عن دار العلم والإيمان، صدر مؤخرا كتاب "قصيدة النثر.. والتفات النوع"، للشاعر د. علاء عبد الهادي، والذي يطرح من خلاله رؤيته النظرية فيما يتعلق بقصيدة النثر.. ويقع الكتاب في ثلاثة فصول؛ يتناول خلالها عبد الهادى مفهوم الشعر وعلاقاته بكل من: "النثر"، و"السرد"، و"المعنى"، و"اللعب". ويستعرض د. عبد الهادي فى مقدمة كتابه عددًا مؤثرًا من النصوص النقدية الصغرى المتداولة حول قصيدة النثر، فى شكل قوالب "كليشيهات" تحمل فى طياتها أحكامًا، التصقت بموضوعات أدبية، وبقضايا شعرية مهمة يتداولها مجموعة من المثقفين، وتبدو كأنها حقائق. ويلمح د. عبد الهادى إلى أن شيوع هذه القوالب، وتحولها إلى فلكلور نقدي - لو صحت التسمية - فقد خلقت حالة من الحرب القائمة على سطحية الفهم، والنفى المزدوج بين المتخاصمين، كما يتناول د. علاء فى كتابه ثلاث علاقات هي علاقة الشعر بالنثر، وعلاقة الشعر بالسرد، وعلاقة الشعر بالمعني. أما بالنسبة للعلاقة الاولي والمرتبطة بعلاقة الشعر بالنثر، فيتناولها الفصل الأول من خلال مبحثين؛ الأول هو: "علاقة الشعر بالنثر"، والثانى هو: "الشعر فى النثر"، وعالج د. عبد الهادى فى هذا الفصل مفهوم الإيقاع ومعناه فى الشعر بعامة، وفى قصيدة النثر بخاصة. وفى الفصل الثانى يتناول علاقة الشعر المعاصر - قصيدة النثر بخاصة - بالسرد، من خلال رؤية جديدة، قسّم من خلالها علاقة الشعر بالسرد إلى أربع علاقات هى: "الشعر السردي"، و"السرد الشعري"، و"الشعر فى السرد"، و"السرد فى الشعر"، مستثمرا مصطلح "الالتفات البلاغي" القديم على مستوى كلي، ومؤسسا لمصطلح جديد وظفه فى دراسته باسم "الكتلة النصية"، مفرقا بين مصطلحين جديدين يقترحهما فى سياق هذا الفصل هما: "الممزوج"، و"المركب"، ومتناولا علاقة القصيدة المعاصرة بما أسماه "الباروكية الجديدة".. ومعالجا مفهومات النص التشعبى من خلال استثماره لمصطلح "الالتفات البلاغي" العربى القديم على مستوى كلي، كما قدم د. علاء فى هذا الكتاب رؤيته حول ما بعد الحداثة الأدبية، وأهم سماتها واتجاهاتها. أما العلاقة الثالثة، والتى اهتم بها د. علاء فى هذه الدراسة، فكانت علاقة "الشعر بالمعنى"، فيما أسماه الناقد "المعنى الشعري"، وفى هذا الفصل يفكك د. عبد الهادى الرؤية العربية التقليدية للشعر بصفته شكلا للغة.