بقلم - د. يحيى الرخاوى الاربعاء , 10 أغسطس 2011 13:27 قالت البنت لأخيها: أنا خائفة. قال أخوها: أنت جبانة، وهل نحن فى ذلك اليوم!! قالت: أى يوم؟.. لماذا هو نائم هكذا، ألا يستطيع أن يجلس على كرسى؟ قال: لعله يستعبط، طول عمره يستعبط. قالت: أنا خائفة. قال: خائفة منه حتى وهو فى القفص؟ خائفة على ماذا؟ قالت: على أختنا. قال: ما لها؟ قالت: سألتنى أمس أسئلة لم أعرف إجاباتها. قال: لأنك خائبة، وعاطفية، وبلهاء. قالت: وأنت متبلد ومتحمس وغير مسئول. قال: أنا أشعر بما يشعر به كل مواطن قاسَى من هذا الديناصور المتمارض. قالت: أنت تعتقد أنك الممثل الأوحد لهذا الشعب العظيم، وبالذات أنت لا تشعر بمشاعر الأطفال. قال: البركة فيك، أنت تشعرين بمشاعر الأطفال، لأنك طفلة بلهاء، ولا تعرفين ماذا فعل هذا الرجل بالأطفال، والشباب وذويهم؟ -2- قالت البنت الصغيرة لأختها الكبيرة : أليس هذا هو الرئيس مبارك؟ قالت الكبيرة: نعم هو. قالت الصغيرة: لماذا يفعلون به هكذا؟ قالت الكبيرة: إنه فى المحكمة. قالت الصغيرة: لماذا هو نائم على سرير هكذا؟، وهل فى المحكمة أسرّة؟ قالت الكبيرة: لأنه مريض. قالت: ولماذا يحاكمونه وهو مريض؟ أنا أحبه، أليس هو رئيس مصر، أنا أحب مصر. قالت الكبيرة: كان رئيسا لمصر، لكنهم نهبوها، اللصوص نهبوها. قالت الصغيرة: يبقى يحاكموا اللصوص. قالت الكبيرة: هو الذى سمح لهم أن يسرقوا، والألعن أنهم يقولون إنه قتل الشباب الذين تشاهدينهم فى التليفزيون. قالت الصغيرة: قتلهم لماذا؟ كيف؟!! قالت الكبيرة: لا أعرف، لأنه الرئيس فلا بد أنه هو الذى أمر بقتلهم، ولهذا يحاكمونه. قالت الصغيرة: ولماذا يحاكمونه ما داموا قرروا أنه القاتل. قالت الكبيرة: الناس هم الذين قرروا، لكن لا بد من إثبات ذلك بالقانون. قالت الصغيرة: ومن الذى يثبت ذلك؟ قالت الكبيرة: المحكمة. قالت الصغيرة: لست فاهمة، فلماذا لا ننتظر حتى تحكم المحكمة. قالت البنت الكبيرة: ننتظر ماذا؟.. الشباب، والناس، لا يصدقون أن المحكمة ستأخذها جدا؟ قالت البنت الصغيرة: ولماذا لا يصدق الناس؟ قالت الكبيرة: إيش عرفنى: كُفّى عن الأسئلة هكذا يا حبيبتى، أنا لا أفهم فى السياسة، ولم أدخل عمرى محكمة، اسألى أخانا. -3- قالت الصغيرة لأخيها: لماذا لا تصدق أن المحكمة ستأخذها جدا يا أخى. قال أخوها: من قال لك ذلك؟.. أنا أصدق طبعا، ولكن: من الذى دعاكى أن تسألينى أنا بالذات؟ قالت البنت : أختى، أختنا. قال: هذا ما رجحته، ياحبيبتى، خلّ بالك أنت من دروسك، وكل شىء سينصلح. قالت: كيف سينصلح بدون رئيس، أنا أريد لى رئيسا أحبه وأحترمه. قال: يكفينا والدنا الآن، هو رئيسنا، حتى تُفرج. قالت : والدنا ليس هنا، هو لا يرد علىّ، ولا حتى على ماما. قال: إصبرى قليلا، وسوف ننتخب لنا رئيسا. قالت : «ننتخب» يعنى ماذا؟ قال: يعنى نختار. قالت : نختار من؟ قال: نختار رئيسا. قالت: لماذا لم يتركوا لى هذا الرئيس الذى كنت أحبه حتى يختاروا رئيسا آخر؟ قال: هو الذى كان يمنع ذلك، يا ليته سمح بذلك، إذن لما تبهدل هذه البهدلة. قالت: ولماذا لم يفعل؟ قال: تصور أنه لن يموت، وحين انتبه إلى استحالة ذلك قرر أن يمتد فى ابنه، فيبقى هو هو. قالت: يمتد فى إبنه يعنى ماذا ؟ إبنه هذا الذى اسمه جمال؟ قال: نعم. قالت: أنا لا أحبه. قال: ولا الناس تحبه، لهذا حدث كل هذا. قالت: هل حدث كل هذا لأن الناس لا تحب ابنه هذا؟ قال: يعنى، خافوا أن يفرضه أبوه علينا فرضا. قالت: كيف يفرضه وأنت تقول إننا نحن الذين نختار الرئيس. قال: وهل أنا الذى كنت سأفرضه، روحى اسألى أختك التى أرسلتك. قالت : سوف تقول لى روحى اسألى اخاك. -4- قالت الأم للأب: البنت مريضة، وتبكى وهى ذاهبة إلى المدرسة، وأنا لا أدرى ماذا جرى لها. قال الأب: هه!؟ قالت الأم: ألم تسمع؟ قال: سمعت. قالت : ثم ماذا بعد أن سمعت؟ قال : ثم ..ثم..المدرسة، تذهب إلى المدرسة. قالت: قلت لك إنها خائفة، خائفة من كل شىء، وسمعتها تتكلم، وتبكى فى الظلام وحدها أمس بعد أن حسبتُ أنها نامت. قال الأب: نوم العافية. قالت الأم: عافية من أين؟ أقول لك البنت مريضة، وتهلوس. قال: لا.. لا إن شاء الله خير. قالت : اقول لك البنت مريضة، تقول لى خير؟ قال: أنا لم أقل «خير»، أنا قلت «إن شاء الله خير» قالت: إنها تكلم نفسها، حتى وهى نائمة، تردد : أريد رئيسا. قال: بسيطة، هاتى لها رئيسا. قالت: يا رجل، عيب كذا!، آتى لها برئيس من أين؟ من السوبر ماركت المجاور. قال: يقولون إنهم سيعينون رئيسا قريبا، فلا تشغلى بالك. قالت: يعينون؟ وهل الرئيس يُعيَّن؟ قال: أقصد يعنى يعينه الناس. قالت: يعينونه أم ينتخبونه؟ قال: أقصد يعنى يعينه الله، أعنى أمريكا، أعنى «الفلوس»، أقصد يعنى يعينه الجيش. قالت: أنت تخرف ألعن منها، لو كنتَ مالئا مركزك، لما احتاجت البنت إلى رئيس هكذا. قال: ما ذا تقولين؟ وهل أنا قلت لك أو لها أننى سوف أرشح نفسى رئيسا؟ -5- قالت الأم لابنها: أختك، لا بد أن نذهب بها إلى طبيب نفسى. قال: أختى من؟ هى فعلا تخرف حين تتكلم فى السياسة بعواطفها، دعيها فهى تافهة تستعيل. قالت الأم: سياسة ماذا؟ أنا أقصد أختك الصغرى! قال: مالها؟ قالت: لا تذهب إلى المدرسة، وتتفزز وهى نائمة، وتهمهم: أريد رئيسا، ولا بد من استشارة نفسية. قال: نفسية ماذا؟ وهم مالهم؟ هؤلاء النفسيون لا يفهمون شيئا وسوف يعقدونها قالت الأم : إذن ما هذا الذى عندها؟ هى تحتاج إلى طبيب. قال: هذا ليس طبا، هذه سياسة، ابنتك الكبيرة هى التى أفسدتها، حين تنصلح الأمور سوف تروق البنت. قالت: تنصلح كيف؟ هل أذهب بها إلى ميدان التحرير؟ قال: والله فكرة. قالت : لكن ميدان التحرير ليس فيه رئيس، ولا دكتور. قال: لماذا؟ أليس الدكتور عصام شرف، دكتورا؟ قالت : هل هو طبيب. قال: إيش عرفنى؟ قالت: من الذى يعرف؟ قال: المجلس العسكرى غالبا. قالت: مثل أبيك والمصحف!!، الله يخيبك، أمرى إلى الله. www.rakhawy.org