«رشيد مشهراوى «مخرج فلسطينى، تجاوز حدود إقامته لكى يعبر عن هموم وأوجاع الشعب الفلسطينى، قدم أفلامه للمهرجانات السينمائية العالمية لكى تعبر و تؤرخ لوطنة فلسطين، وترصد الصراعات الساخنة مع العدو المحتل، انفرد بلغة سينمائية خاصة، بطله الأساسي فى أفلامه دائماً هو الشعب الفلسطينى ومعاناته. يرصد مشهراوي بكاميراته الجراح والألم الذى يعانى منه الشعب العربى الفلسطينى تحت الحصار وتبديد إسرائيل لتاريخها وتغيير اسمائها للعبرية، عبر عن حبه للرئيس عرفات بفيلم، أخى عرفات، اعترض على تفتيش إسرائيل للفلسطينيين أصحاب الأرض بفيلم «تذكرة سفر إلى القدس» و«انتظار»، تحولت أفلامه لصرخة إلى العالم، انتقد الانقسامات السياسية فى فيلمه «فلسطين ستريو» الذى عرض بمهرجان القاهرة السينمائى فى دورته ال36. قال مشهراوى، إن الشعب الفلسطينى لديه أمل بعودة أراضيه، وهو الحلم الذى نحاول ان نحققه، وأنادى به فى جميع المهرجانات التى اشارك فيها على مستوى العالم، قضيتنا تحتاج لتكاتف الدول لإثبات حقنا فى وجود دولة فلسطينية لها أراضيها وسيادتها، وعلى إسرائيل الانسحاب الكامل منها، وأشار إلى ان مهرجان القاهرة السينمائى له تقدير خاص ،فهو دائما يحتفى بالسينما الفلسطينية ،ويهتم بشخصياتها ،واشارك فيه بشكل مستمر وحصلت على جائزة الهرم الذهبى عن فيلمى «حتى إشعار آخر»، واحسن سيناريو لفيلم «عيد ميلاد ليلى» وحظى فيلمى «فلسطين ستريو» على إعجاب الجمهور والنقاد، الفيلم الذي تدور أحداثه بين مخيم جنين ورام الله، يتحدث عن مواجهة الاحتلال والفساد. إنّها قصة الشقيقين «ميلاد» الملقّب ب«ستيريو»، و«سامي» اللذين يقرران العمل في تأجير وتشغيل معدّات الصوت (دي جى)، في المناسبات كوسيلة لتوفير المال للهجرة من مخيم جنين إلى كندا. و«ستريو» صاحب فكرة الهجرة، توقف عن الغناء في الأعراس بعد استشهاد زوجته خلال قصف الاحتلال الإسرائيلي لبيته. يُقيم بعدها في خيمة قريبة من ركام البيت مع شقيقه سامي الذي فقد حاستي السمع والنطق في القصف نفسه، وألغى مشروع الزواج من حبيبته ليلى ليضمن استمرارية مشروع الهجرة.،وهذا الحال نعيشه حاليا بشكل كبير فى فلسطين. قال مشهراوى إنه عانى الكثير فى تصوير فيلمه بسبب الحصار ،فصور فى أماكن حقيقية، وبعض المواقع تم تصميمها لكنها لا تحمل روح المكان الحقيقى، وزادت من تكلفة الفيلم الذى تعدى المليون دولار. وعن الهوية الفلسطينية.. يقول مشهراوى إن مشاهد فيلمه تناولت هذه القضية عن طريق البطل الذى يعمل في أحد المهرجانات وبحث عن شريط النشيد الوطني الفلسطيني لبثّه في بداية المهرجان، إلاّ أنّه يجد ضمن حقيبته شرائط لجميع أغاني الحركات والتيارات السياسية الفلسطينية ويُفاجأ بفقدان شريط النشيد الوطني، وهى إشارة إلى ضياع قضية الوطن الأساسية علي حساب الصراعات الداخلية بين الحركات الفلسطينية. وأشار إلي ان كل مشهد له قصة حقيقية فى فيلمه «حظر تجول» الذى نال جائزة كبرى بمهرجان «كان» عام 1994، حمل هم الشعب الفلسطينى المحاصر والذى تتحكم فيه إسرائيل فى تجوله أو فى خروجه إلى دول أخرى، وفيلم «عيد ميلاد ليلى» عكس مواجهة بين قاض تستحوذ عليه قيم القانون والنظام وبين الفوضى، بسبب الاحتلال الإسرائيلي. وأضاف أنه يحاول أن يصنع الأمل بإلقاء ضوء غير قليل على العناصر الإيجابية والواعدة التي تبشر بمستقبل أفضل وأن يعطي الجمهور فرصة أن يشعر بهذه الحقبة الفريدة من الحياة الفلسطينية حيث وطأة الاحتلال، وهذا ما أفعله فى معظم أفلامى. ويرى مشهراوى أن الافلام الفلسطينية هى تراث سينمائي، وستكون ميدان دراسة، وبحث، لكل من يهمه البحث في الصورة السينمائية التي حققها الفلسطينيون عن أنفسهم، أو مناقشة آليات تناول الفلسطينيين لقضيتهم عبر السينما، ولا سيما وأن ثمة من سيعتمد، في يوم ما، على ما نقدمه، باعتباره مصادر أو مراجع، يتكئ عليها، وتثبت حق العودة لكل فلسطينى ولأرضه. ويحاول مشهراوى المشاركة فى المهرجانات، حتى تتواجد السينما الفلسطينية ويتعرف عليها الأجيال الجديدة من السينمائيين وتشاهدها الشعوب، خاصة وإننا نفتقد دور العرض السينمائى. ويشجع مشهراوى التمويل الخارجى فى إنتاج الأفلام. لان المشروع السينمائي بني على أشخاص وليس على الدولة، كما ان التمويل يتيح فرصة لانتاج افلام للشباب، حتى تصل رسالته للجميع والدعم الاجنبى ترويج للفيلم، والمرحلة القادمة ستفرز أسماء شبابية تطرح أفكاراً اكثر جرأة لمناقشة قضياهم. يوجه مشهراوى رسالة الى الشعب المصرى بأنه شعب شجاع ،يتحدى الصعاب ويصر علي حماية وطنه، مؤكداً أن مصر هى هوليود الشرق بدونها ينتهى العالم العربى، أقول للعرب الاتحاد قوة، فالعدو على أبواب كل دولة وباتحادكم تقضون عليه، وتعيشون فى أمان، وضعوا أمامكم القضية الفلسطينية، فالشعب ليس له علاقة بالحركات السياسية. أنس الوجود رضوان