نتفاخر دائما بمبدعينا وعباقرتنا القدامى، بينما غالبا نتناسى الحاليين، عدا القلة التى تبرز على السطح بالمصادفة، أو بإجادة الدعاية لأنفسهم!.. إلا أن هذا بالتأكيد لا يعبر عن الحجم الحقيقى للمبدعين الذين نجهلهم، بسبب إعلام ومؤسسات ثقافية تتجاهلهم!.. (...)
منذ طفولتى أسمع اسمه يتردد أمامى، كأحد أهم مخرجى المسرح، وذلك قبل أن أشاهد أو أستوعب قيمته الفنية..ازدادت معرفتى به عن طريق حكى صديقة طفولتى البيانيست المبدعة/مها سمير(ابنة شقيقته) والتى عرفتنى كثيرا من سماته الإنسانية..ومرت سنوات حتى فوجئت بتليفون (...)
فى أواخر الثمانيات كتب المؤلف السوري/حسن محمد يوسف سلسلة مقالات عن رحلته للنرويج والبلاد الإسكندنافية، وأطلق على النرويج آنذاك «سقف العالم».. وقد أعاد استخدام الاسم عام 2017، وأطلقه على مسلسل أنتجه وأخرجه المبدع/نجدة أنذور(الذى تم انتخابه كنائب (...)
الحياة ليست عادلة بالشكل الكافى، فالحظ يلعب دوره مع الجميع، دون النظر إلى موهبة أو كفاءة فى كثير من الأحيان!.. ويظهر هذا جليًا فى المجال الفنى،فرغم ما يبدو من رفاهية ظاهرية يتمتع بها الفنانون، إلا أننا لو نظرنا للمجحوف حقوقهم، لوجدناهم أكثر كثيرًا (...)
دقت طبول الحرب.. عادة ما يطلق هذا التعبير المجازى عند اشتداد الصراعات والأزمات الدولية، للدلالة على أن حربًا قد أوشكت..وهو تعبير له جذوره فى عمق التاريخ؛ حيث كانت تقرع الطبول لإعلان الحرب وتحفيز العقول وبث الحماس فى القلوب، إلى جانب تنظيم الجنود (...)
أحبها الجمهور بمواهبها المتعددة وخفة ظلها وجمالها المميز وأنوثتها الطاغية.. وربما كانت أول الفنانات التى تتصف بالجمال وتصنف كنجمة كوميدية، فقد غيرت الصورة الذهنية للفنانة الكوميدية، بعد أن كانت ترتبط بالشكل الكاريكاتيرى والمبالغة فى المظهر والأداء، (...)
كثيرًا ما ننسى ممثلين قدامى أحببناهم، ولا نتذكرهم إلا عند إعادة أعمالهم كل حين، فنتساءل أين هم الآن!..وأحيانًا يظهرون فى أعمال حديثة بعد اختفاء، فنفاجأ بمن كانوا شبابًا أصبحوا شيوخًا، دون أن تأتيهم فرصة لسنوات طويلة، رغم ما يتمتعون به من موهبة (...)
حين نفتش فى تراثنا الغنائى والموسيقى، سنجد عشرات المبدعين الكبار الذين لم يأخذوا حقهم من الشهرة والنجومية، رُغم تميزهم وتقديمهم لأعمال مهمة أثرت وجدان الجمهور العربى!.. أحد هؤلاء المظلومين هو المبدع الكبير/عبدالعظيم عويضة.. الذى قدّم عشرات الألحان (...)
اعتدنا أن يكون عمر الستين لدى البشر هو سن التقاعد والاستغناء عن الخدمة.. ولكن فى عمر المؤسسات والكيانات الكبرى لا يعبر هذا العمر عن الشيخوخة، بل تحتفل به بعض الدول -كبريطانيا- باعتباره يوبيلاً ماسيًا.. فمُضىّ الأعوام على الكيانات الراسخة يعني الخبرة (...)
«هناك بعض المبدعين العظام الذين تركوا بصمات هامة أثرت الفن المصرى، ومع ذلك لا يعرفهم سوى قلة!.. وفى الغالب لا تتوافر عنهم أى معلومات!.. ومن هؤلاء المؤلف الموسيقى الكبير/ميشيل يوسف، والذى يعد من رواد موسيقى السينما المصرية.. فقد وضع الموسيقى للكثير (...)
شخصية فريدة عاشت حياة متناقضة.. ولدت فى أسرة أقل من المتوسطة، ولكن خالتها فى غاية الثراء الست/ تحية كاريوكا فى عز مجدها وجمالها وشهرتها، والتى رغم كل عطاءات الله حرمت من الذرية.. ومع مشاعر الأمومة المسيطرة عليها، وجدت فى بنت شقيقتها العوض.. لم تمانع (...)
تمر الأيام وتسرق أعمارنا دون أن نحقق الكثير من أحلامنا ومشاريعنا المؤجلة.. وقد تلهينا عن أصدقاء مقربين من قلوبنا لضيق الأوقات وبُعد المسافات.. فتمر الشهور وربما السنون وكل منا فى طريق، حتى نلتقى أو نتواصل بمكالمة تليفونية، فنشعر وكأننا لم (...)
