في واقعة غير مسبوقة وفريدة من نوعها خاصة في مجتمع الصعيد قام زوجان بترشيح نفسيهما للانتخابات في مجلس الشعب بالمنيا على مقاعد الفئات مستقلين، وهما محمد السيد صالح أحمد وشهرته محمد البهنساوي ،محام ومستشار التحكيم الدولي على مقعد الفئات بدائرة مركز بني مزار، وزوجته نهلة مصطفى عبد الله وشهرتها نهلة البهنساوي ،المحامية بالاستئناف العالي ومجلس الدولة على مقعد الفائت "الكوتة". الزوجان يؤكدان أن هدفهما هو خدمة المواطن وليس طمعاً أو منظرة أو لفت نظر،مشيرين في حديث لهما بمجلة المصور، إلى أن نجاح أي منهما في الانتخابات يعني نجاح الآخر، مؤكدين أنه لن تفلح المؤامرات ولن يخترق صفهما الحاقدون أو يؤثروا في علاقاتهما الزوجية والحياتية والاجتماعية والعملية. سعيد بترشيحها البهنساوي يؤكد أن ترشيح المرأة في الانتخابات جزء من حقوقها، وأنه تقبل قرار زوجته بالترشيح في الانتخابات على مقعد الفئات (الكوتة) بالسعادة، بل إنه كان أول من عرض عليها ترشيح نفسها نظراً للرؤية الحالية والمستقبلية لحقوق المرأة في المشاركة في القضاء وغيرها من المناصب التي لاقت نجاحاً. ,ويضيف: وجدت في زوجتي جميع القدرات التي تؤهلها لأن تنال ثقة مجتمع المنيا وذلك من خلال علاقتنا الزوجية على مدار 12 سنة، ووجدتها قادرة على إدارة الحوار بجانب أن لديها أفكاراً متميزة وخبرة في أعمال المحاماة والقانون تساعدها على أن تكون برلمانية ناجحة. ويتابع: أنا وزوجتي طرحنا أنفسنا لأهل دائرتنا ونأمل مساندتهم وتأييدهم، وعندنا أمل في أننا سننال معاً هذا التأييد وهذه الثقة بالنجاح في هذه الدورة. يشير البهنساوي إلى أنه في حال نجاح زوجته في الانتخابات وإخفاقه هو فلن يشعر بالغيرة إطلاقاً، وسيكون سعيداً جداً كواحد على الأقل من ضمن المؤيدين لها في هذه الدورة. ترشيح البهنساوي لم يمنعه من أن يقوم بتدعيم زوجته مادياً ومعنوياً، بل يقول إنه يؤثرها على نفسه من خلال تنقله معها في كل الدوائر الانتخابية ومراكز المحافظة وأنه يعطيها أكثر من نصف وقته، وفي الوقت الذي كان من المفروض أن يتواجد فيه في دائرته ،مركز بني مزار، لأنه مرشح أيضاً ومفروض وجوده وسط أهل دائرته، إلا أنه لن يتركها تخوض التجربة وحدها إطلاقاً، لأنهما تعاهدا على المشاركة في كل شيء في الحياة، ولن يتخلى عنها حتى لو كان ذلك على حساب نفسه. النظرة تغيرت يؤكد البهنساوي: نظرة الرجل الصعيدي للمرأة تغيرت، فالاثنان أصبحا مثقفين وأصبحا يخرجان للعمل، لذلك لن أضيق على زوجتي أو اعترض على سفرها وإقامتها خارج المحافظة في حالة فوزها بالمقعد، لأنني أثق في تربيتها وأخلاقها وهو ما دفعني من الزواج منها وثقتي بها ليس لها حدود، ولو نجحت فلن أسافر معها إطلاقاً إلى القاهرة إلا إذا طلبت هي ذلك. وعن ردود أفعاله كرجل صعيدي في حالة اتصال أحد المواطنين بها لتخرجه من الحبس مثلا يقول: يعني إيه رجل