ذات مرة نصحني أحد القراء أن أنحرف بمركبتي بعيداً عن طريق السياسة. قال إنه يحترم كتابتي الأدبية وإن الرأي السياسي الذي أكتبه يهدد هذا الاحترام، أو شيئاً من هذا القبيل. كان الإيحاء أنني من الشخصيات التي ضلت الطريق، وبما أن الأمل في تصويب وجهتي ضعيف (...)
صدر كتابي الأول في القاهرة بعد أن وافقتُ الناشر علي دفع مبلغ من المال أعتقد أنه غطي تكلفة الطباعة كاملة وربما قسماً من إيجار الشقة التي يستخدمها مقراً لداره أيضاً، وكنت أنتظر أن يقوم هو بالمراجعة والتصحيح ثم التوزيع والترويج. لم يحدث. بقيت النسخ في (...)
في الطريق إلي عزل محمد مرسي والانهاء المبكر والمحمود لفيلم هابط عنوانه الإسلاميون في السلطة، طرحت الأطراف المعادية للإسلام السياسي مفهوم الهوية المصرية كقيمة يجب الحفاظ عليها في مواجهة الاحتلال الإخواني؛ وبعيداً عن أي اعتراف ممكن بأن ما يسمح أصلاً (...)
رأيت فيما يري المخبول باولو ونايف يرتدي كل منهما بذلة داكنة وربطة عنق أنيقة وقد جلسا إلي طرفي مائدة بيضاوية تشغل الحيز الأكبر من مستطيل يومض، أحدهما في مواجهة الآخر؛ يقلّبان أوراقاً لا تكاد تُسمَع خربشاتها من وراء.
وفي منتصف المائدة، مواجهاً إياي، (...)
التحول الديمقراطي في العالم العربي بالنسبة للغرب لا يعني سوي
الديكتاتورية الطائفية
بيان "نخبوي" آخر منتشر علي "فيسبوك" قال لك إن في المجتمع المصري الآن انقساماً بين فصيلين لا حَكَم بينهما إلا »الثورة«. ومن غير ما يتعرض لحقيقة أن ثورته هذه لم تحترم (...)
وكفّي تقفز من وتر لآخر
بحثا عن الضحايا
عن أي شيء أُعبِّر؟
مثل ضربة الكونترباص
تقف حياتي
خلف الجوقة الكبيرة
النوافذ مفتّحة
وقوس الهواء يضرب أعناق الصف الأول.
نحاسٌُ
وقَرْعٌ مشدود
وأعلام بلاد مجهولة
أشب علي أصابع قدميّ
كنغمة
تتشبث بنافذة غير (...)
عن قصيدة "الأسد علي حق" لألن جينسبرج:
"ليس فردوس رضاك يا زئير الكون كيف اصطفيتني"
أرجع من الإسكندرية عبر طنطا لأجد الثورة أسفل سريري
ومَثنيَّ الجذع علي ضوء أبجورة الكومودينو، وجهي بمحاذاة المُلّة
أتبين الملايين تركض وتدافع عن نفسها بالحجارة، كل (...)
لا أذكر كيف تعرّفت بعلاء خالد. كان إسلام العزازي مخرج السينما صديقاً مشتركاً. كان يتنقّل بين القاهرة والإسكندرية كما نفعل جميعاً، لكنه مثل علاء أصلاً من هناك. أذكر مقهي علي البحر بين ميامي والعصافرة وآخَر في رأس التين. أذكر إعجابي بوجود "مثقف (...)
كنت أذهب إليه في مرسمه بمصر الجديدة فيطردني. لم يكن يطردني بالضبط، وليس كل مرة طبعاً، لكنه لم يكن يتساهل في أي هفوة تنظيمية من جانبي وكان يتعمد معاملتي كصبي معلم بدلاً من زبون. ضخامة جثته واتزانه الوقور يصدّران إحساساً بأنني أقف منه موقف الابن (...)
الشخص الثالث
»نملية« مطبخها عامرة بالمسلّمات. لكن هناك دُرجاً أعمق من إحساسها بالصواب، مخصصاً لبذرة الرجل الذي تري في وجهي كيف خيّب رجاءها قبل أن يموت (لولا ضرورة الخروج من بيت أهلها، لماذا كانت ستحمل بذرة هذا الرجل بالذات؟ ولولا أنه يري الإنجاب (...)