قالت البنت لأخيها: أنا خائفة قال أخوها: وأنا كذلك قالت: إن خوفك ليس مثل خوفي قال: إيش عرفك؟ قالت: شكلك هكذا قالت: هكذا ماذا؟ تحسبين دائما أن مشاعرك وأفكارك هي المشاعر الصادقة، والأفكار الوحيدة قالت: هذا صحيح، يبدو أنك بدأت تفهم قال: طول عمري أفهم أكثر منك قالت: بأمارة ماذا؟ قال: بأمارة أنك تسأليني في كل شيء قالت: بالله عليك هل الذي يسأل ليعرف أفضل؟ أم الذي استغني عن السؤال لأنه يعرف كل شيء؟ قال: كفي فذلكة، كل شيء ظهر وانكشف، لم يعد أي شيء خافيا علي أي أحد قالت:هكذا مرة واحدة ؟؟!!! طيب ما معني "الشعب يريد ..."؟ قال: يا خبر اسود، يعني "الشعب يريد...." قالت: من هو الشعب؟ وهل هو يريد ما ينبغي أن يريده، أو ما سيق للمطالبة به قال: مرة ثانية تقولين "سيقَ وسوقَ"، الشعب يريد الديمقراطية قالت: يريدها زينة مثل أمريكا، أم "قهرا مهرا" مثل الصين قال: قهرا ماذا؟ قالت: قهرا "مَهرا" قال: "مَهرا"يعني ماذا؟ قالت: إيش عرفني، وهل نحن نعرف معني الديمقراطية، حتي نعرف "قهرا مهرا"؟ قال: هل هذا وقت سخرية قالت: أنا لا اسخر، هذه الديمقراطية التي نتغني بها ليل نهار هي مرحلة تاريخية يبدو أنه قد انتهي عمرها الافتراضي. قال: ما هذا الذي تقولين؟ قالت: اقول لك إن الشرفاء في البلد المصدّر نفسه لهذه البضاعة يبحثون عن بديل، ولولا أن السلطات التحتية، من أهل المال المتوحشين مستفيدون من تصديرها، كما يصدرون الأسلحة القديمة التي لم تعد تساير الحروب الحديثة، لما سمعت عنها أصلا قال: لست فاهما قالت: ولا عمرك سوف تفهم، يكفيك أنك الممثل الأوحد للشعب قال: غصبا عنكِ قالت: الشعب يريد ماذا إذن يا سيد الكل؟ قال: إيش عرفني قالت:فلماذا تذهب إلي ميدان التحرير قال: الشعب يريدنا أن نذهب قالت: قل لي بالله عليك، من ذا الذي عيّنك ممثلا للشعب قال: أنا لست ممثلا للشعب، أنا الشعب قالت: ربنا يحميك يا شعب؟ قال: تسخرين ثانية؟ أنا بدأت أشك فيكِ، ما هي حكايتك، هل تراجعتِ. قالت: هل نسيت أنني من الشعب، ومن حقي أن أكون حرة وأن أفكر، أم من شروط الانتماء للشعب "ألا يفكر"؟ قال: بصراحة أنت تتكلمين مثل الخونة بالضبط قالت: مثل من ؟!!! قال: الخونة قالت: أنا أختك، وأنت تعرفني، وتعرف أنني بنت الميدان أكثر منك، ثم تحكم عليّ هكذا بكل هذه البساطة لمجرد اختلافنا؟ قال: وهل هذا اختلاف؟ هذه خيانة قالت: تقول خيانة ثانية لمجرد أنني طلبت منك ومنّي أن نتأكد مما يريده الشعب قال: نحن نعرف تماما ماذا يريده الشعب قالت: يا نهار اسود، إذن لماذا كل هذا الإلحاح علي الديمقراطية "آخر موديل" إن لم نتعرف من خلالها علي ما يريده الشعب؟ قال: لست فاهما، ماذا تريدين بالضبط؟ قالت: ولا حاجة قال: لقد صدّعتني، عن إذنك قالت: إلي أين؟ قال: إلي ميدان التحرير؟ قالت: اليوم ليس يوم جمعة، ماذا هناك الآن؟ قال: سوف اعتصم قالت: سوف ماذا؟ قال: اعتصم قالت: لماذا، ما هي المطالب اليوم؟ قال: إيش عرفني، سوف أسأل المعتصمين وأشاركهم في أي شيء قالت: تشارك من؟ بصفتك ماذا؟ قال: بصفتي الشعب قالت: وأنا؟ هل استغنيتم عن أمثالي برغم اشتراكي معكم بكل إخلاص واقتناعي من أول يوم؟ قال: ليس للخونة مكان بين جموع الشعب قالت: النبي حارسك وضامنك ؟ أصدرت عليّ الحكم بالخيانة ؟ أليس لي حق الاستئناف؟ قال: أنتِ أربكتني، وأنا لا أريد أن أفكر قالت: ألف سلامة قال: الله يسلمك، ويهديكِ لما يريده الشعب قالت: بالديمقراطية سابقة التجهيز!؟، أنا أشعر أحيانا أنني اختنق بهذه الديمقراطية المضروبة قال: أنت إنسانة متسلطة، لستِ حرة قالت: لست ماذا؟ قال: لست حرة قالت: وأنت ؟ هل أنت حر؟ قال: جدا قالت: بأمارة ماذا؟ قال: بأمارة ميدان التحرير، هل عندك بديل؟ قالت: نعم، ميدان السيدة زينب، هناك حرية أصدق وأرخص قال: أنا لا أقبل سخريتك، ولا أفهمها قالت: ولن تفهمها، إن الجاري في العالم الآن هو من أخطر الخطر علي الحرية الحقيقية، والمطلوب أن نقبل التحدي لنبحث عن وسيلة أحدث بفضل التكنولوجيا الأحدث نعرف بها ماذا يريد الشعب، حتي نكون أحرارا بجد، ولعلمك، هذا يجري عبر العالم. قال: لا توسعيها علينا اعملي معروف قالت: هي واسعة جاهزة، لكنها تستاهل مهما كان الثمن قال: عندي صداع قالت: أحسن أستاذ الطب النفسي كلية الطب جامعة القاهرة