صعيدي ورجل بحراوي الرجل هو الرجل ولكن مع اختلاف الشخصيات والثقافات، وإن كان للصعيد تقاليده فقد تطور وأصبحنا غير منغلقين، كما أنه عادي جداً أن يحدث اتصال ليلا من مواطن في أزمة وذلك من خلال عملنا بالمحاماة، وأحياناً زوجتي تخرج من تحقيقات النيابة العامة بعد منتصف الليل فما هي المشكلة في ذلك. ويفجر مفاجأة تعرضه وزوجته خلال حملتهما الانتخابية للشائعات والمؤامرات ويصفها بأنها محاولة من الحاقدين لإحباطهم قائلا: على سبيل المثال محاولة البعض إقناعي بأن أضغط على زوجتي بالتنازل حتى تكون فرصتي في المنافسة قوية، إلا أنني رفضت وبشدة وعلى العكس تماماً محاولة البعض تحريض زوجتي لإقناعي بالتنازل لمصلحتها هي لتكون فرصتها في المنافسة أقوى، إلا أنها رفضت ذلك ثقة في شعبيتي الكبيرة وسط أهل دائرتي. علاقتنا لن تتأثر من جانبها تؤكد نهلة البهنساوي أن ترشيحها لم يجد معارضة من زوجها بل قام بنفسه بتجهيز أوراق الترشيح لها، كما أنه يقوم بإعداد الدعاية لهما مرة في بوستر واحد يجمعهما سويا ومرة كل واحد بمفرده، كما أنه يرافقها في اللف على جميع الدوائر الانتخابية نظراً لخبرته الانتخابية، ويعمل على تدعيمها مادياً ومعنوياً مشيرة إلى أنه يؤمن بمشاركة المرأة في كل جوانب الحياة. وتضيف أن زوجها يعي جيداً دور المرأة في البرلمان والالتزامات التي عليها، وخلال اللقاءات الجماهيرية عندما يتدافع الناس حولها لعرض مشاكلهم لا يغضب بل يشاركها في الرد عليهم، بالإضافة إلى أنه يعي تماماً طبيعة شغلها كمحامية لأنهما زملاء مهنة واحدة، فقد تزوجها وهي محاميه وعندما تغيب خارج المنزل أو تتأخر فهو عالم تماماً بطبيعة عملها ومتعود هو وأولادهما على ذلك. تقول نهلة: لن نجد معارضة من الأهل بترشيحنا في الانتخابات نحن الاثنين بل وجدنا مباركة منهم وأيضاً من أصدقائنا، ولكن بعض الناس فهمت أننا عايزين نأخذ مقعدين في مجلس الشعب طمعا أو منظرة أو حبا للظهور، ولكننا هدفنا الأساسي هو اتساع العمل الخدمي لنا لأننا نشعر باحتياجات الناس وهموهم ومشاكلهم من خلال عملنا في المحاماة، كما أننا نشعر أن القوانين والتشريعات بحاجة لتغيير وأفكار جديدة، وهذا ما نسعى إليه من تقديم أفكار جديدة وطموحة ممكن أن تفيد المجتمع. وتشير إلى أن دعايتهما المقترنة ببعضهما ساعات تفرحها وساعات لا.. لأن أحياناً الناس تسخر منهما مشيرة إلى تدخل بعض الناس لزرع مشاكل بينها وبين زوجها، مؤكدة أنهم لن يفلحوا وأيضاً غير مؤثرين "أنا وزوجي متفاهمان ولن تتأثر علاقتنا الزوجية والعملية والاجتماعية والانتخابية". تذكر الزوجة المرشحة أن نجاح زوجها في الانتخابات سيكون نجاحاً لها لأن وراء كل رجل عظيم امرأة، "زوجي رجل عظيم فهو زوج مثالي وأب مثالي نسعى معاً لتربية أولادنا الثلاثة، هاجر 7 سنوات وسارة 5 سنوات ومريم 3 سنوات على القيم الحميدة والعادات والتقاليد المحترمة.