أخطر شىء يواجه مصر حالياً، ليس الانهيار الأمنى والاقتصادى والاجتماعى فحسب وليس حالة الفوضى التى تمر بها البلاد منذ وصول جماعة الإخوان إلى الحكم وكفى.. إنما هناك كارثة حقيقية تهدد الوطن فى مقتل، هذه الكارثة هى الخطر الفادح الذى يحدث فى سيناء الحبيبة، فكل الأعين الغربيةوالأمريكية والإسرائيلية، اتفقت فيما بينها على مخطط جهنمى ضد سيناء ومحاولة اقتطاعها عن مصر.. والمصيبة الأكبر أن عيون هذه الدول المستعمرة، تجد أن خطة تنفيذ ضياع سيناء هى البوابة الحقيقية إلى تنفيذ كل مخططاتها تجاه مصر والأمة العربية. سيناء تحولت إلى مرتع للجماعات الدينية المتاجرة بالدين، والمتأسلمين الذين نصبوا أنفسهم بالخطأ حراساً على الإسلام الذى يتبرأ من أفعالهم وتصرفاتهم المريبة والشيطانية، هؤلاء جميعاً صناعة غربية أمريكية ولا أكون مبالغاً إذا قلت أيضاً صناعة صهيونية.. كل المؤشرات والدلائل تؤكد أن الغرب وأمريكا والصهيونية صنعوا هذه الجماعات ليكونوا أدوات لهم لتنفيذ مخططاتهم من أجل اقتلاع سيناء من جذورها المصرية.. وقد يرد قائل وما الدليل على ذلك؟!.. المسألة سهلة بسيطة ولا تحتاج كثيراً لإعمال الفكر والرأى، فالغرب يعلم نفوس هؤلاء المتأسلمين، ويلعب على وتيرة شغفهم باعتقادهم الخاطئ أن بمقدورهم أن يحققوا مشروعات وهمية لا تكون إلا فى قلوبهم المريضة، ويغذى الغرب وأمريكا هذا الوهم الخاطئ الذى تعتقده جماعات تتاجر بالدين وتأخذ منه القشور وتترك الأصول الحقيقية!! هو نفس المنطق الذى لعبته إسرائيل طوال سنوات طويلة منذ تحرير سيناء وتمكين مصر منها، عندما قامت بتغذية المتطرفين والإرهابيين داخل سيناء، إما بتشجيع تصرفاتهم وأفعالهم تارة بتزويدهم بالمال وأخرى بالتشجيع غير الظاهرى، وعندما جاءت الفرصة المناسبة، قامت الصهيونية بأفعال صبيانية فى سيناء، وقد ظنوا أن ثورة يناير المجيدة، ستجعلهم جميعاً يتمكنون من تنفيذ مخططاتهم، ونسوا تماماً أن جيش مصر العظيم بالمرصاد لكل من تسول له نفسه النيل من ذرة تراب من أرض مصر.. ولما وصلت جماعة الإخوان إلى الحكم فى غفلة من الزمن، تصور الجميع أنه أصبح بمقدورهم أن يصلوا إلى مرماهم، ونسوا جميعاً أن الشعب المصرى، يعى كل هذه التصرفات الحمقاء، ولن يرضى أبداً أن يحنى رأسه أو يتهاون فى أى حق من حقوقه ولا حبة رمل من أرض الوطن. سيناء الحبيبة باتت مطمعاً ليس لإسرائيل فقط ولا لحماس بعينها، وإنما هى مطمع الغرب وأمريكا، لإشعال البلاد وبفتنة كبرى وتفتيت المصريين إلى فرق وشيع متناحرة، وانهيار مؤسسات الدولة الوطنية، وبعدها لن تقوم قائمة لمصر ولا لجميع الدول العربية.. وما يحدث الآن هو محاولات ميئوس منها، طالما أن هؤلاء شرفاء وطنيون حملوا على كاهلهم مسئولية الدفاع عن الوطن الغالى والعمل لمصلحة المواطنين المحسورين على حالهم من الفرق الدينية المتناحرة التى تفعل أشياء كلها تصب فى صالح المخططات الغربيةالأمريكية الإسرائيلية.. ما تفعله التيارات المتأسلمة هو بالفعل صناعة غربية بهدف تنفيذ المخططات الشيطانية الموضوعة لمصر قلب العروبة حتى لا يكون لها شأن أو دور وتنهار الانهيار الكامل.. ولذلك فلا عجب أن نجد جماعة الإخوان توطد علاقتها مع الولاياتالمتحدة وإسرائيل، ولا عجب أيضاً أن نجد «الجماعة» تفزع ويصيبها «الهوس» عندما تجد المعارضة الوطنية تتصدى لأفعالها الحمقاء التى بها تنفذ مخططات الصهيوأمريكية.. وما الحرب الشعواء على الوطنيين فى مؤسسات الدولة إلا ليقينها أن الوطنيين فى هذا البلد يعرفون حقائق وخبايا هذه الأمور. سيناء لن تضيع طالما أن هناك مصريين يتصدون لكل ألاعيب التيارات المتأسلمة.. سيناء لن تضيع طالما أن المصريين يعلمون أن التيارات المتأسلمة هى صناعة أمريكية غربية صهيونية.