ناقشت الجمعية المصرية للنقد الأدبي كتاب «قصيدة النثر والتفات النوع» للدكتور علاء عبد الهادي، في الندوة التي أدارها الناقد صلاح رزق. قال عبد الهادي: يعد حديث المتداول الشفهي الذي يدور في منتدياتنا الأدبية تسجيل لردود أفعالنا عما يجري من حولنا وهي ردود أفعال غالبا ما اتسمت بشكل من الاستجابة الآلية لهذه المؤثرات دون تمحيص، ويتوافر في واقعنا الثقافي عدد مؤثر من النصوص النقدية الصغري وما نطلق عليه «ميكروتيكست» المتداولة حول شعر العامة وقصيدة النثر بخاصة في شكل قوالب، وبالرغم من كونها نصوصا شفاهية مبلورة في منطوقات متداولة، كثيرا ما اتخذت شكلا أسلوبيا ولغويا بسيطا له درجة عالية من الثبات، وتحمل في طياتها أحكاما التصقت بموضوعات أدبية وقضايا شعرية مهمة تداولتها مجموعة من المثقفين والنقاد علي السماع كما يقول الموسيقي دون تمحيص أو مساءلة ويشتبك هذا التناول من نصوص شفاهية متداولة اختزلت مجموعة مهمة من القضايا حول الشعر المعاصر في أحكام جامعة وهي نصوص تشكل جزءا من الوعي النقدي السائد. وأوضح عبد الهادي أن الكتاب يضم أربعة فصول هي: «الشعر شعر والنثر نثر»، ويلخص هذا الفصل قضية في منتهي الصعوبة، فالنثر كليشيه والشعر موسيقي، وهناك تداخل بين هذه الكليشيهات يمكن أن نطلق عليه تداخل الأنواع الشعر والسرد، «الشعر موسيقي وليس معني» وهذا هو محتوي الفصل الثاني، أما الفصل الثالث فيتحدث عن «الشعر والمعني»، وخصص الرابع لمناقشة «الشعر واللعب». وتمثل هذه القوالب نصوصا صغري تؤثر علي الوعي النقدي العام، وأصبح لهذه القوالب النقدية السائدة سطوتها علي النقاد وقراء الشعر المعاصرين، بعد أن قامت باختزال الواقع الأدبي في منطوقات سريعة التداول، وهناك مستفيدون من توظيف هذه القوالب وما تحمله من أحكام، وهنا قد يكونون شعراء التفعيلة علي سبيل المثال، والمشكلة ليست في الحفاظ علي اللغة العربية، وليست في أن قصيدة النثر تمثل خطرا كبيرا علي لغة القرآن، ولكن المشكلة تكمن في أن قصيدة النثر لما تطرحه من وعي جديد ومن أفق جمالي جديد تمثل خلخلة في الهرم التقليدي الثابت. وعالج الكتاب علاقة الشعر بالنثر علي الجانبين المفهومي والتاريخي، كما تناول الشعر الإيقاعي في الشعر بعامة وفي قصيدة النثر بخاصة، كما قدم دراسة للعلاقة بين الشعر والسرد من خلال استثمار لمصطلح الالتفات البلاغي العربي القديم علي مستوي كلي فيما سماه الالتفات النوعي، وكذلك النص التشاعبي بصفته التفاتا وإعادة تعريفه بناء علي هذا المفهوم، كما عالج علاقة الشعر بالمعني، وقدم معني جديدا هو المعني الشعري. وكشف عبد الهادي أن هدفه من هذا الكتاب كان إقامة حوار نقدي من خلال إطار موضوعي واحد هو إطار قصيدة النثر، و يري أن معالجة هذه القضايا في هذا الكتاب قد آمنت مما يقع فيه الآخرون فقد يقع الناقد في بعض الأخطاء بل من الممكن أن يرجع عن أخطائه إذا تبين الحقيقة. ومن جانبه قال الناقد حسين حمودة: تأسس الكتاب علي ممكنات غير متاحة لكثيرين، فهناك قدرة نظرية مذهلة في انضباطها وعمقها، وحس جمالي رفيع راق ومرهف، وإلمام غير محدود بثقافات متنوعة قديمة وحديثة، كما أن هناك قبل ذلك تجربة إبداعية تجعل علاء لا ينظر إلي تناول القضية من الخارج، فنحن إزاء كتاب يجمع بين عمق وثيقة وعمق نظرة، حيث أشار إلي أهمية الموسيقي في الشعر مع الاختلاف علي مفهومها، وأكد أن هناك نصوصا داخلة علي بعض الإيقاعات، وهو علي كل حال ينتهي إلي أن القصيدة التفعيلية حملت ميراث القصيدة العنقودية الإيقاعية، ويؤكد أن الإيقاعات التراثية حملت روح زمانها ويمكن أن نفكر أنها - في تصوره - لا تحمل روح زمانها فقط، بل المتطلبات الصغيرة اليومية أيضا.