هل كان أحد يتوقع أن ينقلب السحر على الساحر؟!.. هل كان أحد يتوقع هزيمة الولاياتالمتحدةالأمريكية والغرب فى مخططهم الشيطانى المرسوم للشرق الأوسط والمنطقة العربية تحديداً؟!.. وهل كان أحد يتوقع أن تنقلب أمريكا والغرب على أدواتها لتنفيذ هذا المخطط الشيطانى؟!.. من يصدق أن أمريكا وأوروبا والصهيونية العالمية تتبرأ من أياديها مثل داعش والإخوان وتركيا وجبهة النصرة وخلافها من الجماعات التكفيرية؟!.. بالفعل حدث ذلك والفضل الأول والأخير لإفشال كل هذه المخططات التى دبرتها الولاياتالمتحدة وشركاؤها، للإرادة المصرية العظيمة، حدث ذلك عندما خرج ما يزيد على ثلاثة وثلاثين مليون مصرى فى ثورة 30 يونية، معلنين سقوط حكم الإخوان أحد الأدوات التى كانت تسعى لتنفيذ المخططات الصهيونية بإحداث الفوضى والاضطراب بالبلاد. لقد دخلت إرادة المصريين التاريخ من أوسع أبوابه مسجلة بحروف من نور انتصار شعب مصر العظيم على كل المخططات التى تم تدبيرها لتقسيم المنطقة العربية الى دويلات صغيرة من أجل برطعة إسرائيل فى المنطقة، ويخرج من نبت هذه الأمة جيش وطنى لا ولاء له إلا لإرادة المصريين ينتصر لهم ويحمى ثورتهم الخالدة، وينتفض مرة أخرى هذا الشعب الأبى مقدماً تفويضاً بضرورة إعلان الحرب على المتطرفين، تلك الأدوات التى زرعتها الصهيونية العالمية، لتنفيذ مآربهم فى اتفاقية سايكس بيكو الثانية التى باءت بالفشل الذريع. الآن انقلبت أمريكا والغرب على هذه الأدوات الخائنة والعميلة، والسر فى ذلك هو أن العالم أجمع عرف الحقائق كاملة، وأن المصريين لم ينكسروا أمام الطغيان الأمريكى الصهيونى، وأن الفترات التى حسبوها ضعفاً وهواناً لما كانت إلا استراحة محارب لالتقاط الأنفاس حتى جاءت ثورة «30 يونية» لتقلب كل الموازين، وعشنا حى رأينا أمريكا التى جاءت بداعش تحشد العالم الآن ضد هذا التنظيم، مثلما فعلت مع القاعدة من قبل، صنعته بأيديها واستجارت منه بعد ذلك.. وأدركتنا الحياة حتى رأينا بريطانيا تطالب بتوقيع العقوبات ضد قطر التى أنفقت ثرواتها فى الخيانة للأمة العربية.. ولم نمت حتى رأينا الاتحاد الأوروبى يتنصل تماماً من تركيا التى أوت المتطرفين وساعدت كل التنظيمات الإرهابية وفتحت أراضيها للتآمر ضد الأمة العربية.. وجاء اليوم أيضاً حتى وجدنا الغرب يطارد الإخوان، وأمريكا تتنصل من قيادات الجماعة الإرهابية، بعدها ارتبطت بهم ارتباطاً وثيقاً أشبه بالميثاق الغليظ!!! ما الذى يجعل أمريكا وأوروبا والصهيونية ينقلبون علىأدواتهم المختارة لتنفيذ مخططاتهم الشيطانية؟!.. سؤال تطرحه الآن كل العقول المفكرة والإجابة عنه ليست عسيرة أو غائبة عن كل لبيب.. ثورة «30 يونية» وإرادة المصريين كشفت كل المخططات الجهنمية، وبات الإنكار لهذه المخططات عديم الجدوى فلا يمكن للأمريكان وأهل الصهيونية، أن يخرجوا على العالم مكذبين ما يحدث، وبات الإنكار فى هذا الشأن عديم الفائدة.. والدليل أن دولة مثل الأرجنتين التى عبرت عن رأيها بصراحة شديدة خير دليل على ذلك، فإذا أنكرت أمريكا والغرب هذه المخططات فإنما تعنى كشف المزيد من جرائمهم أمام العالم، الذى أدرك كل الحقائق كاملة دون نقص.. ولتبييض وجه أمريكا والغرب، بدأوا ينقلبون على أدواتهم الخائبة التى عولوا عليها كثيراً فكان رهانهم خاسراً بعدما خذلهم الإخوان وداعش كما خذلهم من قبل القاعدة، وبالتالى كان لابد من تعرية قطروتركيا هما الآخران. كل يوم يزداد المرء انحناء للمصريين الذين قاموا بأعظم ثورة فى تاريخ البشرية، لم يهزموا فيها الإخوان فحسب أو باقى الأدوات وإنما هزموا أمريكا والصهيونية العالمية، فى موقعة لا تجد اسماً لها سوى الإرادة فتحيا الإرادة المصرية التى لا تقوى عليها أعتى العقول البشرية.. ولذلك أفخر بمصريتى وأرفع هامتى لأننى مصرى.