الحب الطاهر النقي بين قلبين لا يعرف المستحيل.. لكن إذا تسلل الشيطان بينهما. وتحول الحب من القلب إلي الجسد، فقد الحب رونقه. ليصبح جحيماً يهلك صاحبه. وإليك قصتي.. أتابع بابك منذ زمن، ولم أتخيل في يوم من الأيام أني سوف أرسل لك، والآن بعد أن أصبحت مشكلتي تنغص عليّ حياتي، قررت أن أرسلها لك، لعلي أجد بين سطورك حلاً يريح فؤادي. أنا فتاة في الرابعة والعشرين من العمر، علي قدر كبير من الجمال والخلق الكريم، أعمل في وظيفة محترمة، مخطوبة منذ فترة قصيرة لشاب لم أشعر بالحب تجاهه، في عملي قابلت زميلاً لي في نفس عمري، متزوج ولديه طفل، مثله مثل باقي الزملاء الذين أعرفهم في العمل، لكن بمرور الوقت وجدت نفسي أتحدث معه أوقاتا كثيرة، كان يحكي لي فيها عن كل شيء. ومرت الأيام.. حتي توطدتاً علاقتنا تماماً، فقد كنت مستمعة جيدة يبوح لها بكل شيء وأحياناً أحكي له عن كل ما يعكر صفو حياتي، كنا نتناقش في كل شيء كالمرتبطين، وكنا نتطرق في الحديث إلي العلاقة بين الرجل وزوجته، لأننا نثق في بعضنا ثقة عمياء. لا أكذبك القول سيدتي وجدت نفسي أنجذب إليه وأفكر فيه طوال الوقت، لا أعرف كيف تحولت دفة مشاعري كلها نحوه؟ وسمحت لنفسي أن انجرف وراء هذا الحب، اشتاق لرؤيته كثيراً، وعندما يتغيب عن العمل أشعر أنني وحيدة فقدت شيئاً. وعندما يتصل بي ولم أرد عليه يعاتبني بشدة. لا أطيل عليك سيدتي إنني أشعر أنه يريدني جسدياً، هو لم يقلها، لكنني شعرت بها في طريقة كلامه فأنا لا أستطيع أن أنساه، ولا استطيع الكف عن التفكير فيه.. أحبه وأريده كزوج وليس صديقة يقيم معها علاقة حميمة، ولكني لا استطيع أن أقول هذا الكلام. أشعر أنني ضائعة، لا أعرف ماذا أريد؟ لكنني لا أعرف لماذا أنا مستمرة في هذه العلاقة.. أرجوك.. لا تهملي رسالتي وأخبريني قبل فوات الأوان. المعذبة ش. م الكاتبة: أري الخطر يقترب منك، والحذر الشديد هو المطلوب الآن. فأنت عزيزتي كالمخدرة لا بفعل عقار أو مخدر لا قدر الله ولكن بفعل مشاعر متأججة تتصاعد داخلك، وتشتعل نيرانها، وربما أكلت تلك النيران الأخضر واليابس في حياتك! أنت مدركة تماماً لطبيعة العلاقة التي تربطك بهذا الزميل، الشاب. إنها علاقة انجذاب جسدي في المقام الأول وهذا ليس عيباً ولا يمثل مشكلة إذا كانت ظروفكما مناسبة للارتباط والزواج. ولكن انظري إلي حياة هذا الحبيب.. إنه متزوج وأب لطفل صغير. كما أنه لم يتحدث معك أبداً باعتبارك زوجة المستقبل.. أو الإنسانة التي سوف يقلب حياته من أجلها بأن يتزوجك مع وجود زوجته الأولي أو أن يطلق زوجته وأم ابنه ويتزوجك. هو أساساً لم يطرح هذا العرض، لسبب بسيط، إنه لم يرد إلي خاطره، إنه كأي رجل متزوج يحافظ علي ذلك الكيان القائم: الزوجة والأولاد.. ولا يسمح لأحد بالمساس به. لكنه في الوقت نفسه يتسلي بعباد الله من الفتيات والسيدات علي أساس أننا نعيش في مجتمع ذكوري لا يري في خيانة الرجل لزوجته بإقامة علاقات خارج مؤسسة الزواج عيباً، لكنه يستهجن ذلك، ويوصمه لو كانت الفاعلة هي المرأة! والغريب أن الأديان لم تفرق بين الرجل والمرأة بهذا الخصوص فللزاني والزانية مائة جلدة. وحكم الشرع واحد تجاه الرجل والمرأة إذا ما اقترف أحدهما هذه الخطيئة. المهم الآن عزيزتي.. هو أن توقظي نفسك من »غيبوبة الحب« هذه. فأنت فعلاً مخدرة بتلك المشاعر القوية التي تضعف مقاومة الإنسان، لكن لا يجب أن نستسلم لها. فالاستسلام في هذه الحالة معناه انهيار كل شيء، وتحطيم كل أمل في حياة طبيعية.. سليمة.. تسعدين خلالها بصحبة زوج تحبينه ويحبك وأولاد يملأون حياتك. ابتعدي بكل قوة وإرادة وإصرار عن هذا الشاب.. واقتربي أكثر من خطيبك وأصدقائك وأقربائك.. لا تستسلمي لمشاعرك فهي مهلكة في هذه الحالة. وتأكدي أنك لو لم تفعلي ذلك فستصبحين مجرد عشيقة لهذا الشاب تؤنسين أوقاته، وترضين غروره. فهل ترضي علي نفسك ذلك؟ هل يسعدك أن تكوني نديمة وعشيقة؟ هل سوف يرضي ضميرك أن تغضبي ربك وترتكبين معصية وتحملين الإحساس بالذنب ليلاً ونهاراً؟ أرجوك.. ابتعدي عن هذا الطريق.. تقربي إلي الله.. وكوني مع خطيبك معظم الوقت حتي تشعري بالانتماء إليه، والاعتياد عليه. واغلقي كل الأبواب أمام هذا الزميل الذي حاول أن يصطاد في الماء العكر، فقد التقط من كلامك عدم انجذابك لخطيبك، فبدأ هو في إحاطتكم بالرعاية والاهتمام حتي اعتدت علي صحبته، وشعرت بالانجذاب عاطفياً وجسدياً إليه. إن الخطر الحقيقي يحيطك من كل جانب. انتبهي.. واهربي من نيران الضياع!