يقبل الرجل علي الزواج من امرأة تفوقه شهرة أو ثقافة أو مالاً.. أو يتزوج من امرأة في مستواه ولكنها مع مرور الوقت تصعد إلي مركز مرموق وتصبح نجمة في عملها. ثم نجد الرجل يغار من زوجته ونجاحها وبعضهم يحاول الحد من طموحها أو هدمها!! وقد نجد زوجة تتكبر علي زوجها وتتنكر لدوره ووقوفه بجانبها في نجاحها!! في الحالتين يحدث خلل في العلاقة الزوجية كثيراً ما يؤدي إلي انهيارها!! - ناكرة الجميل ارسل لي زوج رسالة يشكو فيها من زوجته ناكرة الجميل أو هكذا وصفها ويقول: «بدأنا حياتنا معاً من الصفر، كافحنا وصبرنا.. ونجحت أنا في عملي وكذلك زوجتي ولكن بما أنها تعمل في مهنة تعطي صاحبها شهرة ونجومية فقد ازداد غرورها وأصبحت تتعالي علي الناس وكنت أنا أولهم!! ونسيت إنني كنت من أهم أسباب نجاحها فكم تغاضيت عن تقصيرها الشديد في شئون البيت والأولاد وغالباً ما كنت أتحمل كل هذا وحدي. ووفرت لها كل أسباب الراحة لتنجح في عملها وكم كانت صدمتي كبيرة عندما تعالت علي ونسيت كل جميل عملته معها!! وبدأت تشعرني إنني لم أعد أليق بها وهي النجمة المرموقة في المجتمع وأشعرتني أنني أصبحت أقل منها ثقافة ومكانة ومالاً وشهرة وشعرت بالنقص أمامها واهتزاز صورتي كرجل.. وتمادت هي في الغرور ومضت في طريق طموحها الذي أعماها عن كل شيء حتي أولادها!! حاولت أن أثنيها عن ذلك ولكن بلا فائدة.. وأنا أفكر جدياً في الطلاق منها الآن فحياتي معها أصبحت مستحيلة فلم تعد هي المرأة التي تزوجتها منذ 18 عاماً!! - غيرة زوجي هذه الرسالة من زوجة تشكو فيها من غيرة زوجها الشديدة منها ومن نجاحها وتقول: عندما تزوجني كنت أعمل في وظيفة مرموقة ومميزة ومع مرور السنين تقدمت أكثر نظراً لطموحي ونشاطي وإصراري الكبير علي النجاح وأصبح لي دخل خاص كبير مستقل وكل من حولي كان معجباً بي وبمكانتي الاجتماعية والعلمية التي وصلت إليها.. وسعدت جداً بهذا النجاح ولكن للأسف لم تدم سعادتي لأن زوجي بدأ يغير مني ومن نجاحي وحاول تدميري وهدمي بشتي الوسائل.. فساءت حالتي النفسية وأثر ذلك علي عملي بصورة سلبية.. وحاولت كثيرا إصلاح هذا الخلل الذي أصاب علاقتنا ومن أجل الحفاظ علي بيتي وأبنائي ولكن دون جدوي.. أفكر جدياً في الطلاق فحياتي أصبحت صعبة جداً معه وحالتي النفسية أثرت سلباً علي عملي كما ذكرت.. فما رأيك؟؟ أن يكون الرجل متفوقاً علي المرأة ومتميزاً عنها في جميع المجالات وأن يكون هو الحاكم والآمر الناهي في كل شئون المنزل والأسرة هو ذلك التراث الذي توارثناه أجيالاً بعد أجيال ومن الصعب أن يرجع لأصله وبداياته.. ولكن ربما يعود ذلك لأصل الخلق وما ذكر في الأديان.. بأن الرجال قوامون علي النساء كما ذكر في القرآن أو أن الرجل رأس المرأة كما ذكر في الإنجيل. ولكن التساؤل هنا: إن كان هذا هو التراث الموروث فلماذا يقبل الرجل إذن الزواج من