أنا كنت مرتبطة بزميل لي في الكلية، وهو جه هو وأهله، واتفقنا على الخطوبة، وحددنا الميعاد؛ بس فيه شوية مشاكل؛ إن هو عصبي جداً، ولما بيتصعب ممكن يغلط في الكلام، وساعات صوته بيعلا. آخر مرة اتخانق معايا قال لي: إني مش محترمة؛ عشان نزلت خرجت مع أصحابي البنات.. وبعد كده فِضِل يتأسف لي؛ بس أنا كنت خلاص مش قادرة، وما قدرتش أقول لماما عشان ماتحصلش مشاكل، عرّفت أختي بس لأني كنت مخنوقة ومش قاردة أسكت؛ بس بعد كده ماقدرتش أرجع معاه عادي، كنت حاسة إن فيه سدّ بيني وبينه، وهو اللي بناه بأسلوبه.
وكذا مرة يكون بيكلم ماما وصوته يعلا عليها، وكان بيستغرب، أنا ليه متغيّرة.. هو عايز يغلط وأوّل ما يتأسّف أسامحه ولا كأن فيه أي حاجة؛ في الوقت اللي هو مش بيقبل أسفي لو غلطت، ولو مرة غلطت واعتذرت يفضل يفكّرني بيها كل شوية.
وفي يوم اتخانقنا خناقة كبيرة راحت ماما قالت له: خلاص مش عايزين الجوازة دي، والموضوع انتهى.. وأنا برضه كلّمته؛ بس هو فضل قافل موبايله حوالي أسبوع.. ولما كلّمت مامته قالت لي: إنتِ غلطانة عشان بتحكي للي عندك على المشاكل اللي بينكم، وبعد كده كلّمته، وقال لي إنه بيحبني؛ بس مش هيخطب ولا هيتكلم في أي حاجة غير بعد 3 سنين، يكون خلّص الكلية.
أنا حاسة إنه بيستغلّ تمسّكي بيه واحتياجي ليه لأني بقيت حاسة إن حياتي كلها متوقّفة عليه؛ على الرغم من عيوبه اللي أنا شايفاها.. هو على طول عايز يحبسني في سجن: نازلة فين؟ وطالعة فين؟ كلّمتِ مين؟ وحدّ بصّ لك؟ ومش عايزني أنزل من البيت غير بمزاجه.. غير كده يفضل يقول لي: إنتِ مريضة، وإنتِ مجنونة، وخلّاني فقدت الثقة في نفسي.. ده غير عصبيّته.. بس لما بنكون متصالحين بيكون كويس أوي معايا وحنيّن جداً.
أنا تعبت أوي وماقدرش أعيش من غيره، وفي نفس الوقت عيوبه ساعات بتضايقني، وكمان لاحظت إنه في سنة بِخِل، وأنا باقول: يمكن مع الوقت يتغير.. مش عارفة.
lolaa
أختي الصغيرة، أشكرك على ثقتك الغالية في موقعك "بص وطل"، وأيضاً على صراحتك في طرح مشكلتك لتستفيد منها كثيرات ممن لا يفهمن المعنى الحقيقي والخالد للحب؛ ألا وهو الاحترام.
صغيرتي، الحب كالبنيان، لكي يكون راسخاً لا تهزّه أي ريح عاتية كانت أو هادئة، لا بد أن يكون مكتمل الأركان متماسكاً لأبعد حدود، لا تشوبه شائبة، وأرى أن الاحترام بمثابة أرض صلبة وسقف مُحكم لهذا البنيان، وباهتزازه يهتزّ هذا البنيان حتى يتصدع، ويكون آيلاً للسقوط في أية لحظة غير متوقعة.
وبين الأرضية الصلبة والسقف المتين، تتواجد المودة والرحمة والصدق والإخلاص والتفاهم والحوار، وأشياء أخرى عديدة، دونها لا يكون هذا زواجاً بالمعنى الذي ارتضاه لنا الخالق عزّ وجل ورسوله الكريم.
يعِزّ عليّ أن تتعرض فتاة في سنك لمثل هذه الضغوط النفسية؛ لكن الله وحده بجانبك يمُدّك بالقوة والعزيمة وتفهّم الموقف الذي تظنّين أنه لا خلاص منه؛ إلا بإتمام الارتباط بهذا الشخص، الذي لم يٌقدّرك حق قدرك، ولم يحبك أو يحترمك بالقدر الذي وهبتِه له.
عزيزتي أكثر شيء يوقع أية فتاة أو فتى في ضغط نفسي أن يتصورا، أنه لا سبيل لاستكمال الحياة دون الشخص الذي شعروا تجاهه بمشاعر الحب. وأصدُقُك القول أن أي إنسان صادق المشاعر حينما يتعرض لصدمة في حبه؛ فإن أي ارتباط آخر بِنيّة الزواج وبناء أسرة، تكون مشاعره فيه صادقة وستكون أيضاً بمثابة الحب الأول له.
