محتاجة رأيكم في مشكلتي.. أنا كنت متجوزة وجوزي كان بيعاملني معاملة سيئة؛ من ضرب وإهانة، وما اتفقناش واتطلقنا، وبعد فترة عملت إيميل على النت، وطبعا اتعرفت على ناس من الشات، وواحد من الناس دي قل أدبه بكلام خارج وصدّيته، وكنت حاطة صورتي علشان صاحبتي تشوفها؛ لكن هو شافها صدفة، ومن وقتها وهو مُصرّ على الزواج مني وفاتحني كتير. هو من بلد بعيدة شوية عن بلدي، وقلت له إني عندي شقة، ومش عايزة أبعد عن والدتي؛ لأني بنتها الوحيدة، قال لي وافقي بس وأنا هاسكن عندك، وشغلي يتدبر عندك مش مشكلة. إزاي يا جماعة أتأكد إنه مش طمعان فيّ؛ علشان شايف عروسة جاهزة أو إنه أصلا مش بيتسلى بيّ. علما بأنه ذكي ومش دايما بيقول اللي في دماغه بسهولة، هو ماكانش مرتبط قبل كده، فقلت له ليه تتجوز مطلقة؟؟ قال لي ارتحت لك وبحبك، ومش عايز أسيبك. Ola love عزيزتي الساذجة جدا.. واعذريني في قولي هذا، قالوا في المثل قديما: "تعرف فلان.. أيوه أعرفه.. عاشرته.. لا.. تبقى ما تعرفهوش". هذه هي حالتك؛ أنت تزوجت رجلا، ومن سوء حظك أنه كان رجلا سيئا لا يستحق أن يبني بيتا أو أن يكون رب أسرة، فتلك المعاملة التي تذكرينها والتي كان يعاملك بها لا تليق بإنسان بأي حال من الأحوال، وحمدا لله أنه خلصك منه بأمان. ومع الأسف أنك لم تجدي شيئا لتملئي به فراغك بعد الطلاق إلا النت والشات، أعلم جيدا أن النت والشات ليس بهما شيء في حد ذاتهما وكلنا نتعامل معهما؛ ولكن وسيلة التعامل معهما هي ما تحدد جودتهما من سوئهما. ولم تكن خطوتك باللجوء إلى الكمبيوتر لملأ فراغك بعد الطلاق سيئة؛ مع العلم أنه توجد أشياء أخرى كثيرة جيدة لملء الفراغ بطريق إيجابية غير الكمبيوتر؛ مثل: العمل في أي مجال يلائمك، أو شغل فراغك ببعض الأعمال الخيرية؛ لتكسبي وقتك في شيء جيد، وتأخذي عليه الثواب؛ ولكن ما دام أنت ارتضيتِ النت والشات فلا مانع هنا؛ ولكن المانع هو أنك استغللتِ الموضوع في شيء يخالف تماما المطلوب منه، فالنت والشات عزيزتي لم يُخلقا للحب والزواج؛ بل على العكس إنها أسوأ طريقة للزواج؛ إلا إذا كانت بشروط خاصة ليست حالتك من ضمنها. أما طريقتك عزيزتي هذه لا أقرها أبدا؛ فمهما فعل ومهما قال لك من كلمات الحب؛ فأنت لم تري شيئا، ولا تعرفي عنه أي شيء غير الذي قاله لك هو عن نفسه، وأنت بنفسك قلت هذا أنك لا تعرفين إن كان يطمع فيكِ أم لا؟ لكونك جاهزة ولديك الشقة وكل شيء. ببساطة أنت عروس جاهزة من مجاميعه، أو على الأصح لقمة سائغة.. صدقيني يا عزيزتي هذا الشاب نصّاب من أول شعرة برأسه إلى أخمص إصبعه، فالشاب الذي يبدأ حديثه مع إنسانة لا يعرفها بأسلوب خارج تكون هذه حقيقته، وكل ما بعد ذلك ما هو إلا تصنّع، فها هو يسهل لك الأمور؛ فيوهمك أن ترك عمله ليس مشكلة ويمكن تدبيره، وربما يكون دون عمل مطلقا، وأنه من صيادي النت الذين يتصيدون الفتيات الساذجات من أجل أموالهن، أو من أجل ما هو أسوأ، فلقد رآك مستعصية عليه ورفضت كلماته المسيئة، فطمع بك وأراد أن يصل لك بشكل آخر، فأنتِ مُطلقة وشابة، وفي اعتقاد البعض أنك صيد سهل. عزيزتي.. ما أدركه تماما أنه لا يصلح للزواج على الإطلاق، وأن الأمر لا يستحق الحيرة؛ فهو واضح وضوح الشمس، إنها حيلة من شخص سيئ يريد استغلال ظروفك في أشياء لن ترضيك، فهو لم يرك، ولم يحبك، ولن يحبك؛ كل ما في الأمر أنه يريد استغلالك. فنصيحتي لك أن تغلقي تلك النافذة بينك وبينه، ويوجد أشياء أخرى مفيدة على الكمبيوتر حاولي استغلالها إن أردت اللجوء للكمبيوتر، وأقنعي نفسك بأن الزواج لا يكون بهذه الطريقة أبدا، وعندما يجيء نصيبك سوف يكون بطريقة سليمة مشروعة أنت تعرفينها والجميع يعرفها، اتركيه دون أسف.. وليوفقك الله لما فيه خيرك.