تتوارث الصناعات الحرفية المختلفة عبر العصور ومن أهم وأجمل تلك الصناعات هي صناعة السجاد اليدوي. يعتبر قصر إبراهيم باشا ابن محمد علي، أقدم الأماكن في صناعة السجاد اليدوي، حيث يقع في منطقة كوبري القبة بالقاهرة، بدأ في بنائه عام 1815 وانتهي منه 1820. فمن جانبه، قال محمد القطان، إنه ورث المهنة من جده أحمد القطان، الذي أخذ القصر سنة 1928 وأنشأ فيه أول مدرسة للتعليم الفني في صناعة السجاد اليدوي 1930، مشيرا إلى أن المدرسة تعلم الطفل حتى يصل إلى السادسة عشر من عمره. وأضاف القطان أن المصنع متكامل في القطر المصري حيت يحتوي علي رسام وطاقم غزل صوفي ليحول فروة الخروف إلى فتلة وصبغها حيث يدخل صوف الخروف خام يخرج سجادة فنحتاج إلى تأهيل عمالة جديدة. وأشار القطان إلى أن المهنة بدأت من 1930، واستمرت 85 سنة، موضحا أنه على مدار تلك السنوات، صُنع الكثير من السجاد فمثلا سجاد للملك فؤاد وللملك فاروق السجادة الشهيرة سجادة ورقة الخمس جنيهات التي تحتوي علي صورته. وأكد القطان أن الصوف المصري جيد ويستغله المنافس مثل بلاد الهند، والتي تعد المنافس الأكبر لانخفاض تكلفة الإنتاج، إلا أن الصوف لديهم غير جيد وخشن. وذكر القطان أنه أنشأ كثير من مراكز التدريب، أهمها إنشاء مركز تدريب ليستغل عماله المهرة، وتم اعتماده من قبل وزارة القوى العاملة بعد الحصول على تصاريح في عام 2011، بشرط أن يكون العامل حاصل على مؤهل متوسط وشهادة كمبيوتر. وأوضح القطان أن أكبر المشكلات التي تواجهه هو تأهيل العمالة الفنية لأنها تحتاج علي الأقل ثلاث سنوات، ويجب أن يبدأ في سن صغير لأن استخدام النول يحتاج إلى توافق عضلي وعصبي وحتي يكتسب السرعة والدقة المطلوبة. وعبر القطان عن استيائه لركود السوق محليا وسياحيا بعد ثورة يناير، فيما عبر عن فرحته لوجود عمالين نادرين مهرة، مشيرا إلى أن تلك المهن تورث ولا تدرس لعدم وجود كتاب يوضح كيف تتعلم صناعة السجاد اليدوي. فيما قال محسن، أحد العاملين بالمصنع، إن السجادة تمر بمراحل عديدة ، أولا أن يتم التعامل مع الصوف وتحويله إلى فتلة ثم صبغ هذه الفتل بألوان مختلفة قد تصل إلى 270 لون. وعبر محسن عن فرحته بهذه المهنة وعن مدى إبداعه فيها وتمسكه بها، قائلًا إن السجادة تبقى لفترة كبيرة جدا علي النول من ثلاثة أشهر حتى سنة، مشيرًا إلى أن السجادة تعكس انطباع الصانع وحالته المذاجية، قائلا: "السجادة بتبقي عشرة عمر". وأكد عاطف، رسام يصمم السجاد، صعوبة العمل بالمجال، مشيرا إلى أن الخبرة تجعل الصانع يتميز في السجاد.