أحمد سليمان: الزمالك جاهز لمواجهة دريمز.. ولدينا ثقة في جميع اللاعبين    أرتيتا: لاعبان يمثلان صداع لي.. ولا يمكننا السيطرة على مانشستر سيتي    بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا    رئيس مياه القناة: تكثيف أعمال الملس والتطهير لشبكات الصرف الصحي    الفريق أسامة ربيع يبحث مع "هيونداي" سبل التطوير في مجال الخدمات اللوجيستية    عاصفة ترابية شديدة تضرب مدن الأقصر    جماهير بايرن ميونخ يوقعون على عريضة لبقاء توخيل    تامر حسني يبدأ تصوير فيلم «ري ستارت» في مايو    رحلة فاطمة محمد علي من خشبة المسرح لنجومية السوشيال ميديا ب ثلاثي البهجة    وفد جامعة المنصورة الجديدة يزور جامعة نوتنجهام ترنت بالمملكة المتحدة لتبادل الخبرات    عاجل| مصدر أمني: استمرار الاتصالات مع الجانب الإسرائيلي للوصول لصيغة اتفاق هدنة في غزة    وزير الخارجية الروسي يبحث هاتفيا مع نظيره البحريني الصراع الفلسطيني الإسرائيلي والتصعيد بالبحر الأحمر    التربية للطفولة المبكرة أسيوط تنظم مؤتمرها الدولي الخامس عن "الموهبة والإبداع والذكاء الأصطناعي"    ذاكرة الزمان المصرى 25أبريل….. الذكرى 42 لتحرير سيناء.    الآلاف من أطباء الأسنان يُدلون بأصواتهم لاختيار النقيب العام وأعضاء المجلس    مصطفى عسل يتأهل لنهائي بطولة الجونة للإسكواش ويستعد لمواجهة حامل اللقب "على فرج"| فيديو    أسعار الذهب فى مصر اليوم الجمعة 26 أبريل 2024    والدة الشاب المعاق ذهنيا تتظلم بعد إخلاء سبيل المتهم    وزير التنمية المحلية يعلن بدء تطبيق المواعيد الصيفية لفتح وغلق المحال العامة    خبراء الضرائب: غموض موقف ضريبة الأرباح الرأسمالية يهدد بخسائر فادحة للبورصة    «الصحة»: فحص 434 ألف طفل حديث الولادة ضمن مبادرة الكشف المبكر عن الأمراض الوراثية    مزارع يقتل آخر في أسيوط بسبب خلافات الجيرة    أول تعليق من كلوب على إهدار صلاح ونونيز للفرص السهلة    مدينة أوروبية تستعد لحظر الآيس كريم والبيتزا بعد منتصف الليل (تعرف على السبب)    "الدفاع الروسية": "مستشارون أجانب" يشاركون مباشرة في التحضير لعمليات تخريب أوكرانية في بلادنا    «التعليم» تستعرض خطة مواجهة الكثافات الطلابية على مدار 10 سنوات    25 مليون جنيه.. الداخلية توجه ضربة جديدة لتجار الدولار    «مسجل خطر» أطلق النار عليهما.. نقيب المحامين ينعى شهيدا المحاماة بأسيوط (تفاصيل)    وزارة الأوقاف تحدد موضوع خطبة الجمعة 3 مايو    حصاد الزراعة.. البدء الفوري في تنفيذ أنشطة مشروع التحول المستدام لإنتاج المحاصيل    إيرادات الخميس.. شباك التذاكر يحقق 3 ملايين و349 ألف جنيه    فعاليات وأنشطة ثقافية وفنية متنوعة بقصور الثقافة بشمال سيناء    خطيب الأوقاف: الله تعالى خص أمتنا بأكمل الشرائع وأقوم المناهج    الناتو يخلق تهديدات إضافية.. الدفاع الروسية تحذر من "عواقب كارثية" لمحطة زابوريجيا النووية    قافلة جامعة المنيا الخدمية توقع الكشف الطبي على 680 حالة بالناصرية    طريقة عمل ورق العنب باللحم، سهلة وبسيطة وغير مكلفة    خير يوم طلعت عليه الشمس.. 