لماذا فجر أبوالعلا ماضى قنبلة اتهام جهاز المخابرات بالبلطجة فى هذا التوقيت بالتحديد؟!.. ولماذا نسب «ماضى» إلى الرئيس محمد مرسى الأقاويل التى أذاعها على الملأ؟!! وهل فعلاً قال الرئيس هذه «الخزعبلات» والمهاترات التى أدلى بها «ماضى»؟!.. وما الهدف من هذه التصريحات الغريبة والشاذة؟!.. ثم بأى صفة أطلق «ماضى» لنفسه العنان لقول مثل هذه الأمور؟!.. «ماضى» نعرف أنه رئيس حزب الوسط، وهو حزب نشأ بمرجعية دينية؟!.. و«الجماعة» التى تحكم مصر تتبعها تيارات دينية كثيرة وأحزاب دينية نشأت بعد الثورة.. وكلهم يعملون فى بوتقة واحدة، و؟؟ رأياً واحداً! لا تفسير لما قاله «ماضى» سواء كان نقلاً عن الرئيس أو من رأسه، سوى أنه إشارة صريحة وواضحة لتصفية أحد الأجهزة الوطنية بالدولة.. وأن آثار هذه التصريحات فضيحة لمصر فى كل المحافل العالمية، وتهميش لدور جهاز وطنى لعب ومازال يلعب الدور البارز فى جمع المعلومات التى تمس الأمن القومى.. وأى أمن قومى لأى بلد يحتاج إلى مثل هذا الجهاز لأنه منوط به صد كل عدوان تخريبى لهذه الدولة.. ومن غير المنطقى أو المتوقع أن نصف جهازاً وطنياً يقوم بعد مؤامرات الدول ضد البلاد بأن به «بلطجية»، وبحكم موقع الرئيس فإنه يرأس هذا الجهاز، فهل «مرسى» يرأس جهاز بلطجية؟!.. الأمر باختصار شديد أن هذا الجهاز العظيم مملوء بالأسرار السوداء لتنظيم جماعة الإخوان وباقى التيارات الدينية المتطرفة، وأن هذه الجماعات ومن ولاها لديها ثأر منه وجاء اليوم الئى تفرغ فيه عقدها وأفكارها المسمومة.. إذا كانت الجماعة الحاكمة قد نجحت فى إصابة جهاز الشرطة بالانهيار، فلم يعد أمامها إلا «المخابرات» لكى تفعل فعلتها ظناً منها أن النجاح سيحالفها فى تنفيذ مخططها فى إسقاط أخطر جهاز وطنى فى الشرق الأوسط، لعب دوراً كبيراً خلال ستين عاماً فى الصراع العربى الإسرائيلى. حتى التهمة التى تحاول الجماعة إلصاقها بالمخابرات غير منطقية وغير مبررة، لأن المخابرات تعمل بالمخ والفكر وليس بالفتونة والعضلات، ومعنى أن الجهاز يجند «200» ألف بلطجى طبقاً للرواية السخيفة الشاذة التى أعلنها «ماضى» سواء من رأسه أو نقلاً عن الرئيس، فإن معنى ذلك أن المخابرات تمتلك جيشاً موازياً للقوات المسلحة، وهذا كلام فارغ من الحقيقة، وأن أسهل اتهام على لسان جماعة الإخوان وأتباعها المتأسلمين هو اتهام خلق الله إما بالبلطجة أو التشهير كما يحدث مع الصحفيين والإعلاميين.. إنهما «تهمتان» تحاول هذه الجماعات الشاذة قذفوها فى وجه كل من يعترض سياساتها الحمقاء الخرقاء.. حتى ان الذين يطالبون بحقوقهم مثلما حدث فى اعتصام عمال ماسبيرو وصفهم الوزير الإخوانى بأنهم بلطجية.. كل الناس فى نظر الإخوان «بلطجية» طالما أنهم لا ينفذون سياسة السمع والطاعة العمياء لما يفعلون من تصرفات شاذة وغريبة.. وبصراحة واضحة لا لبس فيها، فإن إطلاق هذه الأوصاف على جهاز المخابرات يعنى أن «الجماعة» اعتزمت تصفية هذا الجهاز الوطنى، وطالما أنها تفكر بهذا المنطق الأعرج الشاذ، فلا بد من محاسبة «ماضى» الذى أطلق هذه الشائعة، سواء كان هو قائلها أو أنه نقلها عن الرئيس، أعتقد أنه مكلف من قبل الرئيس «الغائب الحاضر» بترديد هذه الأقاويل والأكاذيب، ولا يمكن أن يغفر لهما شىء سوى تقديمها إلى المحاكمة على الفور، فالرئيس الذى يهزأ من جهاز وطنى مثل المخابرات، لا يستحق أبداً شرف توليه هذا المنصب.. وحتى كتابة هذه السطور لم يخرج «مرسى» لتوضيح الصورة، مما يعنى أنه قائل هذا الكلام، ولديه خطة أو مخطط جهمنى رسمته له «الجماعة» لإسقاط الدولة.. لم يعد فى مصر إلا القوات المسلحة وأجهزتها الأمنية التى تقف سداً منيعاً فى وجه الجماعة وتصد كل مخططاتها الجهنمية، ولن تتمكن أبداً «الجماعة» من النيل من جيش مصر، فهو فى رباط إلى يوم الدين سواء كانت هذا الرباط من أعداء الداخل أو الخارج. الذى لا يعرفه الرئيس وتابعه «ماضى» أنهما أساءا إلى نفسيهما قبل الإساءة إلى المخابرات، والحقيقة أن الغرض الخفى والحقيقى وراء تلطيخ سمعة جهاز المخابرات هو إسقاطه، ولن تفلح هذه المحاولات أبداً.. لأن سقوطه يعنى انهيار القوات المسلحة وهذا مستحيل.. فمازال جيش مصر هو حامى الحمى وأمل المصريين والذى يحرس عملية الانتقال إلى الحكم الديمقراطى الحقيقى بعيداً عن التيارات المتأسلمة التى لا تراعى الله فى شعب مصر.