عادة يزدهر الإبداع مع الأزمات أو الحروب والشدائد، وربما يولد مبدعون جدد من رحم تلك الظروف القاسية.. وهو ما حدث كثيرا، مثلما حدث أثناء حرب أكتوبر، عندما أقام المبدعون فى استديوهات الإذاعة لإنتاج أغان مازالت تعيش فى وجداننا، رغم أن صناعتها لم تستغرق (...)
تعرفت عليه من سنوات طويلة.. ورأيته مصرياً من طمى نيلنا المعطاء.. شامخ كالنخيل الأصيل.. حنون عطوف محب لكل خلق الله.. فنان مبدع راق نبيل هو الفنان الكبير/حسين العزبى.. الأب لكل الأطفال.. والذى يفتح قلبه وبيته والأتيليه الخاص به لأى طفل، يحنو عليه (...)
لأكاديمية الفنون مكانة بالقلب، تتساوى مع مكانة البيت الذى نشأنا فيه..فقد التحقنا بها أطفالاً صغارًا، لذا كثيرًا ما أضبط نفسى متلبسة بالتعصب لأحد خريجيها، سواء ممن تزاملت معهم، أو من دفعات أخرى.. ومن معهدى(الكونسرفتوار) أو أحد أشقائه من معاهد (...)
الكوميديا كما عرفناها من الإغريق من آلاف السنين، فن راق وجاد له قواعده وشروطه.. ورغم تهاون البعض فى نظرتهم للأعمال الكوميدية، فإنها من أصعب فنون الدراما، فى كتابتها وإخراجها وأدائها.. ولكن كثيرًا مما يعرض من أعمال يفترض أنها كوميدية، لا تندرج تحت (...)
منذ بدأ التليفزيون المصرى البث فى 21 يوليو عام 1960، اعتادت الأسر أن تلتف حول شاشة التليفزيون، لمتابعة البرامج والمسلسلات، أو حتى الأفلام، دون قلق أو حذر من المحتوى المقدم..فقد كانت القاعدة الأساسية والقناعة التى تبنتها الدولة، أن تلك الوسيلة (...)
قالها الرئيس السيسى: «ده ضابط وده ضابط، والاثنين كانوا مع بعض في فرقة واحدة..الفرق بينهم إن واحد منهم اتلخبط وخان، والآخر استمر على العهد والفهم الحقيقي لمقتضيات الحفاظ على الدولة المصرية وأهل مصر».. ربما كانت كلمات الرئيس هى طرف الخيط الذى التقطه (...)
فرض علينا وباء «الكورونا» عزلة فى منازلنا، وأصبح مجرد النزول للشارع نزهة لا تتم إلا للضرورة القصوى، وتم إغلاق الحضانات، وتعطيل الدراسة بالمدارس والجامعات، ووقف الأنشطة الرياضية والفنية بالنوادى وغيرها.. وبالتالى فرض على أبنائنا حصارا جبريا (...)
لم نكن نتخيل ونحن نشاهد أزمنة الأوبئة فى الأعمال الفنية، وما تحدثه من بؤس وقسوة وانقباض، أن نعايش تلك المشاعر واقعيًا فى زماننا هذا، والذى وصل فيه الإنسان إلى أعلى مراتب العلم، وتسخير نظرياته لتحويل الخيال فى الأدب والسينما إلى واقع!!.. فأصبحنا نعيش (...)
فى هذا الوقت العصيب الذى نمر به، بسبب فيروس «كوفيد19» الذى اجتاح العالم.. أصبح الأطباء والباحثون والعاملون فى المجال الطبى هم خط الدفاع الأول، أو الجيش الأبيض كما أُطلق عليهم.. وهو ما جعل الكثيرين يستشعرون أهمية العلم والعلماء، ويتأكدون أن دعم البحث (...)
فى الوقت الذى تعاملنا فيه مع الفنون باعتبارها رفاهية، ومن وسائل الترفيه والمتعة فقط، تعامل غيرنا مع الفنون بجدية، فأدركوا دورها وتأثيرها، واستخدموها لتحقيق أهدافهم فى جميع مناحى الحياة.. وعرفوا من خلالها كيف يقودون الشعوب ويخضعونها.. وأبرز مثال على (...)
يمر الزمن وتتوالى الأيام، ويأتى اليوم الذى يعيدنا أطفال نبحث عن حضن الامهات..نخلع أردية القلق والمتاعب والصراعات اللانهائية فى البحث عن موضع قدم لتحقيق الذات..يأتى عيد الأم فيتسابق البعض يهرول للبحث عن هدية تسعد أمه، فيها الاعتراف بالأفضال والإعتذار (...)
رغم المآسى التى نراها أو نسمع عنها يوميا، من تنصل بعض الرجال عن مسؤولياتهم فى أداء واجبهم الذى فرض عليهم بالشرع والدين والعادات والتقاليد، وهم يتملصون ويبتعدون وينكرون دخولهم كى يستطيعوا الهرب من دفع مصروفات صغارهم، ولا يدرك هؤلاء قدر حسابهم فى (...)
حين أطل علينا «أوكا وأورتيجا وشحتة كاريكا»، بأغنياتهم الغريبة بكلماتها ونغماتها وطريقة أدائها، لم نكن نتخيل أنها سوف تصبح مَدرسة جديدة فى الغناء!!..لها روادُها وأتباعُها وجمهورُها العريض الذى لم يقتصر فقط على الطبقات الشعبية!!..بل امتد ليصل لأرقى (...)