5 آداب وأحكام شرعية عن يوم الجمعة يجب أن تعرفها    مواقيت الصلاة بعد تطبيق التوقيت الصيفي 2024.. في القاهرة والمحافظات    استمرار فعاليات البطولة العربية العسكرية للفروسية بالعاصمة الإدارية    الإسكان: تنفيذ 24432 وحدة سكنية بمبادرة سكن لكل المصريين في منطقة غرب المطار بأكتوبر الجديدة    نجاح مستشفى التأمين ببني سويف في تركيب مسمار تليسكوبى لطفل مصاب بالعظام الزجاجية    سميرة أحمد ضيفة إيمان أبوطالب في «بالخط العريض» الليلة    أمن القاهرة يكشف غموض بلاغات سرقة ويضبط الجناة | صور    وزير الخارجية الصيني يحذر من خطر تفاقم الأزمة الأوكرانية    بث مباشر.. شعائر صلاة الجمعة من الحرمين الشريفين    تأجيل الانتخابات البلدية في لبنان حتى 2025    تشكيل الشباب المتوقع أمام اتحاد جدة في الدوري السعودي    موعد اجتماع البنك المركزي المقبل.. 23 مايو    عرض افلام "ثالثهما" وباب البحر" و' البر المزيون" بنادي سينما اوبرا الاسكندرية    الشركة المالكة ل«تيك توك» ترغب في إغلاق التطبيق بأمريكا.. ما القصة؟    طرق بسيطة للاحتفال بيوم شم النسيم 2024.. «استمتعي مع أسرتك»    رمضان صبحي: نفتقد عبد الله السعيد في بيراميدز..وأتمنى له التوفيق مع الزمالك    منها «عدم الإفراط في الكافيين».. 3 نصائح لتقليل تأثير التوقيت الصيفي على صحتك    توقعات الأبراج اليوم الجمعة 26 أبريل 2024.. «الحوت» يحصل علي مكافأة وأخبار جيدة ل«الجدي»    فضل أدعية الرزق: رحلة الاعتماد على الله وتحقيق السعادة المادية والروحية    أدعية السفر: مفتاح الراحة والسلامة في رحلتك    سلمى أبوضيف: «أعلى نسبة مشاهدة» نقطة تحول بالنسبة لي (فيديو)    أطفال غزة يشاركون تامر حسني الغناء خلال احتفالية مجلس القبائل والعائلات المصرية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أكتوبر أعظم نصر عسكرى فى العالم خلال الثلث الأخير من القرن العشرين
نشر في الوفد يوم 06 - 10 - 2015

قال اللواء عبدالمنعم كاطو، مستشار الشئون المعنوية للقوات المسلحة، أحد أعضاء فريق التخطيط بفرع العمليات خلال حرب أكتوبر: إن مكتسبات حرب أكتوبر مستمرة فى تطوير التسليح والتصنيع ومسايرة خطط التدريب القتالى الحديثة، وامتلاك أحدث المنظومات القتالية، مؤكداً أن هذا جعل إسرائيل متتبعة طريق السلام على مدار 42 عاما ولم تحاول عمل شىء ضد مصر وضد طبيعتها الإسرائيلية الغادرة، مضيفاً: لو أنها وجدت شيئاً مهزوزاً فى مصر فلنتأكد أنها كانت ستستغله لأنها بدون أمان، مشيراً إلى أن أمريكا أيضاً لو استضعفت مصر لشجعت إسرائيل بالهجوم عليها، ولكن روح أكتوبر أملت على القوات المسلحة التمسك بعقيدتها ضد كل ما هو موجه ضد مصر، بعد أن تأكد العالم أن مصر نفذت أفضل الأفكار والاستراتيجيات والتكتيكات فى حرب أكتوبر وكانت على أعلى مستوى من البراعة والدقة والمهارة.
