في مثل هذه الأيام.. من كل عام تظلنا ذكرى انتصارات أكتوبر المجيد.. الذي يأتي في طليعة الأعياد.. عيد أي عيد.. ففي يوم السادس من أكتوبر عام 1973.. توقفت عجلة التاريخ عن أن تدور.. كي تسجل احداثه بحروف من ذهب.. في صحائف من نور.. تسجل الميلاد الجديد لمصر الكنانة وللأمة لعربية جمعاء.. وترسم الفجر الوليد الذي يبدد الظلمة ويشع الضياء.. فبعد سنوات تجرع فيها شعب مصر كئوس الانكسار والمعاناة.. استعان بالله.. وحده ولم يعول على أحد سواه.. انتظم الشعب.. من وراء جيشه.. صفا منيعاً.. صادق العزم.. فائق الارادة.. عاكفاً على اعادة البناء.. وتعظيم العطاء.. والالتفاف حول القيادة.. مشمراً عن سواعد الجد والعمل الدءوب.. والنشاط والهمة.. وبلغ بالصبر والصمود.. الايمان والتحدي.. ذروة الذرى.. وعالي القمة.. ارتفع الجميع فوق آلام النكسة وجراح الهزيمة.. وتناسوا الى حين آثار الضربة الغادرة الأثيمة.. وانخرطت الأمة في مسيرة التنمية لتجويد الانتاج والتصنيع.. وتواصى الجميع بالحب والايثار والخلق الرفيع.. ووضع الشعب نصب عينيه ترابه المغتصب وأرضه السليبة.. واستعجل الثأر.. ليمحو الهوان ويطفئ لهيبه.. الى أن كان يوم السادس من أكتوبر «العاشر من رمضان».. وفيه كشفت مصر عن حقيقتها.. كشفت عن عبقرية المكان.. وشموخ الانسان.. مصر الكنانة التي كرمت مراراً في آيات القرآن.. وهى الموعودة من الله باليمن والأمن والأمان.. مصر التي أخبر النبي الكريم صلوات الله عليه وسلامه.. ان جندها هم خير أجناد الأرض.. وانهم في رباط الى آخر الزمان.. مصر التي امتاز شعبها بالتراحم والتسامح وحقيق وعميق الايمان.. والتي دعا لها السيد المسيح عليه السلام.. وبشرها بالبركة والنصر.. في قوله «مبارك شعب مصر».. في ذلك اليوم الأغر الميمون المشهود.. هبت مصر الكنانة عن بكرة أبيها.. الشعب والقيادة مع جنودها البواسل الأسود.. انطلقت في زحف مقدس ليطهر الأرض.. ويجتث الوباء.. نداؤه وحداؤه «الله أكبر» يشق أجواء الفضاء.. فألقى الرعب في قلوب الأعداء ودكت حصونهم وصارت هباء.. وصار سيل كثرتهم غثاء.. وذاقوا وبال أمرهم ونزل بساحتهم البلاء.. وغدت أفئدة لبغاة وعقولهم هواء. في ذلك اليوم الأغر المشهود.. أحرزت مصر نصراً.. هو تاج انتصارات كل العهود.. ومع تاج الانتصارات ارتفعت الهامات.. وعلت القامات.. ورفرفت للشرف والمجد والفخار رايات.. فقد زالت الغمة.. عن سماء خير أمة.. وأشرقت الأرض بنور ربها.. وتكشف الغمام وانقشعت الظلمة.. وذادت مصر.. بجيشها الباسل.. ونسورها الكواسر.. وشعبها المرابط الصامد الصابر.. ذادت عن حياض الأرض والعرض والماء والفضاء.. واستعادت كامل العزة والكرامة والشرف والإباء وأقيمت أقواس النصر المؤزر في ديار العروبة ومدن الأصدقاء.. وباء بالخسران من اغتصبوا حقنا، وناصبونا العداء.. وصدق الله وعده في القرآن المبين.. و«كان حقا علينا نصر المؤمنين». مع الدروس المستفادة.. من نصر السادس من أكتوبر المجيد.. علينا أن نتذكر دائما أن النصر هو جزاء المخلصين الصادقين.. الذين يجدون ويعملون.. ويأوون بإيمانهم الى ركن شديد.. وأن الهزيمة والخسران.. والخيبة الخذلان.. مآل الذين يسعون في الأرض فسادا ويقوضون البنيان.. الذين يحبون الخراب ويكرهون العمران.. الذين يبغون ويعتدون.. ويغتالون حقوق الانسان.. الذين لا يدخلون في السلم كافة.. وانما يتبعون خطوات الشيطان.. أولئك اعداء البشرية.. ملعونون في كل الأديان. في ذكرى يوم الانتصار.. يوم المجد والشرف والعزة والفخار.. سلام إجلال وإكبار.. على شهدائنا الأبطال الأبرار.. تحية اعتزاز وافتخار.. لجيشنا البطل المغوار.. حامي الحق والسلام والسيادة والأمن والاستقرار.. الذي قدم لمصر من ابنائه العظام الأبرار.. ابنه المنقذ.. الرئيس السيسي.. البطل والأمل.. الفارس المغوار. رئيس جمعية حراس النيل حماة البيئة وحقوق الانسان