هل الزواج مقبرة طموح المرأة؟ وهل يعنى بالضرورة تخلى المرأة عن أغلب إن لم يكن كل طموحها من أجل الأسرة والأولاد وهل يدعم الرجل فعلا ويساند طموح زوجته؟ وهل يسمح لها بتجاوزه على خط النجاح؟..ولماذا يتوقع المجتمع دائما من المرأة أن تفاضل بين الطموح المهني، وبين البيت والعيال؟ ولماذا يصدر المجتمع دائما ثقافة استحملى علشان العيال؟ وفى الوقت نفسه يكيل الاتهامات للمرأة الطموحة، ويعلق عليها أية أخطاء فى تربية إبنائها ............................................................... فى مجتمعاتنا، طموح المرأة قد يعرِّضها لكثير من الظلم والإضطهاد بصورة استفزازية.. فالزوجة من الممكن أن يتم طلاقها بسبب طموحها.. وهذه مشكلة حقيقية تهدد حياتها الزوجية والأسرية .. وحسب الدراسات، فإن خروج المرأة للعمل لتحقيق طموحها كانت من الأسباب الرئيسية حسب الدراسات لارتفاع نسب الطلاق فى الوطن العربي.. وحيث تقول الدراسات ان أهم أسباب الطلاق، هى غيرة الأزواج من نجاح زوجاتهم فى العمل وتفوقهن عليهم أو المشاكل المادية المترتبة على إنفاق كل منهما فى المنزل. كم من النساء قتل الزواج طموحاتهن دراسة أمريكية حديثة قالت أن 61% من النساء حول العالم يفقدن الثقة فى قدراتهن على تحقيق أحلامهن، بل يتراجعن عن رغبتهن فى تحقيقها من أجل الزواج وتكوين أسرة. وتبين أن اغلب الزوجات اكتفين بأحلامهن الجديدة المتمثلة فى الاستقرار الأسرى وإرضاء أزواجهن وتأمين مستقبل جيد لأطفالهن. وأن 20% فقط من النساء المشاركات فى الدراسة كن متمسكات بشكل كبير بأحلامهن وتحقيقها، حتى وإن أدى ذلك لفقدانهن الاستقرار الأسري، وكانت أغلبهن ممن يعملن فى مهن تتطلب اختلاطا مباشرا بفئات المجتمع المختلفة، مثل «الهندسة، الطب، المحاماة، التدريس»، وكانت أغلب أحلامهن لها علاقة بعملهن. بينما أظهرت الدراسة أن 19% من المشاركات، من النوع السلبى الذى لا يكترث بفكرة الأحلام والطموح وما شابه، فهن فقط يرغبن فى حياة عادية مستقرة، وتربية أبنائهن، وأغلبهن من ربات البيوت اللاتى لا يمتلكن أى عمل، وليس لديهن رغبة حتى فى الحصول على عمل. هى ظاهرة عالمية إذن لكن مع اختلاف النسب بالطبع من مجتمع لآخر.. كثير من الزوجات يقعن فى ورطة الاختيار بين العمل او مسئوليات البيت والإنجاب والأولاد وتقول (آية) وهى زوجة شابة أن الرجل يتخيل ان مجرد موافقته على عمل زوجته تعنى أنه مساند وداعم لها لكن شرط ألا يأتى ذلك على حساب أى واجبات منزلية او زوجية وهو غير مستعد للمشاركة فى اى من هذه الواجبات لأنه ليس دوره وتحكى آية أنها مع إنجاب طفلها الاول وكانت تعمل فى إحدى القنوات الفضائية، وعندما قررت العودة للعمل بعد أن اتم ابنها 6 شهور رفض زوجها فكرة البحث عن حضانة مناسبة، وكان عليها التنقل يوميا لبيوت الأهل والأحباب لترك الطفل حتى تعود من عملها وأما الزوج فلم يقبل حتى فكرة مساعدتها فى ذلك وكلما اشتكت كان يقول: لو تعبانة اقعدى من الشغل. نقطة ثانية تشير إليها مروة وهى أن أغلب الرجال قبل الزواج يؤكدون دعمهم للمرأة وليس بالضرورة أن تكون أكاذيب لكنه بعد الزواج ومع كثرة الأعباء يتخفف الرجل من المسئولية ويلقى على زوجته بالكامل.. فهو دائما يعتبر أن عملها حتى لو كان مهما بالنسبة له وطموحها جدير بالاحترام إلا أنه يأتى فى مرتبة أقل من عمله، وان نجاحها الحقيقى هو نجاحها كزوجة وأم وليس فى أى شيء آخر.. بعضهم كما تقول «ايمان» يخشى من فكرة نجاح المرأة فى عملها وخاصة لو كانت تعمل فى نفس المهنة، وتستشهد بقصتها مع طليقها الذى كان يعمل معها فى نفس المهنة لكنه لم يتقبل فكرة أن تصبح فى موقع أعلى منه وكان دائما يتحجج بانشغالها الدائم وانتهى الأمر بالطلاق لأنها كانت تعلم أن الأمر أكبر من ذلك بالنسبة له، تضيف إيمان هو كان يريد لى النجاح وتحقيق طوحاتى لكن بحيث ألا اتجاوزه ولا اتفوق عليه وان ابقى دائما وراءه بخطوات، واغلب النساء يفضلن التراجع والتخلى عن طموحاتهن حفاظا على بيت الزوجية. الغريب أن الرجل يتوقع من زوجته أن تتخلى عن طموحاتها او تؤجلها لكنه يلومها إن فعلت ذلك لكنه لو شاركها طموحها وأعاد ترتيب الاولويات معها وشاركها الأعباء لأصبح شريكا حقيقيا وأكثر استقرارا وسعادة والكلام للدكتور نبيل القط استشارى الطب النفسى الذى يؤكد ان تحقيق التوازن أمر تجيده المرأة وعليها التفاهم مع شريكها فى هذا. تقول بعض الدراسات الاجتماعية أن مشكلة عمل الزوجة تخطت المجتمع الشرقى وباتت تؤرق المجتمعات الغربية وفى دراسة أجرتها جامعة كامبردج البريطانية بينت تزايد القلق من تأثيرعمل المرأة على الحياة الأسرية، وقالت أن هناك أدلة تشير الى أن نجاح المرأة فى عملها يكلفها هى وأسرتها الكثير. وقالت الدراسة أن أهم الآليات التى تساعد المرأة على خلق التوازن المطلوب فى حياتها العملية والأسرية، هى ترتيب الأولويات، لأنه لا يمكن تحقيق كل شيء فى آن واحد.. المهم هو كيفية تعظيم الاستفادة من أى وقت تملكه المرأة لأننا كثيرا ما نجد امرأة تشتكى من أنها ضحت بوظيفتها من أجل أسرتها فى مرحلة معينة، ثم نكتشف أنه لم يكن لها إضافة واضحة فى هذه الفترة حيث لم تستغل وقتها مع أولادها الاستغلال الأمثل.. فى حين نجد امرأة عاملة متوازنة تستغل الأوقات القصيرة التى تقضيها مع أسرتها وأبنائها أفضل استغلال فتكون فعالة ومنتجة.