وضع الرجال قاموس ثابت في اختيار زوجة المستقبل، ومن أساسيات القاموس "المهنة"، فهناك وظائف بعينها تعمل بها النساء يرفض الرجال الاقتراب من فتياتها، فهي لا تناسب الرجل أن يكون نصفه الحلو يعمل بها، قديماً كان يهرب الرجل من وظيفة الراقصة والمغنية والممثلة و الممرضة، إلا أن الحديث في الأمر هو إضافة مهن جديدة للقاموس الذكوري مثل الصحفية والمحامية والسياسية، وكان لهم أسبابهم التي رصدناها من قصص وروايات من فاتهم "قطر الزواج". قالت" أماني "محامية"، عمري 32 عاما ولم أتزوج حتى الأن، وبشكل صريح أبحث عن عريس، حتى يكون لي أسرة مثل جميع البنات، والأمر يعود إلى أنني أعمل في مهنة "المحاماة"، فتقدم لي العديد من الرجال لكن وضعوا شرطا رئيسيا، وهو ترك وظيفتي كمحامية، لأن الرجل يرفض أن تخرج زوجته كل يوم في الصباح، تاركة بيتها وأبنائها للوقوف في المحاكم وسط الرجال، والتنقل من محكمة لأخرى، والاختلاط الكثير مع الرجال، لأن معظم الوكلاء رجال، والطريف أن الرجل يخاف من المرأة التي تعرف ثغرات القانون وتعلم حقوقها جيداً. وأضافت أماني، إن البعض برر أنه كيف يتحمل اتصال الرجال الدائم علي الهاتف المحمول للزوجة من أجل متابعة القضايا، وأن المجتمع تبدلت أحواله وأصبح هناك عدم ثقة، فلماذا يدخل بيته مهنة تهدد الاستقرار. إن مهنة المحاماة مشروعة، ومتاحة لكن الرجل غير وجهة نظرة في الحياة الزوجية، بأنه يريد حياة زوجية مستقرة، حتى وإن كانت امرأة عاملة فلها وقت تخرج وتعود فيه محدود، عكس مهنة المحاماة هي معرضه للتعامل مع أي قضية بشكل عاجل أي وقت. وأشارت جميلة علي ، فتاة في العقد الثالث من العمر وتعمل في مجال السياسة وحقوق الإنسان: بعد أحداث ثورة 25 يناير، نالت المرأة العديد من المناصب السياسية البارزة، وتواجدت الفتيات على الساحة السياسية، حتى وإن كانت الفتاة صغيرة في السن، وذلك للدورالذي تقوم به في مجال حقوق الإنسان، أو إلتحاقها بأحد الأحزاب والحديث في السياسية، والجلوس في مقاعد الرجال لتتساوى كلمة الفتاة بالرجل ، وهذا جعل الرجل ينفر من تلك المرأة التي تعمل في السياسة، لأن حياتها غير مستقره، ولديها وعي سياسي وثقافي كبير، لا يستطيع ان يحجمه في المنزل ليقتصر على تربية الأبناء فقط، ورعايته وانتظار عودته كل يوم من العمل، وأمر وظيفتي للأسف جعلني بجوار صفوف الفتيات اللاتي فاتهن الزواج، لأن المجتمع يريد منها أن تتوقف عن العمل من أجل المنزل. وأوضحت جميلة: يصف الرجال المرأة السياسية بالمتحرره، والبعض يرى أنها تطالب بحقوق مختلفة عن الماضي، وسوف تحاسبه على كل شئ في المنزل، فكيف يعيش معها بذلك الوعي، فيرفض الإقتراب منها، فهو يري انها قد تشارك في التظاهرات في الشوارع وقد تتعرض للتحرش العلني من الرجال في التجمعات. وقالت "شيماء محمد ، صحفية:أعمل مجال الصحافة منذ سنوات، ولم أتزوج بعد، الرجال لا يقبلون بنسبة كبيرة على الفتاة التي تعمل في مهنة الصحافة، فهي مهنة المغامرات وعدم الاستقرار، والسفر أي وقت والبحث عن المتاعب، تلك