ما تقييمك لحرب أكتوبر بعد مرور 42 عاماً عليها؟
- نصر أكتوبر هو أعظم نصر عسكرى على مستوى العالم فى الثلث الأخير من القرن العشرين لأنه غير ما فى الطبيعة الموجودة فى العالم، منها إنشاء خريطة جديدة للشرق الأوسط والعالم، وغير النظم الاقتصادية والنظريات العسكرية من تسليح وتنظيم وقيادة وسيطرة، وهو تقييم كامل وشامل لمنظومة كبيرة جداً أدارتها مصر باقتدار، وعندما نتحدث عن أكتوبر فإننا نتحدث عن فاصل زمنى قبل حرب أكتوبر وبعدها.
هذا الذى يطلق عليه روح أكتوبر؟
- روح أكتوبر كانت تعنى حتمية النصر، والإنجاز مهما كانت التحديات والصعوبات، ولذلك هى التى أفرزت لنا ثورة 30 يونية، لأن الشعب قام بأعظم ثورات العصر الحديث والتى استمدها من روح أكتوبر التى هى روح الانتصار لتنهض مصر من جديد.
إذن القوات المسلحة ظُلمت فى يونية 67؟
- نعم ظُلمت لأنها كانت حرب القرارات الخاطئة التى توالت وتسببت فى الهزيمة سواء كانت قرارات سياسية أو عسكرية لأن السياسة هى التى تقود الحرب التى هى جزء من السياسة، ثم إن العدو ظهر أمام 30٪ فقط من القوات المصرية، و70٪ منه لم تشاهد هذا العدو، ولكن قرار الانسحاب أو قرار الانتحار أدى إلى كشف الغطاء الجوى عن قواتنا، وأعطى حرية للطيران المعادى أن يضرب القوات أثناء الانسحاب وكنت فى أبوعجيلة وعشت ذكريات أليمة.
وماذا عن الوقفة التى وقفها الشعب فى 9 و10 يونية؟
- 9 و10 يونية كانت ثورة كاملة قام بها الشعب لإزالة آثار الهزيمة، وإعادة الانتصار، وأن تتحمل القيادة السياسية مسئوليتها ولا تتنحى وأجبرت على القيام بمهام قيادتها.
التخطيط العلمى
ومن هنا بدأت استراتيجية المرحلة الجديدة؟
- نعم.. ولم يستسلم الجيش مع أن 85٪ من الأسلحة والمعدات فقدها الجيش المصرى، وكان 40٪ من قواته فى اليمن ولكن زاد الحزم والحسم والإرادة والوطنية والإصرار على النصر واستعادة سيناء ويوم 11 يونية كان أول اجتماع للقيادة الجديدة وتصميم استراتيجية المرحلة المقبلة للمجلس الأعلى للقوات المسلحة وتعيين فريق أول محمد فوزى وزيراً للحربية والفريق عبدالمنعم رياض رئيساً للأركان وهذه كانت اللحظة الفارقة وتم إعادة بناء القوات المسلحة وبإنجاز القدرة على التصدى ومواجهة المواقف الصعبة فى حرب الاستنزاف، ثم التخطيط العلمى للحرب التى انتصرنا فيها وتم هذا خلال 2610 أيام.
وما الهدف الاستراتيجى فى حرب الاستنزاف؟
- أولاً إسرائيل قالت لن يقوم للجيش المصرى قومة قبل 50 سنة و«موشى دايان» تواضع وقال لا يمكن خلال جيل أى 33 سنة وأمريكا وروسيا قالا ليس قبل 20 سنة بينما نحن أدرنا حرب الاستنزاف بعد سنتين و8 شهور لعدة أهداف أولها إعادة الثقة للقوات المسلحة فى المواجهة والبناء النفسى للمقاتلين، ثم لمنع العدو من أن يرتع فى الضفة الشرقية وتدمير التحصينات التى أنشأها على الضفة الشرقية وإشعاره أن حرب 67 ليست حرباً لإنشاء خط هدنة جديد بين مصر وإسرائيل، لكنها ستكون منطقة ساخنة، ومصر لن تصمت حتى تستعيد أرضها، وحتى تقول للشعب إن جيشه صامد وسيحارب حتى تستمر الثقة بين الشعب وبين قواته المسلحة فيستمر فى دعمه ومساندته.
