قارئ إبراهيم عبد المجيد يُدرك أنّ كتابته عصيّة على أيّ تصنيف زمني، فمع كلّ رواية جديدة، نراه عصريًّا ومتجددًا كأنّ الأدب عنده هو مساحته للتجريب الفني المستمرّ. وتأتي روايته "السايكلوب" (دار مسكيلياني- تونس)، لتُضيء هذا الجانب من خلال لغةٍ راهنة تعجّ (...)
أثار خبر صدور كتاب جديد للأديب الراحل نجيب محفوظ ضجة كبيرة في الوسط الثقافي، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي.
وراح كثيرون يطرحون أسئلة جعلت من الخبر قضية: لماذا تمّ اختيار دار الساقي اللبنانية كي تنشر كتاب نجيب محفوظ؟ هل القصص كانت مجهولة فعلاً؟ ما هو (...)
قد يجهل القارئ العربي اسم الكاتب الفرنسي إريك إيمانويل شميت، ولكن ما إن تذكر اسم روايته الشهيرة «ميسيو إبراهيم وزهور القرآن» حتى يستفيض حديثاً عن كتابٍ تُرجم إلى العربية ولغات عالمية كثيرة، قبل أن يستحيل فيلماً بديعاً من بطولة عمر الشريف. هو أيضاً (...)
لا شك في أن معرض بيروت للكتاب يفقد رونقه عاماً تلو آخر. ولعلّ قيمته ما زالت محصورة في رمزيته كمعرضٍ رائدٍ احتضنته العاصمة اللبنانية في خمسينات القرن العشرين ليصير أمثولةً احتذت بها الدول العربية كافةً. زوّار المعرض في دورته الحادية والستين أدركوا (...)
كاتبة شابة، حيوية، سمراء بملامح مغربية وأناقة فرنسية. ليلى سليماني، مزيج بين ثقافتين متباعدتين، تعمل على التقريب بينهما بالكتابة أولاً وعبر منصبها السياسي- الديبلوماسي الجديد، ثانياً. بعد فوزها العام الماضي بجائزة غونكور عن روايتها «أغنية هادئة»، (...)
منذ أن اشتعلت الحرب في سورية قبل ستّ سنوات تقريباً، بدأنا نشعر بحرارة الكتابات الروائية السورية وغزارتها. أعمال كثيرة ينشرها كتّاب سوريون، جدد ومكرّسون، بعضهم عالق بين الصمود والسقوط في الداخل، وبعضهم الآخر موزّع في أرجاء هذا العالم. الروايات كثيرة (...)
أحياناً، تجثم الكتابة على قلب أحدهم كأنّها فعلٌ قسري. تخنقه الرغبة في أن يكتب كلّ فكرة تلتمع في رأسه، بل كلّ خلجةٍ يحسّها في أعماق شعوره. هؤلاء يمارسون الكتابة كمن يُخلّص نفسه من اختناقٍ وشيك، فلا تؤثّر غزارة إنتاجهم في قيمة ما ينتجون، فتظلّ كلماتهم (...)
دخل الأدب العربي أخيراً شبكة الإنترنت، وصار واجباً الاعتراف به نمطاً جديداً. ولم تعد خافية على أحد الأزمة التي تشهدها مؤسسات ثقافية أو صحافية، بحيث أُقفل بعضها، فيما بقيت أخرى مهددة. وبعد تقلّص الصفحات الثقافية ورقياً، لجأ الكتّاب العرب إلى المواقع (...)
تميل الكاتبة اللبنانية المقيمة في القاهرة لنا عبد الرحمن إلى الشخصيات المهمشة وتمنحها بطولات أعمالها الإبداعية. حين اختارت الكتابة عن الحرب، وجدت نفسها منحازة أيضاً إلى مشاعر الإنسان المأزوم بعيداً عن أيّ حسابات أخرى. كتبت مجموعتين قصصيتين هما: (...)
رجاء نعمة روائية لبنانية مخضرمة وباحثة في التحليل النفسي الدّلالي للأدب، عملت خبيرة دولية في كتابة وتقييم برامج التعليم والتثقيف في عدد من البلدان العربية (لبنان مصر واليمن)، وأصدرت عشرات الكتب والروايات منها: «طرف الخيط»، «حرير صاخب»، «فراس وأحلام (...)
قد يوهمك السارد في مستهلّ رواية شكري المبخوت الجديدة «باغندا» (دار التنوير) بأنّه سيقودك نحو اكتشاف سرّ اختفاء «الجوهرة السوداء في تاج كرة القدم التونسية»، باغندا. ولكن، ما إن تتوغّل في القراءة حتى تكتشف أنّ الرواية التي نهجت أسلوب التحقيق (...)
فاجأ حسن عبدالله الجميع حين أطل شاعراً بديوانه الأول «أذكر أنني أحببت»، ثمّ فاجأهم حين صام عن الشعر وكتب للأطفال، وها هو يعود اليوم رسّاماً ليحمل كما دائماً مفاجأة غير متوقعة. وليس معرضه الأوّل «مقام الأخضر» في دار الندوة (من 10 حتى 25 الشهر الجاري) (...)
