أنا عندي 16 سنة مترددة ومش عارفة آخد قرار في أي حاجة تخصني، فقد تقدم لي شاب محترم ومؤدب جدا ومرتاح ماديا ولقد تعاملت معه ولم يحسسني أنه معجب بي حتى لم يكن يحسسني بنظراته لي، وأنا معجبة بابن خالتي فهو محترم لكن لسه شاب مبتدئ وبسيط وأحس أنه بنفس الإعجاب، ولقد فاتحت والدته والدتي في ارتباطي به ولكن أنا أريد أن أنتظر حتى يكتمل نضجي وأقابل إنسان كويس، بس عندي مشكلة أنا أهلي مقتنعين بالشاب المقتدر لاحترامه وقيمته ومركزه الاجتماعي، فأنا لا أريد أن أزعلهم ولا أريد الندم.. من فضلكم ساعدوني. ل.ر
صديقتي: حقيقة عمرك 16سنة ولكنك تفكرين بالعقل والمنطق الذي يليق بمن في العشرين وأكثر. ومشكلتك حلها بسيط وهو أن تقبلي خطبة من يتقدم لك وفيه كل المواصفات التي ترضيك وترضي أهلك على أن تشترطي ألا تتزوجي إلا بعد دخولك الجامعة أو في سن ال20 مثلا حتى ينضج تفكيرك وقدرتك على تحمل مسئولية الزواج والزوج والبيت ومتطلباته والأولاد إذا رزقك الله (تبارك وتعالى) بهم. وفرصة الخطبة هذه ستجعلك تكتشفين حقيقة خطيبك هل هو مؤدب وذو أخلاق منعته أن يعبر لك عن حبه لك دون ارتباط ولا هو بارد وعاوز يتزوجك من غير حب؟!! فمن الرجال صديقتي من يلتزم بالدين ويعرف أن تعبيره عن الحب بالنظر أو بالكلام أو بغيره قبل الارتباط حرام، ويفضّل أن يقال عليه كما قلت أنت على من يتقدم لك على أن يُغضِب الله. وكلامي معناه أنك لو اكتشفت بعد الخطبة أن هذا الشاب المتقدم لك ليتزوجك لأنه يحبك، ولم يعبر لك عن حبه؛ لأنه ملتزم بالدين والأخلاق فتمسكي به وحافظي عليه فمن نعم الله على العبد أن يرزقه زوجا صاحب دين وصاحب أخلاق عملا بقول الحديث الشريف: {إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوّجوه}. كذلك صديقتي اقتربي من الله (تبارك وتعالى) بالصلاة والدعاء وصلاة الاستخارة بالذات ليدلك على الصواب ويختار لك مما يرضيه (تبارك وتعالى) من آمالك ما تريدين. أما موضوع ابن خالتك فهذا لا وقت له، فالزواج يلزمه شاب يملك مفردات الزواج وليس شابا مازال في أول الطريق. كما أن ما بينك وبين ابن خالتك من مشاعر لم يعتبرها أهلك ولم يوافقوا على كلام أمه لأمك بل وافقوا على المتقدم لك لاعتبارات كثيرة منها: أن ابن خالتك ليس جاهزا، وأن أي خلاف بينك وبينه في حال زواجكما معناه خلاف بين أمك وأمه، ومعناه أن العائلة تنقسم إلى قسمين قسم مع أمك وقسم مع خالتك... إلخ الخلافات العائلية التي تنشأ بسبب زواج الأقارب. كذلك أحب أن أنبهك أن حب ال16 سنة مع ابن خالتك حب مراهقة يتغير بتغير السن وبتغير الظروف. وأن الحب الدائم المستقر الذي يعيش العمر كله يبدأ بالعقل كما فعل خطيبك ثم بالقلب ثم بالعشرة بالمعروف ثم بحب الأطفال فلذات الأكباد، وهكذا تظل حياتك في حب دائم ومستمر إلى نهاية العمر. بمعنى حب يبدأ بالزواج، وليس حبا ينتهي بالزواج.