حرب الاستنزاف كانت استكمالاً لحرب يونية أو تمهيداً لحرب أكتوبر أم هى حرب فاصلة بينهما؟
- هى حرب اختلف المحللون حول هذا الموضوع ولكن القمم الاستراتيجية الكبرى فى السياسة والعسكرية رأوا أنها حرب منفصلة، لأن الغرض من الاستنزاف هو عمل موقف أفضل لقواتك المسلحة على مستوى الجبهة والتوازنات ولتدمير كل إرادة العدو فيما يفعله، وبالفعل نحن استفدنا منها بعمل عقيدة قتالية للقوات وكسرنا الحاجز النفسى الذى تسببت فيه هزيمة 67 وقضينا على فكرة أن تتحرك إسرائيل بحرية على شط القناة، وتم تدمير إنشاءات خط بارليف الأول، ومصر اكتسحت إسرائيل فى حرب الاستنزاف وعلى ضوء هذا نجد التخطيط الجيد الذى بدأ يوم 8 أغسطس 1972، بعد انتهاء حرب الاستنزاف بدأ الإعداد القوى والحقيقى لحرب أكتوبر، وكنت فى إدارة عمليات التخطيط منذ حرب الاستنزاف.
وكيف كان التخطيط لعدو لديه كافة الإمكانيات؟
- عندما بدأنا هذا التخطيط عملنا حرب الأفكار والتى طبقتها أمريكا فى عام 2005 بعد حرب العراق الثالثة ونحن بدأنا بداية 1973 ومعناها عندما تكون الحرب بين قوتين غير متوازيتين فكيف تهزم القوة الأقل قدرة وإمكانيات القوة الأعظم؟ وكيف تحبط أعمالها وإجراءاتها وخططها، هذه هى حرب الأفكار، حتى يكون لنا الأسبقية والمبادأة والمفاجأة، والحقيقة أنه فى بداية التخطيط كان فرع العمليات ومجموعات التخطيط منتقاة من أكفأ ضباط القوات المسلحة واقترحنا على اللواء عبدالمنعم خليل الذى كان قائد الجيش الثانى فى ذلك الوقت بأن ندعو الناس إلى مسابقة الأفكار ومن يتقدم بفكرة جيدة نعطى له نيشان القوات المسلحة ووافق اللواء خليل وعملنا 250 نيشاناً سعر النيشان كان 4 قروش بإجمالى 10 جنيهات، وخلال أسبوعين تقدم لنا 3 آلاف فكرة ووزعنا عليهم جميعاً نيشان الجيش.
وحول ماذا كانت تتمحور فكرة الأفكار؟
- كانت تتمحور حول كيف تصل بقواتك المسلحة إلى أعلى مستوى من الاستعداد والتضحية فى سبيل الوطن، وأن تشعل الروح المعنوية وتنشيطها، وما الأسلوب الأمثل الذى يؤمن لنا العبور الأمنى، وكيف نبدأ المبادأة.