الحقيبة من الصفات يرفض الرجل المصري أن تتواجد في منزله، فكان في السابق تعمل المرأة صحفية ويفتخر بها الجميع، لكن النظرة تبدلت ودخلت مهنة الصحفية قائمة الزيجات المرفوضة للرجال، وحاليا مثل حال العشرات في المهنة، ، فليس هناك إجازات طويلة للفتيات في الصحافة، كي تفتح بيت وتعمل في نفس الوقت، وخاصة أن المهنة متقيدة بالأحداث، ومرتبطة بالشارع ومشاكلها متنوعة. ومن الطريف أن الرجال من الصحفيين أنفسهم يرفضون الزواج من زميلاتهن في نفس المهنة، إلا القليل من كان بينهم قصة حب فقط، والمرأة الصحفية واعية بحقوقها كمرأة أمام رجل شرقي ، يريدها أن تجلس معظم الوقت في المنزل دون التساوي معه في الطموح. وأكدت د. رغدة السعيد مدربة مهارات بشرية: قديماً لم تكن المرأة بارزة في المهن القيادية مثل الوقت الحالي، وخاصة في مهن السياسة والمحاماة والصحافة، فكانت هناك نماذج قديماً ناجحة ،لكن ليست كثيرة مثل الوقت الحالي، ومعظمها مهن غير مستقرة وادئمة التواجد خارج المنزل، علي الأقل نصف يومها، وأمر الزواج بالنسبة للرجل هو البحث عن الراحة والاهتمام والاستقرار، ففي حالة عدم الاستقرار سيرفض وجودها في حياته. وتابعت السعيد: الرجل يرفض أي مهنة للمرأة تبعده عن الحياة الزوجية المركبة، أو السعيدة مثل الصحفية والسياسية والمحامية مؤخراً، فهي مهن تواجدت المرأة فبها بكثافة، وتعد مهنة المدرسة هي أكثر مهنة مقبولة لدي الرجل من الوظائف، لأنها لن تعطي دروسا في المساء وسوف تخرج وتعود في توقيتات ثابتة. وأشارت رغدة، إلى أن الرجل إذا وافق بالمرأة في وظيفة بعينها يدرسها جيداً، فهو يوافق لكن بحدود، فإذا وافق بالدكتورة الجامعية، لأنها سوف تعود إلي منزلها مبكراً، وليس لديها عيادة في المساء، فيختار مهنا بعينها للعيش معها تعطية وقت من الراحة والسكن والاستقرا، فالرجل طفل و صياد ماهر للأخطاء. وأشار د. حسن الخولي استاذ علم الاجتماع جامعة عين شمس: لابد أن يعيد الرجل نظرته للمهن التي يرفض الزواج منها وتعمل بها المرأة، مثل الصحفية والسياسية والمحامية، لأنها نظرة خاطئة فالمرأة أصبحت ناضجة وواعية، ولن تستسلم لرغباته في رفض طموحها مثله، وتلك الظاهرة سلبية للغاية وتمثل مشكلة كبيرة في المجتمع لابد من مواجهتها، فيجب أن يكون الرجل وخاصة في التوقيت الحالي، أن يكون مستنير لأن المرأة لم تكن تابعة مثل الأول، فهي متعلمه ذات طموح بل تفوقت على الرجل، ومشاركه معه في جميع مجالات الحياة بل وتفوقت في بعض الأحيان، ومن يعترض ويأخذ موقف سلبي لديه نقص. وأوضحت د.سامية خضر أستاذة علم الاجتماع في جامعة عين شمس: إن صفات الرجل كرجل الذكورية خلف رفضه لبعض المهن، ويرفض بأن يتساوى النجاح مع زوجتة، وتلك المهن سواء صحفية أو سياسية أو محامية حققت نجاح كبير في سوق العمل، وطموح المرأة في الفترة الماضية، والأمر يتم تفسيره بأن الرجل ذو الشخصية الضعيفة فقط ، هو من يهرب من بعض الوظائف لدى المرأة في الوقت الذي تختار الفتاة أيضاً رجل ذو طموح بعينه في الثقافة للعيش معه.