كشفت صحيفة يديعوت احرونوت في الذكرى ال37 لانتصار أكتوبر عن تسجيلات سرية لمحادثات دارت بين القادة العسكريين والقيادة السياسية الإسرائيلية في أول يوم للقتال أظهرت مدى صعوبة الموقف العسكري التي عانت منه إسرائيل وتفكير موشيه ديان وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك في التخلي عن الجنود المصابين. وأشارت الجريدة إلى أن ديان اقترح على جولدا مائير رئيسة الوزراء آنذاك انسحاب القوات الإسرائيلية إلى خط دفاعي جديد على بعد 30 كم من قناة السويس مع ترك الجنود الجرحى الذين لن يستطيعوا إجلائهم قائلا "الجرحى الذين يمكن إجلائهم سنجليهم أما من لن نستطيع إجلاؤه سنتركه ليقرر إما محاولة النجاة بنفسه أو الاستسلام". وتحدث ديان بعد ذلك عن خسائر بالمئات في الجنود والدبابات وأسرى حرب بأعداد كبيرة معترفا بتقليله من قدرات عدوه ومبالغته في تقدير قوة جيشه، معترفا أن الجنود العرب تحسنت قدراتهم بدرجة كبيرة حتى أن الدبابات يتم تدميرها بواسطة جنود المشاة وسلاح الجو عانى من خسائر كبيرة نتيجة حائط الصواريخ، وتنبأ ديان بأن المجتمع الدولي سيسخر من إسرائيل وسيشير إليها ك "نمر ورقي" لفشلهم من صد الهجوم بالرغم من تفوقهم العسكري لينهي كلامه بعبارة "السلاح الذي لديهم (العرب) فعال و لن يفيدنا التمسك بالمبادئ ربما يوجد لدى البعض أفكار للتصرف في هذا الوضع". وأظهرت التسجيلات أن الإسرائيليين كان لديهم تخوف من دخول الأردن الحرب واعتقادهم أن العرب لن يتوقفوا عن القتال حتى يسترجعوا كافة الأراضي العربية واقترحت جولدا مائير الاستنجاد بهنري كسينجر وزير الخارجية الأمريكية آنذاك للحصول على 300 دبابة و الكثير من المقاتلات لتعويض خسائرهم. وفي نهاية التسجيل ظهر اقتراح عبور لواءين مدرعين للقناة إلى الضفة الغربية (ثغرة الدفرسوار) للقضاء على القوات المصرية وهو ما علق عليه قائد القوات الإسرائيلية بأنه مخاطرة كبيرة نظراً لأنه في حالة فشل الهجوم المضاد فالطريق إلى تل أبيب سيكون مفتوح و ستنتقل الحرب خلال يومين أو ثلاثة إلى داخل إسرائيل.