أسلوب الاقتحام
وهذه هى الصعوبات التى كانت تواجهكم؟
- استفدنا بالعمل على هذه الصعوبات وعملنا عليها دراسات مستفيضة وساعدتنا فيها القيادة العامة للقوات المسلحة بعمل 53 فكرة أو منشوراً بتوحيد المفهوم لدى القوات المسلحة وأبرزها المشروع 41 الذى حدد أسلوب الاقتحام وكل هذا نتيجة مسابقة حرب الأفكار وهى المفاجأة فى أول مقابلة فى صعوبة عبور أصعب مانع مائى فى التاريخ، وكنا نريد أن نجعله طريقا للقوات والمعدات، ونخوضه ببعض الصعوبات، لكن مع الوضع فى الاعتبار أن المجهود الأكبر لابد أن يتوفر للحرب فى الضفة الشرقية، وكيف يعبر العسكرى هذا المانع المائى دون إرهاق لأن أمامه 31 نقطة قوية وحصينة على طول القناة سيتم مهاجمتها واقتحامها وشل حركتها لنجعلها تدافع عن نفسها فقط ولا تستطيع الهجوم أو مساعدة أى نقطة أخرى، وبالطبع كل هذا نفذناه بأفكار لا يتصورها أحد.
وما المشروع 41؟
- المشروع 41 بدأ يوم 1 أكتوبر، كان من خطة الخداع حيث إننا كنا ندخل قوات ونسحب قوات غيرها لإعادة تنظيم قواتنا، وتهيئتها للهجوم.
وهل كان يتم اسغلال أى موقف خارجى فى خطة الخداع؟
- بالطبع.. لأن الخداع هو أن تشعر عدوك بأنك غير جاهز أو مستعد للحرب، وهذا ما كان يحدث ويوم 2 أكتوبر 73 بعد أن كانت القوات المسلحة جاهزة للعبور والاقتحام حدث خطف قطار يحمل مهاجرين يهود من الاتحاد السوفيتى فى النمسا وسافرت جولدا مائير إلى النمسا لتتابع الموقف عن قرب، وعلى الفور استغل الرئيس السادات هذا الحادث وأرسل إسماعيل فهمى وكان وزير الدولة للشئون الخارجية برسالة إلى كرايكسى، مستشار النمسا، يقول فيها: لو لجأت إسرائيل إلى السلام وحلت القضية الفلسطينية وانسحبت من الأراضى العربية أعتقد أنه لن تتكرر مأساة خطف القطارات أو الطائرات، أو شىء من هذا القبيل، وهذا الخداع استفادت منه مصر كثيراً لأن يوم 3 أكتوبر كانت اجتماعات إسرائيلية تبحث هل مصر وسوريا يستعدان للحرب أم لا، ولكن مدير المخابرات الإسرائيلية قال مستحيل أن تحارب مصر وسوريا وما يحدث فى مصر هو تنفيذ مشروع 41 المعتاد وسوريا تحاول أن تدعم الجولان بعد قيام معركة جوية بين سوريا وإسرائيل يوم 17/9/73 وأسقط فيها 13 طائرة سورية.
ألم تحدث أخطاء غير مقصودة كادت أن تكشف خطة الخداع؟
- لا.. حدثت لأنه يوم 4 أكتوبر محمد نوح، وزيرالطيران، أفرغ مطار القاهرة من الطائرات وجعلها تنتشر فى الخارج، ثم الاتحاد السوفيتى أرسل طائرات لتحمل العائلات الروسية من مصر وسوريا وبالطبع إسرائيل شكت فى الأمر وعقدوا اجتماعاً يوم 5 أكتوبر برئاسة جولدا مائير ولكنهم خرجوا بانطباع أنه لماذا ستحارب مصر والسادات أرسل خطاباً عن طريق كرايكسى يطالب بالسلام، المهم اتضحت النتيجة التى خرجوا بها وهى أن مصر وسوريا يخشيان من أن تشن إسرائيل عليهما هجوما، وبالتالى ترسل جولدا مائير رسالة إلى أمريكا لإبلاغ مصر وسوريا عن طريق الاتحاد السوفيتى أن إسرائيل لن تهجم إطلاقاً على مصر وسوريا، ولكن تظل جولدا مائير قلقانة فتطلب مساء يوم 5 أكتوبر ديفيد اليعازر، رئيس أركان الجيش الإسرائيلى إلى منزلها وهو رجل عسكرى مخضرم وتسأله هل مصر قادرة على أن تحارب فقال: يوجد أمران يجعلان مصر لا تحارب أولها أننا فى شهر رمضان والمصريون صائمون نهاراً ويشاهدون المسلسلات مساء إذن هو شعب نائم، ثانياً: لو حاولوا العبور سنحول قناة السويس إلى اللون الأحمر بدماء المصريين، ونامت واطمأنت ولكن قلقوا نومها الساعة 4 فجراً وقالوا لها مصر وسوريا سيهجمان اليوم.
