هذا هو المقال الثالث في سلسة مقالات بناء الشخصية، والتي أحاول فيها مساعدتك لتتمتعي بحياة قوية وجريئة، فقد تحدثنا في المقالات السابقة عن قيم كالحكمة والشجاعة، وسنتحدث اليوم عن التوازن. فالحياة الحديثة لها العديد من الاحتياجات، حيث نجد أنفسنا –كثيرًا- مضطرين إلى السير في أكثر من اتجاه للوفاء بهذه الاحتياجات، ولكن ما سيعينك خلال حياتك للخروج من هذا التخبط، ويساعدك للوصول لمساعيك المستقبلية هو العثور على الاعتدال، أو محاولتك لإتقان فن البحث عن التوازن والاعتدال في حياتك؛ فقليل من التخطيط، مع تحديد لبعض الأولويات في حياتك قد يساعدك كثيراً في قطع شوط كبير من إيجاد التوازن. فعند قيامك بعمل توازن بين مسؤولياتك في العمل وقيامك بالترفيه عن نفسك قليلاً هو أمر مهم جداً ليحقق لكِ الإشباع في حياتك العملية والخاصة، وستصبح عملية إيجاد التوازن في حياتك مهمة سهلة مع التدريب المستمر. العمل والدراسة واللعب: عندما تعتمدين على شخصيتك القوية فهذا سيزيد من إمكانيتك على تحقيق التوازن بين مسؤولياتك، وسيُمكنك التحسين من أدائك في العمل، سواء كان هذا العمل هو الدراسة أو أداء واجباتك المنزلية، أو العمل في أي مجال. فخذي كل ما يلزمك من وقت لإشباع احتياجاتك على أكمل وجه، وحاولي أن تحققي الهدوء في يومك قدر المستطاع، وتجددي من نشاطك، وكل هذا سيحتاج لتخطيط بسيط منك. وإليك بعض النصائح لمساعدتك في البحث عن التوازن والاعتدال في جميع مجالات مسؤولياتك في الحياة: 1- انشئي جدولا زمنيا، وضعي بهذا الجدول الزمني كل المهام التي عليك إنجازها يومياً سواء كانت مهام دراسية أو حتى للتسلية، وكل هذا حتى لا تتفاجئي بتضارب الأوقات والمواعيد. 2- لا تضيعي وقتك في بعد المسافات، فإذا كنتِ تعملين في مكان بعيد عن مكان سكنك حاولي البحث عن وظيفة مناسبة قريبة من السكن. 3- استخدمي الوقت بكفاءة، فيمكنك أن تقرئي القرآن أو تختاري أي كتاب مفيد تقرئين فيه وأنت في طريقك لعملك، أو مدرستك صباحاً، أو حتى عند العودة، كما يمكنك الانتهاء من أداء الواجب المدرسي أيضاً في طريق عودتك من المدرسة خاصة لو كان الطريق بين المدرسة والمنزل طويل، فاستغلال أوقات الانتظار في عملٍ مفيد سيمنحك إفادة كبيرة. 4- اجعلي يوماً واحداً في الأسبوع للترفيه واللعب، حيث سيساعدك هذا اليوم على التخلص من الملل والإقبال على القيام بنفس المجهود المبذول للأسبوع المقبل. 5- حاولي أن تذاكري خارج البيت قدر المستطاع في النادي مثلا أو حتى في الشرفة ليشعرك هذا بالبهجة. اللعب كل الوقت لا يفيد أيضاَ!! وتحذرنا الكاتبة صباح كريمي، من تضييع الوقت في اللعب وعدم استغلاله في العمل، فإذا كنتِ تضيعين وقتك في اللعب المتواصل؛ فحاولي أن تستغلي هذا اللعب في تحقيق ولو فائدة بسيطة، وحاولي أن تبرمجي عقلك على الاستفادة من أوقات الفراغ لتحقيق أهدافك وما تطمحين له. وتقول لنا صباح كريمي: ربما ترجع أسباب نقص الدوافع والمحفزات في حياتنا لتحقيق طموحاتنا هو عدم وجود هدف أو رغبة لتحقيق شيء جديد. إن وضع هدف إيجابي لتحققيه في حياتك مهارة عظيمة يمكن تطويرها، وكلّما تدرَّبتِ أكثر على تطويرها كلما نجحت في هذا. إحساسك سيساعدك للعثور على التوازن: حاولي أن تسيري خلف إحساسك وشعورك، وافعلي الأشياء التي تحبينها وتشعرين عند القيام بها بالبهجة، فأنتِ بالتأكيد ستواجهين التحديات والعقبات في حياتك، ولكن عندما تواجهينها وأنتِ تفعلين ما تحبين لن تشعري بصعوبتها. وهذا سيمنحك إحساسا بالتوازن في حياتك. واعلمي أن صحة وحياة الإنسان بشكل عام تتحسن إذا تمكَّن من أن يربط بين الفائدة والمتعة في نفس الوقت، والصحة تتحسن بدمج الثلاثة معا: العمل واللعب والمتعة. اقرأ أيضاً: اكتشفي نفسك وطاقاتك مع "وندي" اكتشفي نفسك وطاقاتك مع "وندي": درس من أرض العجائب اكتشفي نفسك وطاقاتك مع "وندي": اكتبي قصتك اكتشفي نفسك وطاقاتِك مع "وندي": كوني امرأة حكيمة اكتشفي نفسك وطاقاتِك مع "وندي": كوني شجاعة وجميلة