«الزواج» دعوة إلهية وسنة نبوية، لتجديد النسل واستمرار البشرية، ويتجلى الزواج بمظهرين أحدهما على هيئة مشكلة تكشف أسرارها محاكم الأسرة، والآخر هو شعور بالراحة والطمأنينة والحب المتبادل بين الطرفين، ويخرج من بين ذلك وذاك البنت المعقدة بنظرتها التشاؤمية للزواج على أنه «منظومة فاشلة». ترجع تلك النظرة لعدة أسباب حصرتها الفتيات فيما يلي: قيود تكبل المرأة «منظومة فاشلة»، هكذا فسرتها العديد من الفتيات التي تعاني من عقدة الزواج، فتقول الفنانة «شيرين رضا»: "يجمع بين اثنين لا يعرفان بعضهما البعض، ويتشاركان معا في كل شيء، في السرير ومصروف البيت والأولاد، بالتأكيد سيجن جنونهما في النهاية". وأضافت أن الزواج ليس أكثر من زنزانة يقضي فيها المرء على آخر طموحاته، وتظهر في أعينهم في أحسن أحوالها على أنه سجن محدود المساحة مهما بدا فسيحًا. الخيانة الزوجية في حين تنظر العديد من الفتيات إلى الزواج على أنه أكبر خيانة في الحياة، ويتهمون الزوج بالخيانة، حتى وإن أقدمت الزوجة على تنفيذ كل مطالب الزوج. وتقول أسماء، طالبة جامعية: "لماذا أرتبط وأعاني من خيانة زوجية وأنا أشعر بالراحة النفسية مع العزوبية، فقد منعت نفسي من الزواج، تفاديا لقضايا خلع بالسنوات في محاكم الأسرة بسبب الخيانة الزوجية، التي لن أستطيع في يوم من الأيام تحملها". الخوف من العنف وترى بعض السيدات أن الزواج ما هو إلا رغبة من الزوج للسيطرة على زوجته وفرض شخصيته عليها، وبالتالي فالتعرض للعنف مرتبط في أذهانهن بالزواج، وخاصة بعد أن اكتظت محاكم الأسرة بهذه القضايا. وأثرت الإحصائيات التي أصدرها الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء بمناسبة اليوم العالمى للعنف ضد المرأة في شخصية الفتيات أيضا، عندما أكدت أن 35% من النساء يتعرضن للعنف الجسدى على يد شركائهم، وأكد التقرير وفقا لبيانات المسح السكانى في مصر عام 2014 أن واحدة من أربع نساء يتعرضن للعنف الجسدى من الزوج. مسئوليات وتنظر العديد من الفتيات إلى الهروب من الزواج على أنه هروب من المسئوليات، فالزواج لا قيمة له طالما أنها أكثر قدرة على التعامل مع مصاعب الحياة، وذلك أفضل من تحمل مسئوليات إضافية من أبناء وزوج وبيت، لأن كل ما تحصل عليه من الزواج ما هو إلا لقب زوجه فقط، لذلك تري أن الزواج هنا عديم الفائدة. «إسراء عرابي» تنظر إلى الزواج على أنه أصعب وظيفة في العالم، وانه عبارة عن مهام لا تحصى ولا تُعد، ومهما أقبلت المرأة على تأديتها لن تستطع الوفاء بها كاملة. الخوف من الفشل وبعد الاطلاع على مشكلات الكثير من الفتيات والصديقات اللاتي تزوَّجْن، وحالات الطلاق المُبكِّر بعد فترة وجيزة من الزواج، تميل الفتاة إلى الرَّغبة في عدم تكرار ما حدث لصديقاتها؛ لأن كلمة مطلقة ليست أمرًا هينًا عليها، بل تظلُّ تَجني عواقبها مَدي العمر، وتَجد من الصَّعب عليها أن تجد زوجًا آخر بعد مرحله الطَّلاق؛ لذلك فيعتبر الفشل في هذه التجربة الأولى هو فشل في الحياة بشكل عام، ولا تريد الفتاة هذا الفشل المبكِّر الذي سيدمر حياتَها. وقالت "أماني -29سنة -مؤهل جامعي": "تربطني بخالتي علاقة صداقة وهي معقدة جدًا من الزواج بسبب زواجها الأول والأخير، في البداية لم أكن مقتنعة بما تقوله عن الزواج وكنت أقول لها لا يجوز التعميم ولكن بعد كام سنة، انتقلت إلى العدوى وأصبحت مثلها تمامًا معقدة من الرجال، وأخاف من الارتباط والزواج". عقدة نفسية وأرجع جمال فرويز أستاذ الطب النفسي، سبب رفض البنات الزواج إلى الإعلام، وتوسع رقعته التي شملت كافة أرجاء الجمهورية، وتناوله للخلاف الزوجي وقضية الطلاق بشكل مثير، وقال: "كل ذلك يختزل في العقل الباطني للفتيات، ويتسبب في عقدة نفسية يصعب على الأطباء النفسيين معالجتها". واستكمل «أنور حجاب» أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس، قائلا:" كما يرجع ذلك لتجارب زوجية فاشلة سابقة، إلى جانب تجارب الأصدقاء والأقارب، الأمر الذي يؤدي إلى تكوين صورة ذهنية سيئة بأن الزواج عبارة عن مشكلات لا تنتهي".