الجاسوس المأمون
هل يوجد أسرار غير معلومة عن حرب أكتوبر يهم الشعب المصرى أن يعرفها؟
- طبعاً.. أهمها أن إسرائيل علمت بالهجوم المصرى السورى عن طريق جاسوس أمين بالنسبة لها، ورئيس الموساد استدعاه إلى لندن وسأله متى الهجوم؟ ولكن ربنا شل تفكيره وأجابه قائلاً: أعتقد أنه آخر ضوء وهذا يعنى الساعة 6 مساء وعندما هاجمنا الساعة 2 الظهر كانت الأربع ساعات الفارقة هى الساعات الذهبية فى تاريخ نصر أكتوبر، ولكن لا نعلم من هو هذا الجاسوس لأنه مازال من الأسرار ولابد أن نعلم من هو العميل المأمون الذى أبلغ هذا السر الخطير وبدون شك يوجد من يعلمه ولكنه لا يصرح به ربما لأسباب سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية.
ما الأهداف الاستراتيجية لحرب أكتوبر؟
- أولها تحرير سيناء، وصدر بهذا التوجيه الاستراتيجى يوم 1 أكتوبر وشرح فيه أوضاع العدو والعمليات التى سقوم بها.. ثم أمر الحرب ذاته الذى صدر يوم 5 أكتوبر وصدق عليه الرئيس السادات وقال تحرير سيناء على مراحل طبقاً لإمكانيات القوات المسلحة، لأنه كان يوجد فجوة كبيرة جدا بين القدرات الإسرائيلية وإمكانياتها وبين القدرات المصرية وإمكانياتها ومع هذا مصر حاربت فى ظل ظروف قاسية لا يتصورها إنسان، تبدأ من عبور القناة ثم اقتحام خط بارليف ثم التصدى للاحتياطيات الموجودة خلف الساتر الترابى، مع العلم بأن أمريكا وجدت فى النصر الإسرائيلى على مصر فى يونية 67 قبلة الحياة بعد فضيحتها فى فيتنام لأنها اتبهدلت هناك، وبالتالى أعطت إسرائيل ما كانت تتصوره وما لا تتصوره وكل هذا صب فى صالح التوازنات الإسرائيلية ضد مصر أما مصر فكانت تتسلح وتبنى قواتها المسلحة من لحم الشعب المصرى ومن قوت يومه.
وما الأهداف التى استطاعت أن تجبر عليها إسرائيل؟
- أولاً.. إفشال خطة الدفاع الإسرائيلية، ثم إجبارها بالحرب على جبهتين سيناء والجولان، وتدمير نظرية إسرائيل فى العمل على الخطوط الداخلية للدول الأخرى وعملت مصر وسوريا بالعمل الخارجى، وتم إسقاط نظرية الأمن الإسرائيلى أى عدم الوصول بإسرائيل إلى إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات، ثم خنق إسرائيل بحرياً بعد أن قال موشى دايان إن شرم الشيخ مع إسرائيل بلا سلام أفضل من سلام بلا شرم الشيخ وهى نظرية الأمن البحرى، التى حطمتها مصر فى 1973 عندما أغلقنا باب المندب أمام السفن الإسرائيلية أو السفن التى ستذهب إلى إسرائيل.
