هل فعلاً قطر خلصت النوايا، وقررت فعلاً التخلص من الإخوان؟!.. هل فعلاً قطر تابت وأنابت ورجعت عن مصائبها بين عشية وضحاها؟!.. هل فعلاً قطر انقلبت علي الإرهابيين وشعرت أنها تخون الأمة العربية؟!.. هل فعلاً قطر تخلصت من تبعيتها للصهيونية - الامريكية، ورجعت إلي الصف العربي؟! لا توجد أية مؤشرات تدل علي ذلك، وكل ما فعلته هو «شو إعلامي» لا يختلف كثيراً عما فعلته أمريكا نفسها من خداع للأمة العربية.. فالذي تفعله قطر حالياً يسير في خط متوازٍ مع ما تفعله أمريكا.. قلت قبل ذلك إن الولاياتالمتحدة صنعت تنظيم داعش وأخرجت هذا العفريت اللعين في العراق وسوريا بعد أعظم ثورة في تاريخ البشرية يوم 30 يونية الذي عزل فيه الشعب الاخوان عن حكم مصر.. وفجأة وتحت مزاعم وذريعة قتل صحفيين أمريكيين تعالي الصوت الأمريكي بالحرب علي داعش، ومحاولة أمريكا «جرجرة» مصر إلي حرب مع العفريت الأمريكي - داعش - خارج مصر.. ولأن صانع القرار المصري يدرك تماماً هذه الألاعيب الشيطانية، كانت الحكمة المصرية العظيمة بأن مصر تواجه نفس العدو بالداخل، وأن الاخوان هم أصل كل هذه التنظيمات الارهابية. قطر هي الأخري تزعم أنها انقلبت علي الإخوان وأنها لن تتدخل في شئون الدول، وأنها ستلتزم بوثيقة الرياض الداعية إلي قيام قطر بطرد الإخوان وإدانتها للإرهاب.. ليس صدفة أبداً تزامن الموقف القطري مع الموقف الأمريكي.. فالدوحة إحدي أدوات الامريكان في تنفيذ مخطط تفتيت الأمة العربية، مثل الإخوان، وداعش تماماً، أدوات وأذرع لتنفيذ المخططات الصهيوأمريكية وبالتالي كان من الطبيعي أن نري تغييراً في المواقف لدي قطر طالما أن الصهيونية الامريكية تاج رأسها قد غيرت المخطط أو الخطة.. وهناك دليل عددي واحد وهو إعلان قطر طرد 7 فقط من الإخوان الإرهابيين، في حين أنها وفرت لهم المأوي والمأكل في تونس التي تقوم حالياً بلم شمل الإخوان.. لا تظنوا أن هناك اختلافاً بين ما تفعله قطر وبين تغيير السياسة الامريكية، فواشنطن تقوم بحيل جديدة، تشاركها قطر كأداة تنفيذ ضد الأمة العربية!! ولذلك لا تنطلي علي أي عاقل متدبر.. ففي الوقت الذي تعلن فيه طرد إخوان من علي أراضيها، ترصد مليارات الدولارات لإنشاء مواقع الكترونية كل هدفها التطاول علي مصر والبلاد العربية.. وفي الوقت الذي تعلن فيه قطر عدم تدخلها في الشأن العربي، تدعم رسائل إعلامها وخاصة الجزيرة بالمليارات لتكثيف الهجوم علي المؤسسات الوطنية في مصر والدول العربية.. كل ما فعلته قطر هو «شو إعلامي» بأنها طردت 7 إخوان، في حين أن أعضاء الارهابية كثير داخل الاراضي القطرية.. ولا نكون مبالغين إذا قلنا إن الإعلان عن تغيير في الموقف القطري، هو حيلة جديدة لإسكات دول الخليج والدليل هو الإبقاء علي الكثير من الإرهابيين علي أراضيها، إضافة إلي توفير سبل الحياة للسبعة المطرودين إلي تونس، بالاضافة إلي رصد المليارات لتجميع شتات الإخوان في تونس.. هذا هو الموقف القطري ليس إلا، يتوازي تماماً مع الخط الأمريكي المصاب بخيبة أمل منذ ثورة يونية.. «وللحديث بقية».