كيف انتهى بى الأمر مُمددة هكذا على جانب الطريق؟.. هل فررت من ضجيج القاهرة؛ لأحصل على تلك النومة المرهقة هنا؟.. ولماذا يتجمع حولى هولاء الحمقى هكذا؟.. لماذا لم يمد أحدهم يده، ويزيح عنى تلك الصفحات المتراكمة على وجهى، أكاد اختنق؛
ربما يظن هؤلاء (...)
يطل من الراديو كل صباح، صوت وقور، مُعلنا: إذاعة جمهورية مصر العربية من القاهرة تقدم...
تُدرك معه الصغيرة أنه قد حان موعد الخروج اليومى مع ماشية الدار، بعدها ينساب صوت فؤاد المهندس قائلا: كلمتين وبس، فتمتزج كلماته مع صخب الدواب فى رحلة خروجها (...)
جلس كعادته أمام البحر، بعد أن ألقى زهرة التوليب الصفراء فى قلب مائه الأزرق الداكن، أوصى الموج أن يترفق بزهرته، وأوصاها أن تحمل سلامه إلى "رضوى"، تذكّر يوم داعبها ساخرا: كيف تُحبّين اللون الأصفر وهو رمز الغيرة؟ فالغيرة لا تليق بكِ يا حبيبتى؟ (...)
صباح الخير عزيزى القارئ، ربما لن يكون الوقت صباحا عندما تمر هنا، ولكنى أحب تحيات الصباح، واللقاءات الصباحية، فهى دوما أكثر إشراقا، وودا، وشفافية ربما يمنحها ضوء السماء بعضا من روحه.
إذا كنت تقرأ الآن هذا المقال، فينبغى أن أخبرك أن السطور المقبلة (...)
"القهوة هى مزاج الأشخاص الذين يحفظون للكوكب توازنه" عمر طاهر فى روايته "كحل وحبهان".. إذا فأنا واحدة من هؤلاء البشر المساهمين فى اختلال توازن هذا الكوكب عن جدارة، أول مرة وقعت عيناى على كلمات "طاهر" لم يكن لى علاقة بالقهوة، كنت أعتبرها دوما مشروب (...)
لم يخطر بباله يوما أن ينتهى به المطاف هنا، بائع فى محل أخذية. لا يخجل عبد الله من المهنة التى فرضتها عليه ظروف لا يد له فيها، فلا يجوز له أن يقلل من عمل شريف هكذا لقنه والده، لكنه أحيانا يتطلع إلى السماء متسائلا فى لوم: "كيف أكون طبيبا ينتظرنى (...)
- «وليد مسلم» يعيد البريق للصناعة الوطنية بإنتاج قطع غيار محلية للسفن.. وأجر العامل يصل إلى مائتين وخمسين جنيهاً يومياً
داخل ورشة صغيرة فى محافظة السويس بأدوات وخامات محلية يعيد وليد مسلم بعضاً من البريق المفقود للصناعة الوطنية.
فى البداية أكد (...)
هو واحد من هؤلاء الشعراء الذين كلما بحثت عن أغنية أحبها وجدتها من تأليفه.. "جواب" و"بأمر الحب" لعبدالحليم حافظ، "الشوق" لمحمد فوزى، "ياما القمر ع الباب" لفايزة أحمد، "أما براوة" لنجاة، ورائعة وردة "أكدب عليك".
كل تلك الأغنيات وغيرها جعلت اسم مرسى (...)
أطل برأسه من الصندوق الخشبى باحثا عن فتاته الصغيرة، لكنه لم يلمحها بين الحضور، بُهت من الوجوه الكثيرة التى تحيط صندوقه الخشبى القديم. مشيعون كثيرون يتبعونه لم ير أكثرهم منذ سنوات طويلة، والبعض الآخر لا يعرفهم على الإطلاق. لماذا تذكروه الأن؟ ليعتبروا (...)
اكتفت الصغيرة يومها بضحكة باهتة ارتسمت على شفتيها امتثالا لتعليمات الرجل، بينما ملامح وجهها تصرخ فى صمت: "تلك الضحكة لا تنتمى لى".
لم تعرف الصغيرة يومها ماذا عليها أن تفعل. هل تستجيب للرجل العجوز، أم تنصاع لتعليمات أمها” الضحك بصوت عال عيب” هكذا (...)
ليت أسماء تعرف أن أباها صعد
لم يمُتْ
هل يموت الذي كان يحيا
كأن الحياة أبد
أمل دنقل فى رثاء صديقه يحيى الطاهر عبدالله
مرت منذ أيام ذكرى رحيل الكاتب يحيى الطاهر عبدالله الذى وافته المنية إثر حادث سيارة على طريق الواحات فى التاسع من إبريل عام 1981، (...)
"إلى الخميسى.. الذى يشبه الكُرة.. كلما ضربوه لأسفل قفز إلى أعلى!"
بتلك العبارة اختصر الكاتب الساخر محمود السعدنى حياة الشاعر والكاتب عبدالرحمن الخميسى أو القديس كما لقبه أصدقاؤه، ذلك اللقب الذى رافقه طويلا، مؤنسا وحدته فى غربة فُرضت عليه مع بداية (...)
"أسمع يا أحمد إذا حلت بى نهايتى، فقم بدفنى إلى جوار شجرة فى المنصورة.. أو أزرع لى شجرة إلى جوار قبرى.. لأننى سأعود عصفورا ولابد أن أجد مكانا يا أولاد الكلب حتى أغنى من فوق أغصانه".
