معايا ستة، وذاك تسعة إلخ؛ ولكن ضميرهم وعقلهم الراجح يكتفي بحب الطالبات له ويتوقف عند ذلك، حتى تفيق الطالبة من غفوتها، وتعرف أنه لن يتزوجها أو حتى يشعر بها، وينتهي الأمر عند هذا الحد في أغلب الأحوال، ولكّن حظك العاثر أنك وقعت مع أستاذ لا ضمير له، التقط خيط حبك، وكبلك به، وقد تأكد من حبك له من مجرد النظر إليك.. إنها الخبرة يا عزيزتي، فالحب مثل الكحة لا يمكن إخفاؤه؛ وخاصة على العين التي لها خبرات سابقة.
من رسالتك وضح أنك أنت التي تبادرين دائما ببدء العلاقة أو إعادتها وهو -كتر خيره- يردّ عليك فورا.. طبعا يرد وفورا، فأنت المتنفس له من المشكلات التي يتعلل بها كثير من الرجال لإيجاد مبرر لعلاقات أخرى يرفضها العاقلون.
إن الفريسة أتت بقدميها فلم التراجع؛ وهي لن تكلفه حتى نصب الشباك؟؟! إنه رجل لا دين له، فهو لا يخشى الله ولا يصلي ويشرب الخمر -فهو مرتكب كبيرة- فكيف يرعى الله فيك؟! ابحثي عن القيم في حياته؛ ماذا يدريك أنك الطالبة أو الإنسانة الوحيدة التي أقام معها علاقة؟
لقد قلت في رسالتك: "عندما شعرت أني أنزلق إلى منطقة خطر ابتعدت".. من الذي جرك إلى منطقة الخطر؟ أليس هو؟ وأنت التي ابتعدت؟
أنا لن أقول لك ابتعدي؛ لأنك لن تفعلي كما هو واضح من رسالتك، لكن أقول لك أطلبي منه الزواج، وأخبريه أن أهلك موافقين عليه، وأتحداك لو استجاب لك.
ولكن لا تقولي له هذا الهراء الذي ورد في نهاية رسالتك؛ وهو إنك ستتزوجيه بعيدا عن موافقة أهلك، وأنك لا تريدين أبناء.
فإذا استجاب لرغبتك فورا -كما رد على رسالتك فورا- أخبري والديك بالأمر، وأنك ستتزوجيه في جميع الأحوال.
فالرد على الرسالة سهل؛ ولكن التخلص من زوجة وأبناء وإقامة بيت جديد ليس بالأمر السهل، وإذا ذهبت طالبة جاء إليه عشرة لا يكلفونه شيئا سوى الرد على رسالة، ولقد قال لك في بداية العلاقة: "الزواج أمر مستحيل".
أيتها المتفوقة خريجة إحدى كليات القمة.. لقد اجتمعت عليك مجموعة من الرغبات والسمات الشخصية تكاد أن تفتك بك، الميل نحو الجنس الآخر، والرغبة في التميز على زميلاتك، وعناد الفائقين، والظروف الصعبة التي تتمسكي بتحطيمها أو القفز عليها، واللاعب الذي يتسلى بك ولا تستطيعي الفكاك منه، إنك تقتلين نفسك.. فلتفعلي.