قيد الدرس»، عنوان الرواية أم أزمتها؟ يتساءل القارئ وهو يتابع تطوّر أحداث رواية لنا عبدالرحمن، الكاتبة اللبنانية المقيمة في مصر، الصادرة حديثاً عن دار الآداب البيروتية. فالعنوان الذي اختارته الروائية لعملها الجديد بعد «أغنية ماغريت» و«ثلج القاهرة» (...)
ليست الهوية قضية جديدة في الأدب العربي الحديث، ولعلّها من الموضوعات الأكثر طرحاً في الروايات التي أنتجتها مرحلة الهجرة والانفتاح العربي على الغرب، فغدا سؤال الانتماء أشد تعقيداً في حياة شخصيات تائهة غالباً بين هويتها العربية الأصلية والغربية (...)
ليست الصحراء في روايات لينا هويان الحسن فضاءً جغرافياً تلتقي فيه الشخصيات لتنطلق نحو أقدارها ومساراتها المتشعبة، بل إنها تيمة متجددة تلتقطها بعينها الأنثوية لتُسجّل تفاصيل الحياة البدوية «الخفية» عن كل من لا ينتمي إليها. ولا يأتي فعل الانتماء هنا (...)
بعد سنوات قضاها متنقلاً بين العمل الصحافي والتدقيق اللغوي في دور نشر، قرّر جورج يرق أن يتفرّغ أخيراً للكتابة الروائية. فأصدر في عقده الخامس روايته الأولى «ليل» (2013) تلتها روايته الثانية «حارس الموتى» (2015) التي نافست أعمال كتّاب معروفين ووصلت إلى (...)
في لحظة عبثية عاجلة، قد تنقلب الأمور كلّها، فيصير المواطن لاجئاً والوطن رعباً والدار دماراً والعائلة شتاتاً والحياة احتمال موت دائماً. على هذه التحولات المصيرية السريعة، تنبني رواية شهلا العجيلي «السماء قريبة من بيتنا» (منشورات ضفاف)، المرشحة للبوكر (...)
مثلما اعتاد التنقّل بين عواصم العالم مدفوعاً برغبة في البحث والاكتشاف، يحلو للكاتب المغربي أحمد المديني أن يتنقّل أيضاً بين الأجناس الأدبية مستمتعاً باختبارات إبداعية تتنوع بين الشعر والرواية وأدب الرحلات والنصوص السيرية والقصة القصيرة، التي يراها (...)
لا شيء ثابتاً في الرواية الأولى للكاتبة كاتيا الطويل «السماء تهرب كل يوم» (نوفل- هاشيت، أنطوان). الشخصيات متغيّرة والأحداث متشظية والمواضيع مختلفة. وحده المقعد الخشبي المهترئ يبقى مستقراً، ليصير شاهداً على تحولات العالم من حوله. ومن هذا التقابل بين (...)
لا ندري إن كان الياس خوري تعمّد تقديم جزء ثانٍ من روايته الشهيرة «باب الشمس» فكتب «أولاد الغيتو - اسمي آدم» (دار الآداب)، أم أنه تابع بحثه عن حكايات عالقة في حناجر فلسطينين فقرّر أن يحكيها في عمل إبداعي جديد. ولكن في كلتا الحالتين، تأتي الرواية (...)
تكاد تكون الزحمة هي صفة معرض بيروت اللصيقة في دورته التاسعة والخمسين (من 28 تشرين الثاني- نوفمبر حتى 10 كانون الأول-ديسمبر). فمن زحمة سير خانقة في الخارج إلى تدافع الحشود في الداخل، يقف الزائر في حيرة من أمره: من أين انبعث كلّ هؤلاء القرّاء؟ في (...)
ما إن خمدت العاصفة التي أثارتها السرقة «الموصوفة» عن كتاب «الرواية العربية، المتخيّل وبنيته الفنية» (دار الآداب، 2011) للناقدة والروائية يمنى العيد، حتى حصلت فضيحة جديدة تمثلّت بسرقة أخرى سافرة عن كتاب «في الرواية، وقضاياها» (دار الغدير، 2011) (...)
هو الطفل مرة أخرى يدفع ثمن «لعبة» الكبار. أقول لعبة وليس حربا، لأن التاريخ علمنا أن الحروب تبدأ ثم تنتهى، لكن الحرب فى عالمنا العربى لا تعرف لها نهاية. وعلى كثرة ما اعتادت أعيننا مشاهد المجازر والدماء، لم تعد «الصورة» تؤثر فينا. العادة أسقطت (...)
في روايتها الجديدة «صورة على هاتف جوّال» (شركة المطبوعات للتوزيع والنشر)، تستبدل إلهام منصور السؤال «ماذا سيحدث؟»، الذي يرافق القارئ عادة أثناء توغّله في أيّ عمل روائي، بسؤال أكثر ضبابية «من يتكلّم؟». فالرواية، على رغم وضوحها، لا تنكشف دفعة واحدة (...)
منذ أن أصدر روايته الأولى قبل ستّ سنوات تقريباً، تمكّن علي المقري من أن يحفر لنفسه مكانةَ في المشهد الأدبي اليمني والعربي. تميزت رواياته بالجرأة في طرح مواضيع محلية مسكوت عنها، ضمن معالجة إنسانية تتخطى حدود الزمان والمكان. صدرت للمقري عشرة كتب، منها (...)