عزيزتي، كيف تريدين إكمال حياتك مع شخص يُهينك ويستخدم عبارات غاية في الفظاظة، ويسيء معاملة والدتك قبل أي ارتباط رسمي؟! ثِقِي أن شخصاً كهذا ستزيد معاملته سوءاً -بلا أدنى شك- فيما بعد.
صحيح أن أسرار منزل الزوجية لا بد أن يحتفظ بها الزوجان، ولا يبوحان بها لأي فرد من أفراد أسرتهما الأصلية؛ حتى لا تزيد الأمور سوءاً؛ فنحن ننسى والأهل لا ينسون.. لكن هذا ينطبق على ما بعد الزواج؛ أما مرحلة الخطوبة وما قبلها؛ فمن حقك على والديك وإخوتك الأكبر منك سناً -وخاصة المقربين منك- أن ينصحوكِ ويشاركوكِ الرأي؛ فأنت لا تزالين صغيرة وخبرتك في الحياة غير كافية.
في الحقيقة لا أؤمن بالمثل القائل "مرآة الحب عمياء"؛ فنحن نرى ونشعر بأشياء تضايقنا ولا تتناسب مع تربيتنا وأخلاقياتنا وطباعنا؛ ولكن نُرجعها لعدة أسباب ونضحك على أنفسنا ونقول: "مش قصده، مش معقولة الإنسان اللي بيحبني يكون قاصد يضايقني، ده نتيجة للضغوط المادية أو أي ضغوط أخرى، عشان ماعندوش خبرة وسنّه صغير، بُكرة يتحسن.. إلخ".
عزيزتي الطباع لا تتغير فالطبع يغلب التطبّع، والمشكلة أن والدته لا ترى أنه مخطئ في سوء معاملته لك، وبالتالي فهي لن تنصحه أن يحسن معاملتك، وستُلقي بالمسؤلية دائماً وأبداً عليك.
استوقفني قولك "بيقول لي: إنتِ مريضة، وإنتِ مجنونة، وخلّاني فقدت الثقة في نفسي"، وأشعر جداً بما تمرّين به.. إنك عزيزتي تدورين في دوائر مغلقة وتزداد ضيقاً يوماً بعد يوم.. الرجل حينما يُحب يجعل من محبوبته التي سيتزوجها ملكة متوّجة يصفها بأروع الصفات، يحتمل أخطاءها ويتفهّمها، يحاول الوصول إلى نقطة التقاء بينهما، يهمس لها همساً بالأشياء التي تُضايقه منها، يزيدها ثقة في نفسها.
غير أني لا أجد شيئاً من هذا يتحقق في حالتك؛ فهذا الشاب يُمعن في إيذائك نفسياً وعصبياً؛ فأين هو الحب إذن؟ هل هو مجرد كلمة "أحبك"؟ ماذا تعني؛ حتى وإن قال إنه خادمك المطيع، ثم صَدَمك بكلمة تقلب كل الموازين، وزعزع ثقتك في نفسك وسبّك.. ماذا تنتظرين من مثل هذه الشخصية المتقلبة فيما بعد؟!
"وكذا مرة يكون بيكلم ماما وصوته يعلا عليها" يا لها من جرأة، واسمحي لي؛ بل سوء تربية، وأنانية مُفرطة من هذا الشاب؛ فكيف يسمح لنفسه أن يتعامل بهذا الشكل مع أم زوجته في المستقبل، ومما يزيد الأمور سوءاً أنه لا يقبل اعتذارك بسهولة؛ يعني ببساطة قلبه أسود.. هل فكّرتِ ماذا يكون ردّ فعله إن عاملتِ والدته بنفس المعاملة؟ طبعاً لن تستطيعي لأن تربيتك وذوقك لن يسمحا لك بمثل هذا التعامل المخزي.
أما بالنسبة لمشكلة البُخل؛ فكوني على ثقة أنها أيضاً كارثة لا تتغير، والبخيل في المادة بخيل في المشاعر وفي أي شيء آخر.
كيف بعد هذا كله تتساءلين عزيزتي ما إذا كان يستغلّ مشاعرك تجاهه أم لا؟ الإجابة أوضح من كلمة "نعم"، لا تتصوري أن أي شاب يتقدم ويدخل هو وأسرته منزل الفتاة تكون نيته خالصة للزواج؛ فمع الأسف الشديد، هناك كثير من الشباب يريد أن يتعرف على فتاة محترمة، خلوقة، ولا يجد سبيلاً؛ إلا التقدم للخطبة، ثم يُملي عليها شروطه، ويمارس عليها أمراضه النفسية وأولها عدم الثقة في نفسه والظاهر من محاولته افقادك الثقة في نفسك.
باختصار، أسرعي لأقرب سجادة صلاة، واركعي ركعتي شكر لله عزّ وجل؛ على أنه أظهر لك هذا الشاب على حقيقته قبل فوات الأوان، ولا تفكّري بأنك لن تستطيعي العيش دونه؛ فهذا هو أول وهم زرعه بذكاء في نفسك وعقلك؛ فكوني أكثر منه ذكاء، واحتفظي بكرامتك وكرامة أسرتك التي أحسنت تربيتك، وافرحي بانتصارك على هذا الضعيف نفسياً ودينياً.