وما النظريات الحربية التى حطمتها حرب أكتوبر؟
- عندما حصرنا الصعوبات وجدنا أن أى دبابة أو معدة حربية لن تتمكن من العبور قبل 6 ساعات إذن جندى المشاة الذى سيعبر سيظل يقاتل 6 ساعات بمفرده هذا بعد أن يعبر قناة السويس ويدمر ال31 نقطة قوية، ففكرنا فى الحصار من أبعد نقطة فى داخل سيناء لصد الهجوم، وخصصنا 31 وحدة لمهاجمة ال31 نقطة قوية لإفشالها فى صد الهجمات المضادة، وحتى لا يخاف الجندى عندما يرى الدبابة أمامه، فقلنا حد الخطوط يصل إليها الجندى ليعمل دفاعه على عجل ثم يقابل الهجوم، وهذا كان يتطلب دراسة مستفيضة للأرض لأبعد الحدود وأن نعمل خطاً جغرافياً وخطاً زمنياً لنعرف متى ستصل الدبابات، ثم يقابل الجندى الدبابة ويقاتلها، رجل لدبابة، بل «وحش جسور» لدبابة.
تقصد الدروع البشرية وبطولاتها؟
- نعم.. وكان علينا أن ندرب المقاتل على كيفية مواجهة الدبابة ويقاتلها ويدمرها ولا يخشاها وكأنه دبابة مثلها وهذا التدريب نجح نجاحاً غير عادى.. ثم خططنا للطيران الإسرائيلى وكان متفوقاً على الطيران المصرى ولديه إمكانيات أكبر من إمكانيات طائراتنا فأقمنا حائط الصواريخ الذى أذاق الطيران الإسرائيلى كل الرعب، وجعل قائدهم يعطى لهم أوامر يوم 8 أكتوبر بعدم اقتراب طائراتهم من القناة بمسافة 15 كم، وكل هذه أفكار واستراتيجيات وتكتيكات نفذناها على أعلى مستوى من البراعة والدقة.
نشوة النصر
وما حقيقة القرار السياسى بتطوير الهجوم خاصة وثار حوله جدل كبير؟
- أولاً هو قرار باستئناف الهجوم وليس بتطوير الهجوم.. لأن خطة أكتوبر كانت مبنية على أساس مرحلة أولى وهى مرحلة العبور وتمركز القوات ثم وقفة تعبوية لأنها مهمة جدا لاستعاضة الخسائر، ثم لعمل تقدير الموقف الجديد، ولنقل حائط الصواريخ للأمام، ولكن نشوة النصر لعبت برؤوس العرب جميعاً لأنه ولأول مرة تنتصر مصر على إسرائيل وتذوق الهزيمة على يد العرب.. وفى الوقت ذاته كان الموقف العسكرى صعباً على سوريا، وهى حليف لمصر فى الحرب، والمتحدث العسكرى أصدر بياناً عسكرياً يوم 11 أكتوبر بأن مصر تبدأ الوقفة التعبوية، وهذا البيان عمل نشازاً على مستوى الدول العربية وحدثت اتصالات وضغوط من الملوك والرؤساء على الرئيس السادات حتى الرئيس الأسد سأله هل ستتركنى بمفردى فى المعركة؟! وكأن الدنيا توقفت ونتيجة لهذه الضغوط قررت القيادة استئناف الهجوم بعناصر محدودة صباح يوم 14 أكتوبر وفى الوقت نفسه الذى حشدت فيه إسرائيل الاحتياطى الاستراتيجى لديها للهجوم على مصر، وعندما اكتشفنا هذه الخطة أرجعنا القوات إلى أماكنها، لكن تقدم القوات وعودتها مرة أخرى عمل نوعاً من الاختراق النفسى فى الروح المعنوية لأن القوات التى خرجت تعرضت لضرب طيران العدو لأنها خرجت عن مدى حائط صواريخ الدفاع الجوى التى لم تكن اكتملت لأننا كنا قدمنا كتيبتين دفاع جوى فقط لكن الخسائر لم تكن باهظة بل محدودة وكنا نستطيع استيعابها وتحملها لكن تقدير الموقف لم يكن قد تم والاستعواض لم يكن اكتمل.