هكذا أوصى الشاعر متعدد الموهبة عبد الرحمن الخميسى ولده أحمد قبيل (...)
السلام عليكم دار قوم مؤمنين.. أنتم السابقون ونحن اللاحقون
اعتاد أن يردد تلك الجملة كلما مر بحقول القبور المتناثرة حول القاهرة القديمة، لم يُلق بالا من قبل بالنصف الثانى من تلك العبارة، أما اليوم فى طريق عودته من زيارة الطبيب، ألقى عليهم السلام كما (...)
مرت سنوات طويلة، لكنها لم تنس يوما ما حدث. كانت لا تزال طفلة لكنها تتذكر. عندما ظن أنها نسيت، جاءها غاضبا وصاح بها..
- لقد قتلتيننى.
- لم أكن أقصد.
- أهكذا تبررين جريمتك؟
- كان حادثا، وانتهينا من تلك المساءلة منذ سنوات، لماذا تلومنى الأن، لم أكن (...)
سافر حبيبى وداخل لى يودعنى
بكى وبل المحارم وأنا قلت إيه يعنى
والله فراق الحبايب مُرّ يوجعنى
بأداء أقرب للعدودة الصعيدية يحمله صوت وائل الفشنى وتوقيع موسيقى تامر كروان البديعة، قررت المخرجة كاملة أبو ذكرى أن تصحب المشاهد فى رحلة طويلة إلى واحة (...)
انتصف ليل سهرة صيفية تحتضن فرحا شعبيا فى أحد أحياء القاهرة المزدحمة، سكون ثقيل يخيم على الحضور، وهنت قواهم بعد وصلات الرقص الصاخبة، فقدوا شهيتهم للتمايل من جديد، استراحوا إلى مقاعدهم الحديدية الصغيرة المكسوة بالقطيفة الحمراء الداكنة المتراصة فى (...)
"طول حياتى أفتخر أنى خريجة كلية الإعلام جامعة القاهرة قسم الصحافة، لكن أيامى فيها مكنتش أحلى الأيام زى ما كتير من الزملاء كاتبين، كل أما أعصر شنطة ذكرياتى بييجى فى دماغى كمية العنصرية اللى اتمارست ضدى بس لمجرد إنى بنت سمرا". بهذه الكلمات عبرت صديقتى (...)
أتى المساء حاملاً معه الخبر.. محمود عبد العزيز مات، لتمر بالذاكرة سريعًا، ذكرى مع كل دور شاهدته فيه، أتوجه للجريدة صباحًا، وأنا أعرف السيناريو المعتاد فى مثل هذه الظروف.. ملف صحفى عن الفنان الراحل، وأتوقع غالبًا أن أتولى أنا إخراجه الفنى.
قبل أن (...)
يبدع أنيس منصور فى التقاط القلق.. الخوف.. الحيرة.. من شرق الكوكب أو غربه.. شماله أو جنوبه، وإلقائه إلى القارئ ليشتركا معًا فى أرق طويل حول جدوى الحياة ومعناها، فمن بين كل ما يمكن تقديمه من آداب الغرب، ينقل مناجاة سجلها أديب إيطالى وهو يتأمل البحر (...)
"ادفع كى تلعب".. قاعدة حاكمة فى عالم السياسة، لكن من يدفع لمن؟ وما هى اللعبة؟ هذا ما حاول كتاب "دليل الاستبداد والمستبدين" تأليف "بروس بيونو" و"ألستير سميث" الصادر عن مكتبة الأسرة 2014 توضيحه لأمثالنا من عامة الشعب، فرغم اختلاف الدول، والظروف (...)
مبهجة.. تستطيعين قراءتها فى جلسة واحدة.. ستدفعك للكتابة عنها..
بتلك الملاحظات الثلاث لخص الكاتب الصحفى محمود صالح رأيه فى رواية "نابروجادا" للكاتبة سلمى أنور، عندما رشحها لى للقراءة، لم أعلق على ملاحظاته، ولكنى كنت على يقين أنى لن أقرأها فى جلسة (...)
"ماذا يستفيد الإنسان لو خسر روحه، وربح العالم أجمع".. المسيح
"ليت الصورة تكبر، وأخلد أنا فى شبابى، إنى لأنزل عن أعز ما أملك لتتم هذه الصفقة، هذه روحى أنزل عنها مختارا ليكون لى ما أريد".. دوريان جراى
بين هاتين العبارتين نسج أوسكار وايلد روايته "صورة (...)
مر ثلاثة أعوام تقريبا على ما حدث، كان اليوم يعبر عاديا أقرب إلى الملل كبقية الأيام لا يختلف عنها فى شئ، حتى استيقظت من نومى مفزوعة على صوت طلقات الرصاص، وانفجارات لا أدرى إن كانت قنابل تسقط أم بيوت تنهار، التفت حولى بعد أن فتحت عينيا أبحث عن مصدر (...)
عامان قد مرا على نجاحنا فى إقناع أمى بالموافقة على مد وصلة دش مثل باقى الجيران، تلك الوصلات التى انتشرت فى بيوت أحياء القاهرة الشعبية حيث لا يستطيع أغلب سكانها امتلاك أطباق دش خاصة، فلجأوا إلى حيلة الوصلات ليدخلوا عصر السماوات المفتوحة بعشرين جنيها (...)