امرأة تفوقه في علمها ومالها ومركزها والإجابة إنه يرجع ذلك إلي الظروف الاقتصادية الصعبة التي نعيشها، فالمرأة بإمكانياتها المادية الأفضل تستطيع أن توفر حياة أفضل وبعض الرجال للأسف لا يمانعون في ذلك وهذا ما نسميه زواج المصلحة أو زواج بصفقة!! وممكن أيضاً أن يكون التحليل النفسي لهذا الزوج هو أنه يكون محتاجاً لامرأة أقوي منه لأنه محتاج لاحتواء تلك المرأة.. هو رجل يحب أن يكون في الوضع الأدني.. يجب أن يكون في الظل.. يحتاج لأن يشير الناس إلي زوجته وأن ينسب هو إليها لا أن تنسب هي إليه.. وهنا يكون الرجل سعيداً وراضيا.. هذه احتياجات نفسية في الرجل تتعلق بطفولته وبعلاقته بأمه. ولكن ماذا لو تزوج الرجل بامرأة عادية ثم مع مرور سنوات زواجهما تفوقت هي عليه بالشهرة والمال.. بينما يظل هو ثابتاً في مكانه ويتقدم ببطئ.. هنا سوف يشعر بضعفه فيحدث خلل في العلاقة ويعقب ذلك خلل في مشاعره تجاهها وبالتالي يبتعدان نفسياً وجسدياً خاصة إذا شعر بتعالي الزوجة عليه وغرورها كما ذكر الرجل في رسالة، وهنا يبدو الزوج في نظر زوجته ضئيلاً فتسيء معاملته أكثر ويستمران في التعاسة والرفض والغضب فيحاول الرجل هنا أن ينتقم منها فيسئ معاملتها ويعذبها بشتي الطرق ويحاول هدمها وكسر شوكتها وهذه العدوانية تؤثر سلباً علي العلاقة وعلي الأبناء.. إنها حالة من الفوضي النفسية.. الرجل رافض ولا يستطيع أن يقبل أو يتقبل هذا الوضع وأيضاً لا يستطيع أن يطلب من زوجته أن تتراجع أو تتنازل أو تتخلي عن نجاحها ومركزها الذي حققتهما بذكائها وموهبتها ونشاطها. والنصيحة التي أقدمها للزوجة التي تتفوق علي زوجها من أجل الاحتفاظ به وبنجاحها في آن واحد ولكي تعيش حياة أسرية مستقرة وهادئة أقول لها: لقد فضل الله المرأة في أشياء وفضل الرجل في أشياء أخري وبذلك أنتما لا تتعارضان بل تتكاملان وبذلك لا يشعر أحدكما بالنقص تجاه الآخر وإنما يجب أن يشعر كل منكما بالاحتياج الطبيعي للآخر وأن كل واحد وحده يكون منفرداً غير متكامل.. لا معني لحياته وحده بدون الآخر.. فهو تكتمل سعادته ورضاه مع سعادة الآخر ورضاه.. و ألا تتعالي الزوجة أبداً علي زوجها مهما بلغت من مكانة ومال ولا تنسي أبداً فضله عليها فالمثل يقول «وراء كل رجل عظيم امرأة» فإن هناك أيضاً وراء كل عظيمة رجل!! وهذا هو معني الزواج وهو أن نعيش معاً حياة هادئة مستقرة.. كل منا يكمل الآخر.. كل منا يحتاج للآخر.. كل منا يحترم الآخر.. لا أحد أفضل من أحد بل الاثنان متساويان متكاملان في كيان واحد.. ويجب علي الزوجة أن تشعر زوجها بأنه محور حياتها والسبب وراء نجاحها وتفوقها فلولا مساندته لما وصلت إلي ما وصلت إليه.. وأخيراً يجب علي الزوجة أن تعلم جيداً أنها بقدر ابتعادها عن زوجها وانشغالها عنه بعملها بقدر ما سيبتعد هو عنها وينشغل وربما يؤدي ذلك إلي انفصال أو طلاق!!