وماذا فعلت إسرائيل فى هذه اللحظة؟
- هنا بدأت إسرائيل يوم 15 أكتوبر بتنفيذ خطة شارون التى أطلق عليها خطة الإحباط وكانت بمساعدة أمريكية كاملة لأنه كان يوجد طاقم عمليات تخطيط أمريكى فى إسرائيل بخلاف ما تنقله لهم الأقمار الصناعية التى كانت تتجسس علينا، بالإضافة إلى إمداد إسرائيل بأحدث الصواريخ ولذلك اختل التوازن وحدثت الثغرة.
وكيف تمت الثغرة وماذا فعلت فى سير المعركة؟
- خطة الثغرة طبقاً لكتبهم أن تبدأ الاختراق يوم 16 أكتوبر إذا نجحت القوات المصرية فى العبور والمفترض أن يوم 18 أكتوبر تكون القوات الإسرائيلية التى اخترقت أن يحتلوا السويس والإسماعيلية ولكنهم لم يستطيعوا الخروج والتحرك إلا يوم 18 أكتوبر واتجه شارون بقواته إلى الإسماعيلية وإبراهام أدان فى اتجاه السويس، ولكن شارون فشل تماماً وتم تدمير معظم قواته ومعداته، وذهب أدان إلى السويس ولكنه لم يستطع إلا احتلال شريط ضيق فى الضفة الغربية، لأنه لم يكن يوجد قوات مصرية إطلاقاً فى الغرب والقوات كانت فى الشرق ولكنها متماسكة لأقصى درجة.
وماذا كان وضع قوات الثغرة وتهديداتها؟
- دخل فى الثغرة 3 فرق ولواءان مظلات ولكنهم كانوا محاصرين من الشرق وقوات مصرية حاصرتهم من الغرب ولم يكن يوجد لهم إلا منفذ وحيد على الدفرسوار، عبارة عن كوبرى عائم وكان من السهل تدميره، ومنفذ الأدبية وهو منفذ بحرى صعب استخدامه لذلك خلال 5 أيام متواصلة تمت الرحلات المكوكية لهنرى كسينجر إلى القاهرة وطالب بعودة القوات المحاصرة إلى خط المضايق ثم يتم التفاوض بعد ذلك.
وماذا كان رد القيادة السياسية؟
- الرئيس السادات قال له أنا أعطيت أوامرى إلى القوات المسلحة لتدمير كل القوات المعادية التى دخلت الأراضى المصرية.. طبعاً هذا بعد أن تم إعادة تنظيم القوات المسلحة بإعداد الخطة «شامل» لتدمير هذه القوات على أساس أن يتم تجزئتها وفصلها عن بعضها ثم يتم تدمير كل جزء على حدة، ولكنه مع المفاوضات والمطالبات الأمريكية والتعهدات بعودة سيناء وافق الرئيس على سحب القوات الإسرائيلية ونفذنا شروطنا.
ما خسائر إسرائيل فى حرب أكتوبر 1973؟
- هم أعلنوها، ولكن إعلانهم دائماً يكون منقوصاً واكتشفنا هذا فى حرب الاستنزاف عندما ندمر موقعاً بما فيه من معدات وأسلحة ثم تعلن إسرائيل أن اشتباكات استمرت لمدة 3 ساعات وأسفرت عن جرح جندى إسرائيل، فهى دائماً تحاول التأثير المعنوى على دولة الضد، وتخفى الحقائق عن شعبها، ولكن نتائج تحقيقات لجنة إجرانات وإعفاء القادة الإسرائيليين دليل على حجم الخسائر الذى حدث لهم وموشى دايان ذكر أن إسرائيل خسرت فرداً من كل ألف فرد ساكنها وحينها كانت 3٫5 مليون نسمة ومعنى هذا أن قتلى إسرائيل بلغ 3500 قتيل، وقالوا إن عدد الدبابات التى دمرت 1000 دبابة و200 طائرة مع إن خط بارليف دمر بكامل احتياطاته ولكن الخسائر المعنوية كانت أكبر من ذلك بكثير.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.